كشف السفير القطري لدى روسيا، «فهد بن محمد العطية»، أن دول الحصار حاولت استدراج موسكو لاتخاذ موقف ضد بلاده، بعد اندلاع الأزمة الخليجية في يونيو/حزيران من العام الماضي، لكن الحكومة الروسية رفضت التجاوب معها.

وقال السفير، خلال مقابلة مع صحيفة الشرق القطرية، أن روسيا لم تتساوق مع مساعي دول الحصار، لمعرفتها بأن الأمر لا يتعلق بالاتهامات الجزافية التي تسوقها ضد قطر، وإنما بخلاف سياسي حول مستقبل الشرق الأوسط وحاضره، وبالتالي كانت الردود سلبية تجاه تلك مطالبها.

وأشار «العطية» إلى أن «موقف موسكو كان ثابتا منذ بداية الأزمة الخليجية، عبر الوقوف إلى جانب المبادئ الدولية التي تقول بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، واحترام سيادتها».

وأضاف أن «الروس طالبوا أطراف النزاع بعدم التعدي على المبادئ التي ضمنتها الشرعية الدولية، وأن يتم حل الخلافات من خلال الحوار، وليس من خلال الإملاءات والتهديد الذي يناقض الشرعية الدولية».

وحول سؤال بشأن إمكانية الاستفادة من الدور الروسي في إنهاء الأزمة الخليجية، قال «العطية»: «نعم.. فروسيا عضو دائم في مجلس الأمن، وهي من الدول العظمى الضامنة للأمن والسلم الإقليميين، علاوة على أنها موجودة في الشرق الأوسط عبر حضورها في سوريا، وانخراطها السياسي والعسكري هناك، وبالتالي فهي لا تريد أن ترى بأن أزمة الخليج تؤثر على الملف السوري، أو أن يكون لها تداعيات سلبية على أمن وسلامة المنطقة بشكل عام».

تصريحات السفير القطري جاءت بالتوازي مع وصول أمير قطر «تميم بن حمد آل ثاني» إلى العاصمة الروسية، الأحد، في زيارة تستمر يومين، تلبية لدعوة من الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين».

ومن المقرر أن يبحث الجانبان ملفات عدة، بينها الطاقة والاقتصاد والتجارة، إضافة إلى مناقشة عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وكان أمير دولة قطر زار موسكو، في 17 يناير/كانون الثاني 2016، وذلك لأول مرة منذ توليه مقاليد الحكم في 25 يونيو/حزيران 2013.