«حتى الرضع.. لم يسلموا من الاختفاء القسري في مصر».. هكذا وثقت «التنسيقية المصرية للحقوق والحريات» اعتقال مواطن مصري وزوجته وأخيها وابنة رضيعة لا تتجاوز عاما ونصف السبت من محطة قطار الجيزة جنوب العاصمة.

وقالت التنسيقية المصرية في بيان منشور على صفحتها بـ«فيسبوك» إن «عبدالله محمد مضر موسى» وزوجته «فاطمة محمد ضياء الدين موسى» والرضيعة «عالية»، وشقيق الزوجة «عمر محمد ضياء الدين موسى» جرى اعتقالهم، السبت، من محطة قطار الجيزة أثناء عودتهم إلى أسيوط (جنوب) على متن قطار.

وبذلك تسجل الرضيعة «عالية» (أقل من عام ونصف) أصغر حالة اختفاء قسري في مصر، منذ انتهاج السلطات تلك السياسة بعد 3 يوليو/تموز 2013.

ونقلت التنسيقية عن شهود عيان قولهم إن قوات الأمن بمدينة 6 أكتوبر بالجيزة، داهمت منزلهم فجر الأحد بعد ساعات من اعتقالهم بالرغم من عدم وجودهم في المنزل.

كما أشار ذووهم إلى انقطاع التواصل معهم، منذ الثامنة مساء السبت، ولم يستطيعوا التواصل معهم حتى الآن، فأرسل ذووهم بلاغا للنائب العام للإفصاح عن مقر احتجازهم ولكن دون جدوى حتى الآن.

بدوره، أدان مركز «الشهاب» لحقوق الإنسان القبض التعسفي والإخفاء القسري بحق الأسرة، وحمّل وزارة الداخلية مسؤولية سلامتهم، وطالب بالكشف الفوري عن مقر احتجازهم والإفراج عنهم.

من جانبها، أصدرت أسرة وأقارب المختفين قسريا بيانا شرحت فيها قيام قوات الأمن بالقبض التعسفي عليهم من محطة قطار بمحافظة الجيزة، واقتيادهم لجهة مجهولة، السبت.

 

 

وكتبت «مريم مضر»، شقيقة «عبدالله»، إن الاتصال انقطع بينهم وبين أسرة أخيها (زوجته وابنته وشقيق زوجته) بعد أن كانوا في محطة القطار في الجيزة في طريقهم لأسيوط (جنوب).

وأضافت أن آخر تواصل تم مع زوجة شقيقها (فاطمة) على الهاتف في حوالي الساعة 6 مساء ودار الحديث حول موعد قيام القطار فى تمام الساعة 6:20 وقالت «فاطمة» أنها مسافرة مع أخيها «عمر»، وزوجها «عبدلله» يودعهم من محطة القطار، وأنهما في طريقهام إلى أسيوط على متن قطار رقم 872.

واستدركت: «إلا أنه بمعاودة الأسرة الاتصال بهم مرة أخرى فى تمام الساعة الثامنة مساء للاطمئنان عليهم كانت جميع هواتفهم مغلقة».

وتابعت أنه تم «الأخذ في الاعتبار جميع الاحتمالات مثل أن الهواتف قد انتهى شحنها أو تمت سرقتها، وذهبنا لانتظارهم على رصيف محطة القطار بمدينة منفلوط محافظة أسيوط فى موعد وصول القطار في تمام الساعة 11:15 مساء قبل منتصف الليل وفوجئنا أنهم ليسوا على متن القطار».

وقالت إن أسرتها اضطرت إلى الانتظار حتى الصباح وذهب أحد أفراد الأسرة المقيمين في القاهرة إلى منزل «عبدالله» و«فاطمة» في حي أكتوبر ووجدوا المنزل فى حالة فوضى وأخبرهم الجيران أن قوات الأمن اقتحمت المنزل فجرا.

 

 

وقالت «مريم» إن الأسرة قامت اتخذت الإجراءات الرسمية وقدمت بلاغات للمطالبة بالكشف عن مكان «عبدالله مضر» و«فاطمة موسى» وابنتهما الرضيعة «عالية» وأخيها «عمر موسى» وتحمل الأسرة الداخلية سلامة افراد العائلة ونطالب بسرعة معرفة مصير العائلة.

وسبق أن كررت منظمات حقوقية دولية انتقادات إلى السلطات المصرية بانتهاج سياسة الاحتجاز غير القانوني والإخفاء القسري لكثير من معارضيها السياسيين، لكن السلطات المصرية تنفي ذلك، بينما وثق عدد من المنظمات الحقوقية بعضا من تلك الحالات وسط تضييق أمني على عملها.