أسوشيتدبرس: «زفة» لافتات «السيسي» في مصر تثير السخرية

الأحد 25 مارس 2018 07:03 ص

اعتبرت وكالة أنباء «أسوشيتدبرس» أن الشوارع والميادين المصرية تعيش الآن مشهدا سيرياليا مثيرا للسخرية، بسبب الانتشار الكثيف للافتات تأييد الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، والذي يستعد لقطف ولاية ثانية في انتخابات «مفروغ منها»، أمام منافس غير معروف لم يبذل أي جهد لتحدي «السيسي»، على حد وصفها.

وقالت الوكالة، في تقرير لها بعنوان «لافتات السيسي من الجدار إلى الجدار تثير السخرية في مصر»، إن «نتيجة الانتخابات أمر مفروغ منه، لذا يبدو أن الحملة الإعلانية تهدف إلى تشجيع الإقبال على محاولة تعزيز شرعية التصويت».

وألقت الصحيفة الأمريكية الضوء على حملات السخرية التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي بسبب غزارة تلك اللافتات وانتشارها في فترة زمنية قصيرة، لا سيما تلك الصورة الساخرة التي ضمت بطلي فيلم «تايتانيك» وهما يقفان على ظهر السفينة نهارا، وخلفهما لافتة لتأييد السيسي، وتلك الأخرى التي أظهرت أبطال فيلم «فريند» وهم متجمعين في المقهى المفضل لديهم، مع وجود لافتة في الخارج مكتوب عليها: «جونتر وبقية الموظفين في سنترال بيرك يدعمون عبدالفتاح السيسي».

وقارنت الوكالة بين مشهد سريالي من فيلم «سماء الفانيلا»، المنتج عام 2011 يظهر فيه بطل الفيلم «توم كروز» يصرخ يائسا مارا عبر ميدان تايمز وهو مهجور وخال تماما، وميادين القاهرة التي تبدو نسخة ساخرة لكنها مكتظة بلوحات دعائية للرئيس «عبد الفتاح السيسي».

وقالت إن طوفان اللافتات دفع تكلفته أفراد وكيانات من أوساط شتى، مثل الشركات الخاصة والمجموعات السياسية الموالية لـ«السيسي» والنقابات والشركات المملوكة للدولة، حتى المقاهي الصغيرة ومحلات البقالة لم تجد بدا من التعبر عن ولائها بتعليق شعارات تأييد الرئيس المصري.

واعتبرت «أسوشيتدبرس» أن كافة الحكام الديكتاتوريين في جميع أنحاء الشرق الأوسط رعوا ومنذ عقود عروضا مماثلة لإظهار تأييد الرأي العام لهم.

وتنقل الوكالة عن الصحفي عماد حسين قوله إن انتشار اللافتات دعما للسيسي جزء من الثقافة المصرية، يشبه حفل زفاف مصري تقليدي عندما يحاول الضيوف التفوق على بعضهم البعض بمقدار المال الذي يعطونه للزوجين حديثا لمساعدتهم على بدء حياتهم معا.

لكن آخرين يرون في تلك اللافتات والانتخابات الحالية أحدث دليل على تراجع مصر إلى الاستبداد خصوصا بعد أن انسحب عدد من المرشحين الجادين من السباق تحت الضغط أو ألقي القبض عليهم، وأصبح التصويت الناجم يشبه بقوة الاستفتاءات الفردية التي أجراها المستبدون العرب الذين عادوا إلى الخمسينيات.

كما تنقل «أسوشيتدبرس» عن أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة «إبراهيم عوض» قوله إن «معظم هذه اللافتات يصنعها الناس كوسيلة للحفاظ على الذات أو كجزء من سعيهم لتحقيق مكاسب شخصية».

المصدر | الخليج الجديد + أسوشيتدبرس

  كلمات مفتاحية

رئاسيات مصر السيسي أسوشيتدبرس انتخابات لافتات تأييد السيسي