هل حانت اللحظة الأمريكية لتصفية الحسابات مع الإخوان؟

الأحد 25 مارس 2018 09:03 ص

كانت «جماعة الإخوان المسلمين» قد تنفست الصعداء في الولايات المتحدة بعد أن أنقذها وزير الخارجية «ريكس تيلرسون» ومستشار الأمن القومي «ماكماستر»، بعد حالة من الذعر والترقب خوفا من الإدراج على قائمة المنظمات الإرهابية.

ومع خروج «تيلرسون» وحل محله «بومبيو»، وبدء العد التنازلي لخروج «ماكماستر» هو الآخر، من المحتمل الآن أن يتم تصنيف «الإخوان المسلمين» من قبل وزارة الخارجية كمنظمة إرهابية أجنبية، مما يمهد الطريق لتفكيك بنيتها التحتية في أمريكا.

ومن المرجح أن ترى الجماعات المرتبطة بالإخوان المسلمين - مثل الجماعة الإسلامية وجماعة الفقرة - مصيرا مماثلا. وتضيف رغبة الرئيس «ترامب» في الضغط على باكستان وحليفها الوثيق في مواجهتها مع الهند إلى احتمال إدراج هذه الجماعات التي تقودها باكستان في القائمة السوداء.

وكان وزير الخارجية الجديد، «مايك بومبيو»، أحد أوائل الذين شاركوا في رعاية قانون يصنف الإخوان المسلمين كإرهابيين، عندما كان عضوا في الكونغرس. والآن، كوزير للخارجية، أصبحت لديه سلطة تسمية المنظمات الإرهابية الأجنبية.

ويدعم أحدث إصدار من التشريع 75 من أعضاء مجلس النواب، ومجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ.

والآن، فإن معظم كبار المسؤولين في إدارة «ترامب» هم خصوم ألداء للإخوان المسلمين، بما في ذلك:

  • المدعي العام «جيف سيسيس»، الذي كان من بين الجهات القليلة التي اشتركت في وقت مبكر في قانون تصنيف الإخوان المسلمين كإرهابيين، عندما كان عضوا في مجلس الشيوخ.

  • وزير الدفاع «جيمس ماتيس»، الذي اضطر إلى سحب تعيين مسؤول كبير كان يرى أنه حليف قوي للإخوان المسلمين المصريين. وقد حدد بوضوح أن العدو هو «الإسلام السياسي»، ووصف موقف إدارة «أوباما» الودي تجاه الإخوان المسلمين بالسلبي.

  • مدير مكتب الإدارة والميزانية «ميك مولفاني»، الذي كان داعما للتشريع عندما كان عضوا في الكونغرس.

  • كبير المستشارين وكاتب الخطابات «ستيفن ميلر».

  • نائب مساعد رئيس مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية «مايكل أنطون».

  • المستشار البارز للأمن الداخلي في البيت الأبيض «فرانك ووكو».

  • كاثرين غوركا، كبيرة مستشاري الأمن الداخلي.

ويكاد يكون من المؤكد أن مستشار الأمن القومي «ماكماستر» على وشك أن يتم استبداله، على الرغم من نفي ترامب، (تماما مثل إنكاره من قبل نيته طرد تيلرسون).

ويعد المرشح الرئيسى لشغل منصبه هو السفير السابق «جون بولتون»، وهو مؤيد معروف آخر لتصنيف الإخوان المسلمين ضمن قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية.

ومن المفترض أن يكون اختيار «ترامب» لمدير وكالة الاستخبارات المركزية (السي آي إيه)، «جينا هاسبيل»، على نفس الخط، لأن «بومبيو» هو من أوصى بها. 

ومن غير المعروف موقف سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة «نيكي هالي». وكانت في السابق تتحدث بنبرة محايدة عندما سئلت عن تصنيف جماعة الإخوان المسلمين، قائلة: «لم نناقش مثل هذا الشيء في الإدارة».

وخارج البيت الأبيض، عاد الرئيس «ترامب» للتشاور مع نائب مساعده السابق «سيباستيان غوركا»، وهو صوت ينادي بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين ضمن المنظمات الإرهابية الخارجية.

ويمثل تعيين «بومبيو» انقلابا مذهلا ضد موقف الإخوان المسلمين، التي نجحت في السابق في وضع خطط لتأجيل مثل هذا التصنيف.

وقال مسؤول في جماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة أنفقت 5 ملايين دولار من أجل الضغط على المسؤولين والتأثير على وسائل الإعلام. حتى أن المدافعين عن الإخوان نجحوا في التأثير على تقييمات «السي آي إيه»، التي تسربت إلى وسائل الإعلام.

كما نشرت جماعة الإخوان المدافعين عنها في واشنطن العاصمة، واستقطعت قطر من إنفاقها على جماعات الضغط، خاصة أولئك الذين تربطهم صلات وثيقة بحملة «ترامب» والقدرة على التأثير على الأمريكيين اليهود، للضغط لصالح الإخوان المسلمين.

والآن، تقع شبكة فروع جماعة الإخوان المسلمين على خط النار.

ويكافح الآن مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير)، الذي حددته وزارة العدل «ككيان» تابع للإخوان المسلمين، لمنع «بومبيو» من الحصول على تأكيد من مجلس الشيوخ.

وكان «كير» قد وصف «بومبيو» على أنه «معاد للإسلام»، على الرغم من أنه مكن من للإسلام السني في وكالة الاستخبارات المركزية لصالح محاربة القاعدة وإيران. ويستخدم مقتطفات خارج السياق لرسم بومبيو كمتطرف، في حين يتحدث عن الإخوان كـ«معتدلين».

لكن يُنظر إلى حركة «حماس»، التي تصنف كمنظمة إرهابية في الولايات المتحدة، كفرع تابع لجماعة الإخوان المسلمين.

ولطالما كان الإخوان المسلمون اليمنيون متشابكين مع القاعدة، تماماً مثل الفرعين الليبي والسوري. ويعد الفرع الأردني في الأساس وحدة واحدة مع «حماس»، التي تعتبر أكبر حركة مقاومة بالنسبة للجناح المصري، مسقط رأس الجماعة.

وإذا أخفقت الولايات المتحدة في تصنيف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية، فقد ننتقل إلى نهج بديل يمكن من خلاله تصنيف فروع الإخوان بالتخصيص وفق علاقة كل منها بالإرهاب، دون وصم الجماعة ككل. وقد يواجه هذا النهج مقاومة سياسية أقل.

وتشير التغييرات في إدارة «ترامب» إلى أن يوم تصفية الحسابات مع الإخوان المسلمين قد اقترب للغاية.

  كلمات مفتاحية

الإخوان المسلمون مايك بومبيو منظمة كير قطر واشنطن