مصر.. بدء التصويت في رئاسيات باهتة بلا منافسة جدية

الاثنين 26 مارس 2018 07:03 ص

فتحت مراكز الاقتراع أبوابها صباح الإثنين أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية، المحسومة سلفا للرئيس المنتهية ولايته «عبدالفتاح السيسي»، وسط شكوك دولية في نزاهة وجدوى العملية الانتخابية.

ويخوض السباق أمام «السيسي» الطامح في البقاء في سدة الحكم حتى 2022، رئيس حزب الغد «موسى مصطفى موسى»، وهو من أشد مؤيدي الرئيس المصري.

ويحق لنحو 59 مليون ناخب التصويت في الانتخابات التي تجرى على ثلاثة أيام، على أن تعلن النتائج في الثاني من أبريل/نيسان المقبل، وإذا لم يفز أي من المرشحين بنسبة 50+1 ستجرى جولة إعادة في 24 من الشهر ذاته.

ويدعو معارضون إلى مقاطعة الانتخابات؛ لعدم جدواها بعد انسحاب أغلب المرشحين، وشن حملة اعتقالات ضد رموز معارضة قبيل بدء الماراثون الرئاسي.

وعشية الانتخابات، جابت حافلات وسط القاهرة تحمل مكبرات صوت تنطلق منها أغان تحث الناخبين على التوجه إلى لجان الاقتراع، وسط تهديدات بفرض غرامات مالية على المقاطعين، فضلا عن إجبار عمال الشركات والمصانع والمؤسسات الحكومية على الإدلاء بأصواتهم.

حملة حشد حكومية

ويأمل «السيسي»، الذي أدلى بصوته في مدرسة الشهيد «مصطفى يسري»، بضاحية مصر الجديدة، شرقي القاهرة، في تحقيق نسب مشاركة عالية، تؤمن له ولاية ثانية بنسبة تأييد كبيرة، ردا على اتهامات بانهيار شعبيته، وفشل سياساته السياسية والاقتصادية والأمنية، منذ الانقلاب العسكري على حكم «محمد مرسي»، أول رئيس مدني منتخب في البلاد، منتصف 2013.

ولصقت على الحافلات الحكومية، التي لافتات تحمل شعارات مثل «خليك إيجابي» و«شارك في انتخابات الرئاسة 2018»، كما خصصت خطبة الجمعة الماضي لحث الناخبين على التصويت، وصدرت في الأسابيع الأخيرة عددا من الفتاوى من مرجعيات إسلامية وقبطية تحرم المقاطعة، وتعتبرها «إثما» و«خيانة للأمانة».

ورفعت قوات الأمن المصرية من الشرطة والجيش المكلفة بتأمين الانتخابات حالة الاستعداد بين صفوفها لتأمين عملية التصويت.

وأجريت الانتخابات الرئاسية في الخارج بين يومي 16 و17 و18 مارس/آذار الجاري، ومن المقرر إجراؤها داخل مصر أيام 26 و27 و28 مارس/آذار الجاري.

وقبل أيام، قال «السيسي»، إنه كان يتمنى وجود أكثر من مرشح بالانتخابات الرئاسية، «لكننا لسنا جاهزين»، على حد قوله.

وقبل بدء السباق الرئاسي في مصر، تم إجبار رئيس وزراء مصر الأسبق الفريق «أحمد شفيق» على سحب ترشحه، كما اعتقل رئيس الأركان الأسبق «سامي عنان»، وسجن العقيد «أحمد قنصوة»، واضطر البرلماني السابق «محمد أنور السادات»، وكذلك المحامي «خالد علي» للانسحاب، جراء ضغوط أمنية.

تشكيك محلي ودولي

وطيلة الأسابيع الماضية، صدرت إشارات دولية بعدم الرضا عن سير العملية الانتخابية في مصر.

ويعد نواب أمريكيون مشروع قانون لمعالجة مخاوفهم بشأن ما اعتبروه انتخابات رئاسية تفتقر إلى النزاهة والحرية في مصر.

وقال النائب الديمقراطي بمجلس النواب الأمريكي عن ولاية ماساتشوستس «جيم ماكغفرن»، إنه في حين تُعد مصر شريكا استراتيجيا مقربا للولايات المتحدة، فإن هناك مخاوف لدى كلا الحزبين في الكونغرس حيال الأحداث التي سبقت الانتخابات.

وتابع: «التطورات الأخيرة، بما في ذلك ترهيب واحتجاز كل مرشحي المعارضة الموثوقين وفرض القيود على الجماعات غير الحكومية ووسائل الإعلام، تُقوض شرعية ومصداقية تلك الانتخابات».

كما شكك المفوض الألماني لحقوق الإنسان «بيربل كوفلر»، في إجراء انتخابات رئاسية نزيهة في البلاد.

وتحت عنوان «لافتات السيسي من الجدار إلى الجدار تثير السخرية في مصر»، قالت وكالة «أسوشيتدبرس» الأمريكية، إن «نتيجة الانتخابات أمر مفروغ منه»، مضيفة أن منافس «السيسي» غير معروف ولم يبذل أي جهد لتحدي الرئيس المصري.

محليا، وصفت جماعة الإخوان المسلمين «رئاسيات مصر 2018» بأنها «مسرحية هزلية» لـ«عصابة الانقلاب» معتبرة أن المشاركة في هذه الانتخابات «خيانة لدماء الشهداء والشرفاء في المعتقلات والحرائر اللائي نلن من المجرمين ما لا يتحمله بشر».

واعتبر المستشرق إسرائيلي «إيلي فودة»، في مقاله بصحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن مصر ليست بصدد انتخابات حرة، وإنما أشبه ما يكون باستفتاء عام أعد خصيصا لمنح «السيسي» فترة رئاسية جديدة، بعد أن أقصى جميع المرشحين الذين كانوا يمثلون لفرص نجاحه تهديدا جادا حقيقيا مثل رئيس الوزراء الأسبق «أحمد شفيق» (تحت الإقامة الجبرية)، ورئيس الأركان الأسبق «سامي عنان» (محتجز في السجن الحربي).

وأكد السفير الإسرائيلي الأسبق في مصر، «تسافي مزال»، أن الانتخابات الرئاسية المصرية باتت محسومة، في ظل الضغوط على وسائل الإعلام، وتدهور مستوى حرية الرأي والتعبير.

لكن النتيجة السهلة المتوقعة لفوز «السيسي» بولاية ثانية كانت تتطلب من البرلمان أن يمدد له أفضل من إنفاق الملايين على حملة انتخابية معروفة نتائجها سلفا، بحسب الخبير الإسرائيلي «آساف غيبور».

وعلى غير عادة الانتخابات في أغلب دول العالم، لم تشهد الحملة الانتخابية، مناظرات انتخابية، أو إعلان برامج انتخابية من قبل المتنافسين، أو جولات للمرشحين في محافظات مصر.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

رئاسيات مصر عبدالفتاح السيسي موسى مصطفى موسى الإخوان دعاية انتخابية المقاطعة