جيبوتي.. «عش جواسيس» وساحة صراع عالمي بـ5 قواعد عسكرية

الاثنين 26 مارس 2018 01:03 ص

تزايد الوجود العسكري الأجنبي اللافت في جيبوتي، بما هو أشبه بــ«الثكنة العسكرية العالمية»، يثير مخاوف من حدوث صراع دولي، حيث توجد حالياً 5 قواعد عسكرية أجنبية، فضلا عن تواجد استخباراتي لقوى أخرى.

ويبدو أن موقع جيبوتي الاستثنائي، جعلها محل أطماع لقوى عالمية، وتحاول بعض الدول الإقليمية والدولية أن تجد لها موطئ قدم في هذا البلد.

ووفق صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية، تأتي فرنسا في مقدمة القوى العالمية المتواجدة حالياً في جيبوتي، بصفتها القوة الاستعمارية السابقة، إذ يستقر بعيداً عن جيبوتي لواء تابع للفيلق الأجنبي الفرنسي بشكل دائم، ويوجد حالياً 1350 من الجنود الفرنسيين على الأراضي الجيبوتية. 

وفي أعقاب حرب الخليج، أنشأت الولايات المتحدة الأمريكية، مقر القيادة الأفريقية التابعة للقوات المسلحة، الذي يعد أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالقارة الأفريقية، في منطقة مطار جيبوتي الدولي وتضم نحو 4 آلاف جندي.

وفي عام 2014، وقعت الولايات المتحدة اتفاقية مع حكومة جيبوتي لتمديد تأجير القاعدة لمدة 20 عامًا إضافية، التزمت فيها الولايات المتحدة باستخدام 1.4 مليار دولار في تطوير البلاد.

وفي العام 2009، أنشأت إيطاليا قاعدة عسكرية صغيرة، مع إطلاق العملية الأوروبية «أتالانتا» لمكافحة القرصنة.

ووجدت اليابان موطئ قدم في عام 2011، حيث ينتشر حالياً 180 عنصراً من القوات اليابانية.

وخلال العام الماضي، أنشأت الصين بها أول قاعدة عسكرية لها خارج حدودها.

أما المملكة العربية السعودية، فقد توصلت، في شهر يناير/كانون الثاني 2017، إلى اتفاق مع الحكومة الجيبوتية، يمكن أن يؤدي في المستقبل إلى فتح موقع عسكري لها على الأراضي الجيبوتية.

ويمنح وجود القاعدة السعودية في جيبوتي ومع وجود الحوثيين في غرب اليمن، الرياض القدرة على شن هجمات على الحوثيين من محور جديد.

ونتشط في المنطقة مجموعة من الدول، في مقدمتها الإمارات العربية المتحدة، التي تشهد علاقاتها مع الحكومة الجيبوتية، نوعاً من البرود، على خلفية إلغاء جيبوتي امتياز الإمارات في تشغيل ميناء دوراليه.

ولدى الهند وروسيا طموحات في أن تجدا لهما موطئ قدم في المنطقة، بحسب الصحيفة الفرنسية.

عسكرة جيبوتي

وترى «لوفيغارو»، أن هذا الوجود العسكري الخارجي الغزير، يشكل عامل توتر، حيث تبدو جيبوتي أكثر فأكثر كـ«عش للجواسيس» تراقب فيه الدول بعضها البعض.

وقد يتسبب التواجد الصيني المتصاعد في توترات بين جيبوتي وفرنسا والولايات المتحدة واليابان، كما أن إلغاء حكومة جيبوتي مؤخراً لامتيازات الإمارات في تشغيل ميناء «دوراليه»، كشف أن بعض الاحتكاكات قد تطفو على السطح قريباً.

وقد يجعل هذا الوجود الغربي، وفق الصحيفة، من جيبوتي هدفاً للجماعات المسلحة، بما في ذلك جماعة الشباب الصومالية، التي استهدفت في مايو/آيار من عام 2014، مطعماً بقلب العاصمة، يرتاده غربيون.

وتقع جيبوتي على الشاطئ الغربي لمضيق باب المندب، الذي يتحكم بالمرور إلى قناة السويس، ويعد رابع أكبر طريق بحرية بين بلدان أوروبية والبحر المتوسط وعالم المحيط الهندي وشرقي أفريقيا عبر العالم، إذ يقدر عدد السفن وناقلات النفط العملاقة التي تمر عبره سنوياً في الاتجاهين، بـ30 ألف سفينة سنوياً.

وتركز الدول أنظارها على جيبوتي البالغ عدد سكانها نحو 830 ألف نسمة، والتي تعد باب التجارة على دول شرق أفريقيا بفضل موانئها، بسبب الأهمية الاستراتيجية لموقعها الذي يتيح التدخل في الأحداث بدول المنطقة كما هو الحال في اليمن والصومال.

ويشكل تأجير القواعد العسكرية واحدا من أهم مصادر الإيرادات لجيبوتي، حيث تحصل سنويا على قرابة 160 مليون دولار لقاء ذلك.

  كلمات مفتاحية

جيبوتي قواعد عسكرية الصين السعودية قاعدة أمريكية فرنسا مضيق باب المندب

السعودية ودول كبرى تبحث عن موطئ قدم في جيبوتي للسيطرة على «باب المندب»