نفذت السلطات المصرية، مدعومة بقوات شرطية وعسكرية، حملة لهدم العديد من المنازل، داخل أحياء مدينة العريش، بمحافظة شمال سيناء، شمال شرقي البلاد.
وقالت مصادر قبلية، إن الأمن المصري «هدم ما لا يقل عن عشرين منزلا داخل أحياء مدينة العريش منذ بدء العملية العسكرية الشاملة في 9 فبراير/شباط الماضي».
وطالت عملية الهدم منازل في شارع القاهرة وحي آل أيوب، وميدان العتلاوي وسط المدينة، بحجة أنها تعود لمطلوبين أمنيا، رغم أن بعض تلك المنازل تعود لمعتقلين لدى الأمن المصري منذ سنوات، بحسب «العربي الجديد».
وتأتي الخطوة ضمن سلسلة عمليات تهجير تقوم بها السلطات لتوسيع المنطقة العازلة بالقرب من الحدود مع (إسرائيل)، بدعوى حرمان مقاتلي تنظيم «ولاية سيناء» من استغلالها في شن هجمات ضد الجيش المصري.
وكشف أحد وجهاء مدينة العريش، عن قيام قوات الجيش بتجريف مئات الأفدنة الزراعية بالقرب من مطار العريش، وحرمان آلاف السكان من مصدر رزقهم.
وأضاف: «لا أحد يعرف من المستفيد من هذه الأعمال المريبة، ماذا يريدون من سكان المدينة، النزوح كما حصل مع إخوتهم في مدينتي رفح والشيخ زويد، هذا لن يحصل».
وكان الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي»، أعلن عن توسيع حرم المطار قبل شهرين، ويتضمن ذلك إزالة المزارع والمنازل الواقعة في نطاق 5 كيلومترات في اتجاهات المطار، مما يعني مسح جزء كبير من المدينة التي تمثل عاصمة محافظة شمال سيناء.
وتثير سياسة التهجير المتبعة ضد سكان العريش غضبا شعبيا متزايدا، عبر عنه النائب السابق في مجلس الشعب المصري عن محافظة شمال سيناء، «يحيى عقيل»، قائلا إن «سياسة هدم البيوت في مدينة العريش لا يمكن تبريرها في إطار محاربة الإرهاب، والصمت عليها تدريب على التقبل حتى يتم هدم آخر بيت في المدينة».
وأضاف عبر صفحته على موقع «فيسبوك»، «لا أحد يتعلم...لا الحكومة ولا الشعب، هنيئا لك نتنياهو (رئيس الوزراء الإسرائيلي)»، في إشارة إلى مخططات تفريغ سيناء لحساب المشروعات الإسرائيلية.
يشار إلى أن الجيش المصري بدأ عملية عسكرية واسعة النطاق في 9 فبراير/شباط الماضي، بهدف القضاء على تنظيم «ولاية سيناء»، دون أفق لانتهاء الأزمة الإنسانية في المحافظة.
ويعاني سكان شمال سيناء من شح في المواد الغذائية والسلع الأساسية جراء الحصار الأمني المفروض على مداخل ومخارج مدن المحافظة.
وتقول تقارير حقوقية، إن مدنيين راحوا ضحية العمليات الدائرة منذ نحو شهر، وإن الجيش المصري استخدم قنابل عنقودية محرمة دوليا.
