أثارت البرلمانية عن حركة «النهضة» الإسلامية، «منية إبراهيم»، جدلا كبيرا في البرلمان بعدما هاجمت رئيس البرلمان «محمد الناصر» بقولها «أنا أشرف منك وأرجل منك»؛ ما دفع حزب «نداء تونس» للتعبير عن تضامنه مع «الناصر»، مستنكرا حملات «التشويه» التي طالته.

وقالت البرلمانية «مُنية إبراهيم»، الإثنين، خلال الجلسة المخصصة لمناقشة موضوع تمديد عمل هيئة «الحقيقة والكرامة» مخاطبة «الناصر»: «أنا أشرف منك وأرجل منك لأني لم أبِع أو أخون (بلادي) في الماضي والحاضر والمستقبل»، مشيرة إلى وجود فرق بين اليساريين والقوميين والإسلاميين الذين أفنوا عمرهم في النضال ضد الاستبداد وتعرضوا للسجن والموت والنفي، وبين أولئك الذين يدّعون النضال في «الصالونات».

وجاء حديث «منية إبراهيم» ردا على تصريح لـ«الناصر» قال فيه متوجها لها: «أنا أنظف منك، ومن أناس كثيرين تعرفينهم وقريبون منك»، نافيا الاتهامات التي وجهتها له والتي تتعلق بـ«تورطه في ملفين لدى هيئة الحقيقة والكرامة» يتعلقان بالتعذيب والقتل.

وأثارت مداخلة «منية إبراهيم» فوضى كبيرة داخل البرلمان؛ حيث حاول عدد من نواب «نداء تونس» التهجم عليها لفظيا.

فيما انتقد رئيس الجلسة والقيادي في الحزب نفسه «عبد الفتاح مورو» الأسلوب الذي اتبعته في الرد على «الناصر»، معتبرا أن الألفاظ التي استخدمتها لا تُناسب مجلس نواب الشعب، كما أكد أن رأيها لا يُلزم حركة «النهضة» التي قال إنها لا تشتم أحدا.

وفي بيان الإثنين، استنكرت حركة «نداء تونس» ما اعتبرته «التهجم اللاأخلاقي الذي استهدف رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر من قبل عدد من نوّاب المجلس، مستعملين في حقه عبارات هابطة لا تمت بأي صلة لمعاني وقيم التعبير عن الاختلاف في المواقف والأفكار».

وعبرت الحركة عن تضامنها الكامل مع «الناصر»، وجددت تمسكها بمواقفها الثابتة من مختلف القضايا الوطنية المطروحة، وفِي مقدمتها مسار العدالة الانتقالية والمصالحة الوطنية، وفق ما جاء في نص البيان.

و«هيئة الحقيقة والكرامة» دستورية مستقلة معنية بتنفيذ قانون العدالة الانتقالية بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في عهد الرئيسين الأسبقين «الحبيب بورقيبة (1956ـ1987)، و«زين العابدين بن علي» (1987ـ2011)، وفترة ما بعد ثورة 2011 إلى حدود نهاية ديسمبر /كانون الأول 2013.

رفض البرلمان، الإثنين، تمديد مدة عمل تلك الهيئة من مايو/أيار المقبل (تاريخ نهاية عملها) حتى ديسمبر/كانون الأول المقبل.