سخر ناشطون مصريون من أعضاء الوفد الأمريكي، الذي يراقب الانتخابات الرئاسية في البلاد، بعد أن ظهروا في مقاطع فيديو ولقطات مصورة، وهم يدخنون الشيشة ويرقصون ويتناولون الفطير المشلتت.
تصرفات أعضاء الوفد جاءت خلال جولة تفقدية أجراها، مع مجموعة من المراقبين الأجانب من دول مختلفة، لعدد من اللجان الانتخابية بمدينة قويسنا في محافظة المنوفية (شمال).
وصحب الوفد في تلك الجولة عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان المصري، النائبة «داليا يوسف».
وفي تصريحات صحفية بشأن الجولة، لم تعلق النائبة «داليا» على سير العملية الانتخابية، وإنما قالت إن «أعضاء الوفد الأجنبي أشادوا بالطعام جدا، وأكدوا أنهم سيعودون مرة أخرى إلى مصر».
ويضم الوفد مراقب الكونغرس الأمريكي «أندي برانر»، والمدير التنفيذى لمركز مدير مبادرة الحوض المتوسطي في مركز الأبحاث الأمريكي للعلاقات العابرة للأطلسي في جامعة جون هوبكنز «ساشا توبريش».
وظهر «توبريش» وهو يؤدي وصلة رقص بالعصاه على الطريقة المصرية.
وسخر رواد مواقع التواصل الاجتماعي من الوفد، وقالوا إن الوفد بعد أن تناول الفطير المشلتت والعسل والجبن، سيقول في تقريره إن الانتخابات جرت في أجواء من النزاهة والشفافية.
ونشر الناشط «مجدي كامل»، صور الوفد، وغرد بالقول: «الوفد الأمريكي المتابع لسير العملية الهزلية.. بعد ما اتغدي وأكل فطير وشرب شيشة وشاي بالياسمين (تعبير مصري عن تلقيه رشوة)».
وأضافت الصحفية «ياسمين محفوظ»: «المنايفة ضحوا وخدوا الوفد الأمريكي لمراقبة الانتخابات وعزموهم علي فطير مشلتت وقعدوهم على قهوة بلدي وشربوهم شيشة.. المنايفة كما ينبغي أن يكون المواطن الصالح».
وتابعت «أميمة»: «وفد الكونجرس في المنوفية أكلوا فطير مشلتت وشربوا شيشة ورقصوا على تسلم الأيادي (أغنية داعمة للانقلاب) ونسيوا يراقبوا الانتخابات.. المنوفية يا دولة».
واستطرد «إسماعيل جاويش» ساخرا: «الوفد الأمريكي راح يراقب الانتخابات في المنوفية.. راح المنافية عازمينهم على فطير مشلتت وعسل النحل وجبنة.. وطلبوا لهم شيشة.. فِي الصورة واحد من الوفد بعد ما شد أول نفس شيشة.. إدى الموبايل للي جنبه قاله خود ياض قول لترمب ايفري صنق ايز اوكي (أعطى الجوال لزميله وقال له: بلغ ترامب أي كل شيء على ما يرام)».
وسخرت «شيمو» بالقول: «المنايفة ملهمش (ليس لهم) كتالوج.. خلوا مراقب الكونجرس الأمريكي، يشرب شيشة وياكل فطير.. ونسي أنه جاي يراقب على الانتخابات».
وواصل الناخبون المصريون، الثلاثاء، تغيبهم عن الإدلاء بأصواتهم في ثاني أيام الاقتراع الرئاسي داخل البلاد، وسط خشية السلطات الرسمية من استمرار نسب المشاركة المتدنية، والسخرية على مواقع التواصل من اللجان الخاوية من الناخبين.
ويتنافس على منصب الرئيس مرشحان؛ الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي» الذي يسعى إلى فترة ثانية من أربع سنوات، ورئيس حزب الغد (ليبرالي) «موسى مصطفى موسى»، الذي أعلن سابقا تأييده للأول.
ويغيب عن المنافسة سياسيون بارزون، أبرزهم رئيس الوزراء الأسبق «أحمد شفيق» (قيد الإقامة الجبرية)، ورئيس أركان الجيش الأسبق «سامي عنان» (محتجز في السجن الحربي)، والمرشح الرئاسي السابق «عبدالمنعم أبوالفتوح» (معتقل على ذمة قضية سياسية)، والبرلماني «محمد أنور السادات»، والحقوقي «خالد علي»، والأخيران أعلنا انسحابهما من السباق جراء ضغوط أمنية.
وتأمل السلطات أن تشهد الرئاسيات في اليوم الثالث مشاركة واسعة من الناخبين، ويعول مراقبون على الاستجابة الشعبية باعتبارها رهانا للسلطات حيال مشهد انتخابي محسوم النتائج لمصلحة ولاية ثانية لـ«السيسي».
وغلبت مشاهد الرقص وبث الأغاني الوطنية على المشهد الانتخابي، في اليوم الأول، وسط تجاوزات تتعلق بتوزيع رشى انتخابية لجذب الناخبين، وحشد موظفي القطاع الحكومي للمشاركة، وتوجيه تهديدات أمنية للمقاطعين.
كما شهد اليوم الأول غيابا لافتا للشباب، بينما برز حضور الفنانين ونجوم الكرة والغناء من مؤيدي «السيسي».
ودشن معارضون وسما عبر «تويتر» تحت عنوان «#ماتنزلش (لا تنزل)»، مقابل وسم «#انزل_شارك» لمؤيدين.
وتحفظ المتحدث باسم هيئة الانتخابات «محمود الشريف» خلال مؤتمر صحفي، أمس، على ذكر نسبة المشاركة في اليوم الأول، حسب «الأناضول».
ويبلغ عدد مراكز الاقتراع في مصر 13 ألفا و687، تحت إشراف 18 ألفا و678 قاضيا، بمعاونة 103 آلاف موظف.
وغدا الأربعاء، تجرى عملية فرز الأصوات في اليوم الثالث والأخير للرئاسيات، التي يحق فيها لنحو 59 مليون مواطن داخل البلاد التصويت في جميع المحافظات.
ومن المقرر أن تعلن الهيئة الوطنية للرئاسيات النتيجة النهائية للانتخابات في 2 أبريل/نيسان المقبل.
