«و.س.جورنال»: خدمات مقابل الأصوات.. كيف يدفع النظام المصري الناس للانتخاب؟

الأربعاء 28 مارس 2018 08:03 ص

يقدم المسؤولون المصريون الوعود بتحسينات الخدمات العامة، لتعزيز المشاركة في الاقتراع الذي سيفوز فيه الرئيس «عبدالفتاح السيسي» بشكل مؤكد.

فقد عرض المحافظون في عدة محافظات مصرية حوافز تتراوح بين الملاعب الجديدة إلى أنظمة الصرف الصحي المحسنة، حتى يقبل الناس على التصويت في الانتخابات الرئاسية، وكثفوا جهودهم لتأكيد مزعم «السيسي» بوجود دعم شعبي له.

الإقبال الضعيف محرج

ويعد فوز «السيسي» في الاقتراع الذي بدأ يوم الإثنين ويستمر ثلاثة أيام أمرا مضمونا، بعد أن تم سجن كل مرشح كبير للمعارضة أو أخرجه من المنافسة في الأشهر التي سبقت الانتخابات، والآن لدى الحكومة أولوية في تحقيق نسبة إقبال عالية لإظهار التفويض الواسع لنظامه.

ومن شأن المشاركة المنخفضة في الانتخابات أن تضعف قدرة «السيسي» على التعامل مع السخط المحلي بخصوص الاقتصاد والأمن، في الوقت الذي تجعله عرضة للانتقادات الدولية المتزايدة بسبب سجله في مجال حقوق الإنسان.

بحلول مساء الإثنين، بدا أن الإقبال في العديد من مراكز الاقتراع في القاهرة كان ضعيفا، ولم تكن هناك تصريحات رسمية حول أرقام الإقبال في الانتخابات التي تستمر ليومين آخرين، لكن وسائل الإعلام المملوكة من الدولة ذكرت أن نسبة الإقبال كانت عالية.

خدمات مقابل الأصوات

وفي هذه الأثناء، عرض العديد من المسؤولين في أنحاء البلاد تشجيعات مادية لحث المصريين على التصويت.

ففي محافظة الوادي الجديد جنوب غرب البلاد، أعلن المحافظ عن مسابقة يتم تقديم خدمات عامة فيها بقيمة أكثر من 113 ألف دولار، للمناطق الثلاثة التي تحقق أعلى نسبة ناخبين، شريطة أن يدلي ثلاثة أرباع الناخبين بأصواتهم في تلك المناطق، وتعتزم الحكومة المحلية بناء ملعب جديد أو دار حضانة أو قاعة للمناسبات في المناطق الثلاثة الفائزة، وفقا لما ذكرته وكالات أنباء.

تم تكرار فكرة الخدمات مقابل الأصوات في مناطق عدة أخرى، ففي محافظة المنوفية، وعدت الحكومة بمشاريع بقيمة 28 ألف دولار للمناطق التي تشهد إقبالا كبيرا، حسبما قال مسؤول كبير هناك.

وقال «أيمن مختار»، سكرتير عام محافظة المنوفية: «من المهم أن تكون هناك نسبة تصويت 50% في كل مدينة أو قرية لأننا لا نريد نسبة 10% فقط».

وقالت محافظ البحيرة في مقابلة تليفزيونية إنها ستصلح شبكات المياه والصرف الصحي في المناطق التي يشارك فيها معظم الناخبين.

لم يتضح ما إن كانت تصريحات الموظفين جزءا من جهد منسق أم هي ببساطة عبارة عن كلمات مسؤولين متحمسين يتصرفون باستقلالية، ولم يتسن الاتصال بالمتحدث باسم مكتب الرئيس المصري والهيئة الوطنية للانتخابات للتعليق.

هناك حتى بعض رجال الأعمال الأثرياء في محافظة مطروح، الذين انضموا إلى السياسيين في مسعى التشجيع على التصويت، ووعدوا بدفع تكلفة الحج إلى مكة لـ500 شخص مقابل بطاقات الاقتراع.

وقال المراقبون إن الانتخابات تذكرنا بتكتيكات الرئيس السابق «حسني مبارك» الذي انتهى حكمه الذي استمر ثلاثة عقود، في انتفاضة شعبية عام 2011.

وقال «تيموثي كالداس»، وهو محلل مقيم في القاهرة في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط: «لا يعتمد السيسي وفريقه على قوة جاذبيته لجلب الإقبال على الانتخابات، وإنما لجؤوا للأساليب التقليدية العائدة لعصر مبارك لجلب الناس لصناديق الاقتراع».

سيفوز على أي حال

يُذكر أن الجنرال السابق «عبدالفتاح السيسي» قد وصل إلى السلطة عقب انقلاب عسكري في 2013، وفي 2014 فاز السيسي بحوالي 97% تقريبا من الأصوات في الانتخابات بعد أن مددت الحكومة التصويت ليوم إضافي على خلفية مخاوف من انخفاض نسبة المشاركة، لكن حوالي 48% من المؤهلين فقط صوتوا في نهاية المطاف.

خارج عدد من مراكز الاقتراع بالقاهرة يوم الإثنين، ظهر متظاهرون يلوحون بالأعلام وبعضهم يرقص على الموسيقى الوطنية، بينما بالداخل لم يصوّت إلا قلة من الناس.

وفي مدرسة جرى فيها الاقتراع في حي الهرم بالقاهرة، يتجول حوالي 20 شخصا تقريبا خارجين وداخلين على مدى ساعة، بما في ذلك العديد ممن تم إبعادهم لأنهم كانوا في موقع الاقتراع الخطأ.

وقالت «سماح غريب»، وهي معلمة ذهبت للتصويت في حي الهرم: «الناس يقولون إنه لا يحتاج إلى حملة، سيفوز على أي حال، لكننا نريد أن نظهر للعالم الخارجي أننا ندعم هذا الرجل».

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

السيسي مصر الانتخابات الرئاسية