مصادر: «صفقة القرن» وراء رفض «عباس» دعوة لزيارة السعودية

الأربعاء 28 مارس 2018 09:03 ص

كشف مصدر قيادي في حركة «فتح» الفلسطينية عن رفض  الرئيس «محمود عباس»  دعوة وجهتها السعودية له، خلال الأيام الماضية، لزيارتها، في محاولة لتطويق الخلاف القائم بسبب الخطة الأمريكية للسلام والمعروفة بـ«صفقة القرن».

ونقل موقع «الخليج أونلاين» عن المصدر (لم يذكر اسمه) قوله إن «الرياض لم يعجبها كثيراً حالة الرفض الفلسطيني القاطعة لدورها في صفقة القرن المشبوهة، وعندما فشلت في إقناعنا بقبول الصفقة الأمريكية رغم مخاطرها على القضية والمشروع الوطني، لجأت إلى طريق جديد؛ وهو اللقاء المباشر مع الرئيس أبو مازن».

وأشار المصدر إلى أن «عباس أبلغ أطرافا عربية أن فتح ملف صفقة القرن ومناقشته، في ظل صيغتها الخطيرة، سيكون مرفوضاً، وأنه لن يتعامل مع أي جهد عربي في هذا الملف».

واعتبر القيادي الفتحاوي أن «العلاقات بين رام الله والرياض تمر في نفق مظلم وقد يبدو طويلاً بعض الشيء، في ظل تمسُّك الرياض بموقفها من الصفقة الأمريكية، ومحاولتها البحث عن قيادة فلسطينية بديلة تتماشى مع تطلعاتها ومخططاتها في المنطقة».

ولفت إلى أن «عباس يعلم أن الرياض لا ترغب في بقائه على كرسي رئاسة السلطة الفلسطينية وحركة فتح، وهي تسعى بالتعاون مع دول عربية، أبرزها مصر والإمارات، إلى جلب قيادة بديلة، خاصة بعد استضافة الرياض أكثر من لقاء مع خلفاء عباس المحتملين؛ وأبرزهم النائب المفصول من حركة فتح محمد دحلان، ومدير جهاز المخابرات الفلسطينية العامة اللواء ماجد فرج».

وأوضح القيادي الفتحاوي أن «لب الخلاف بين عباس والمسؤولين السعوديين كان يتمحور حول قضية خليفته بشكل أساسي، لكن جاء الجهد السعودي الأخير في صفقة القرن والابتزاز والضغوط الكبيرة واللعب بأوراق فلسطينية ليفاقم الخلاف إلى مرحلة لم تسجَّل بعدُ في سجلات الدبلوماسية والعلاقات الثنائية».

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي، المقرب من حركة «حماس»، «مصطفى الصواف»، إن «السعودية لا ترغب فعلياً في بقاء الرئيس عباس، وهي ليست بحاجة له في الفترة المقبلة، بقدر حاجتها لتحقيق مشروعها في المنطقة حتى لو كان ذلك على حساب الحقوق الفلسطينية».

وأكد «الصواف»، للموقع ذاته، أن «ما نُشر عن تجدُّد العلاقة بين المسؤولين السعوديين والنائب دحلان والحديث عن زيارة الأخير الرياض، كانا سبباً إضافياً للخلاف القائم حول صفقة القرن الأمريكية وتوتر العلاقات مع عباس».

وأضاف «الصواف» أن «استقبال الرياض لعدو عباس اللدود دحلان على أراضيها، أكثر خطورة من وجهة نظر عباس من صفقة القرن، التي يختلف فيها مع السعودية بعد الضغوطات الكبيرة التي تعرض لها، وهذا الأمر مرجِّح للتصعيد خلال الفترة المقبلة».

وقال المحلل السياسي الفلسطيني: «موقف عباس لا يعني كثيرا للسعودية، فهي قد فرَّطت في القدس من أجل تنفيذ مخططاتها بالمنطقة»، مشيراً إلى أن «عباس ما يعنيه فقط هو ما يصلح شأنه ويحافظ على مكانته، فهو لا يريد أن يكون دحلان خليفتَه».

وتوقع «الصواف» أن «تستمر الخلافات وقد تتفاقم بين عباس والرياض»، مؤكدا أن «المرحلة المقبلة هي مرحلة استبدال القيادة الفلسطينية، وهذا ما يقلق الرئيس الفلسطيني كثيرا».

وفي وقت سابق، ذكرت القناة العاشرة الإسرائيلية أن ولي العهد السعودي « محمد بن سلمان» طالب «عباس» بعدم التردد في قبول التصور الذي تطرحه واشنطن لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أو تقديم استقالته حال لم يتعاون مع إدارة الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، وذلك خلال اللقاء الذي جمعهما في الرياض في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وتريد الرياض ضم السلطة الفلسطينية إلى التحالف الذي تعكف على تشكيله للتصدي لإيران و«حزب الله»، و«تجنيد» الورقة الفلسطينية لصالحها في أي مواجهة محتملة مع طهران.

ويخشى مسؤولون فلسطينيون، من أنه بإغلاق الباب أمام الفلسطينيين في إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية، فإن «ترامب» سينضم إلى (إسرائيل) في منح الفلسطينيين، حكما ذاتيا محدودا، داخل مناطق متفرقة بالضفة الغربية المحتلة، دون إقرار حق العودة للاجئين.

  كلمات مفتاحية

صفقة القرن محمود عباس محمد بن سلمان العلاقات السعودية الفلسطينية