«ذي إنترسبت»: 10 أسئلة أهم كان يمكن توجيهها لـ«بن سلمان»

الأربعاء 28 مارس 2018 12:03 م

نشر كاتب ومؤلف بريطاني مقيم في واشنطن، مقالا في موقع «ذي إنترسبت»، يتناول فيه مقابلة شبكة «سي بي إس» الأمريكية مع ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» مساء الأحد الماضي، قبل زيارته لواشنطن التي بدأت الإثنين.

وافتتح الكاتب «مهدي حسن» مقالته بعبارة: «في الثانية والثلاثين فقط من عمره؛ يبدو محمد بن سلمان حاسما ولا يخاف، وسرعان ما أصبح أكثر قائد عربي مسيطر خلال جيل».

ويقول: «هكذا بدأ برنامج (60 دقيقة) مقابلته، وتقريره عن شخصية ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أو (م ب س)، مساء الأحد، قبل أن يتوجه في زيارته إلى البيت الأبيض يوم الثلاثاء».

انطلق برنامج «60 دقيقة» عبر قناة «سي بي إس» منذ عام 1968، ووصف بأنه «واحد من أكثر البرامج الإخبارية تقديرا في التليفزيون الأمريكي»، وفاز بجوائز «إيمي» أكثر من أي برنامج تلفزيوني أمريكي آخر، وبحسب ما يقوله مؤسسو البرنامج فهو يقدم «تحقيقات جادة ومقابلات وقصصا مميزة وتقارير الشخصيات التي تصنع الأخبار».

ويتسائل «حسن»: «هل فهمت ذلك؟ فائز بجوائز و(الأكثر تقديرا) وتحقيقات (جادة)». ويضيف: «إذا لماذا كانت حلقة محمد بن سلمان تشبه أكثر كونها دعاية للنظام السعودي وليست مقابلة جادة وصادقة؟».

وقالت المذيعة التليفزيونية «نورا أودونيل» قبل بداية حلقتها الحصرية مع ولي العهد في الرياض أن «إصلاحاته في الداخل السعودي كانت ثورية»، وأضافت: «إنه يحرر النساء، ويقدم الموسيقى والسينما، ويقود حملة ضد الفساد».

وحول ذلك، يقول «مهدي حسن» إن السعوديين، إضافة للكاتب اليميني اليهودي المتطرف «توماس فريدمان»، وصحفي واشنطن بوست «دايفيد إجناتيوس»، الموالين للسعودية، وجدوا في الصحفية «نورا أودونيل» مشجعا جديدا في الإعلام الأمريكي، وذلك بعد أن أغفلت الحلقة القصف والحصار السعودي على اليمن، والتي وصفتها وكالات الأمم المتحدة المختلفة بأنها «أسوأ كارثة إنسانية في العالم»، إذ غطت الحلقة التي مدتها 30 دقيقة هذه الكارثة في مجرد دقيقتين.

بالإضافة إلى السجل السعودي المرعب في عقوبات الرجم والقصاص، والتي لم تغطها حلقة برنامج «60 دقيقة» من الأساس.

ويضيف الكاتب البريطاني: «وبدلا من ذلك، رأينا انبهار أودونيل أمام شباب ولي العهد ونضارته وإدمانه على العمل، ودعنا لا ننس، دعمه لقيادة النساء».

ويضيف: «إن المقابلة نفسها تكونت من أسئلة سهلة وإجابتها واضحة، مثل: ماذا كان التحدي الأكبر؟، مثال آخر: ماذا تعلمت من والدك؟».

لذا، وضمن النقد البناء وفي محاولة لمواجهة الحب الغريب في الإعلام الأمريكي لـ«محمد بن سلمان»، قبل زيارته لواشنطن؛ كتب «حسن» هذه الـ10 أسئلة التي وصفها بأنها أصعب وذات صلة كان يمكن لبرنامج «60 دقيقة» أن يسألها لـ«بن سلمان»:

1- لقد ساعدت في إطلاق الحرب في اليمن في 2015، وتستمر في اتهام المتمردين الحوثيين بالتسبب في كل العنف والمعاناة هناك، ومع ذلك فإن الأمم المتحدة ألقت باللوم على الهجمات الجوية للتحالف الذي تقوده السعودية في مقتل أغلبية المدنيين اليمنيين، بينما وثقت منظمة «أمنيستي» «34 هجمة جوية.. للتحالف الذي تقوده المملكة والذي يبدو أنه خرق القانون الإنساني الدولي»، بما فيها «هجمات يبدو أنها استهدفت عن عمد المدنيين والأهداف المدنية مثل المستشفيات والمدارس والأسواق والمساجد».. إذن كيف تدير «إصلاحا» في الداخل، وترتكب جرائم حرب في الخارج؟

2- لقد قلت في هذه المقابلة إن المتمردين الحوثيين في اليمن «حظروا المساعدات الإنسانية لخلق مجاعة وكارثة إنسانية»، لكن ماذا عن دورك أنت في التسبب بهذه الكارثة؟ لقد وجد فريق من خبراء الأمم المتحدة «أن المملكة العربية السعودية تستهدف إعاقة وصول المساعدات الإنسانية إلى داخل اليمن».. أليس ذلك عملا غير أخلاقي ترتكبه واحدة من أغنى دول الشرق الأوسط أن تقوم بتجويع أفقر دولة في المنطقة؟

3- تهانينا على إلغاء قرار حظر المرأة من قيادة السيارات، لكن متى ستلغي حكم الإعدام كعقوبة على الردة والسحر والزنا والمثلية الجنسية؟ أليس من الصحيح أن عدد من قطعت رأسهم من قبل حكومتك أكثر من عدد هؤلاء الذين قتلوا بالطريقة نفسها على يد تنظيم «الدولة الإسلامية»؟

4- لقد شبهت «خامنئي»، والنظام غير الانتخابي في إيران ونظام «المرشد الأعلى» بـ«أدولف هتلر»، لكن ماذا عن شكل حكمك الأوتوقراطي؟ لقد أقمت حملة قمعية على المعارضة بإبعادك لرجال الدين والمثقفين والناشطين، كما احتجزت وقيل إنك عذبت الأمراء المعارضين لك.. فهل من عجب أن يقارنك «جمال خاشقجي»، الصحفي السعودي الشهير والمستشار السابق للعائلة الملكية بـ«فلاديمير بوتين»، ويصفك بأنك «المرشد الأعلى» للسعودية؟

5- لقد قلت سابقا إن هؤلاء الأمراء كان يجب القبض عليهم كجزء من حملة ضد الفساد، لكن كيف للمواطنين السعوديين أن يعرفوا ما إذا كنت أو لم تكن أنت فاسدًا أيضًا؟ فأنت الأمير الذي رأى يختا روسيا فاخرا وهو في عطلة في جنوب فرنسا فقام بشرائه مقابل 55 مليون دولار؛ من أين جاءت هذه الأموال؟

6- أليس من الواجب عليك أن تكون حذرا من تكريس السعودية لتاريخ «هتلر» في معاداة السامية؟ في الحقيقة، كجزء من مجهودات «إصلاحك»، هل أنت على استعداد للاعتذار عن المسلسل التليفزيوني الذي أنتجته شبكة «إيه آر تي» -مقرها السعودية- اعتمادا على الكتاب سيئ السمعة «بروتوكولات حكماء صهيون»، أو تعتذر عما يقوله إمام مسجد الحرم المكي الذي يصف اليهود بأنهم «فئران العالم» و«حثالة الأرض»، أو تعتذر عما قاله والدك الملك «سلمان»، عن أحداث 11 سبتمبر/أيلول بأنها «حبكة» من الموساد؟

7- لقد رجحت في هذه المقابلة أن إيران تعمل مع «القاعدة»، مع ذلك، فإن «بوب جراهام»، الرئيس السابق للجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، قال إن 28 صفحة رفعت عنها السرية من استجواب مشترك في الكونجرس عام 2002، رجحت «أن هناك رابطًا قويا بين إرهابيي 11 سبتمبر وبين المملكة العربية السعودية ومؤسسات خيرية سعودية وسعوديين ذوي مصلحة».. ألم يحن الوقت الذي تعترف فيه الحكومة السعودية بدورها الواسع والرئيسي على مدى طويل في تمويل الإرهاب «الجهادي» وتسليحه والتحريض عليه؟

8- أليست القضية هي أن نظام التعليم السعودي ينثر نيران التعصب والتطرف؟ وإلا فكيف تشرح حقيقة أنه عندما احتاج تنظيم «الدولة الإسلامية» «لكتب دراسية لتوزيعها على أطفال المدارس في الرقة، فإنهم قاموا بطباعة نسخ من كتب مدرسية سعودية وجدوها على الإنترنت»؟

9- لقد ذكرت في هذه المقابلة أن الإيرانيين «يريدون التوسع» في المنطقة، لكن هل كانت الجمهورية الإسلامية الإيرانية أم المملكة العربية السعودية -وتحت قيادتك- التي احتجزت ليس واحدا فقط، لكن اثنين من رؤساء دول عربية منتخبين؛ رئيس اليمن ورئيس الوزراء اللبناني؟

10- أنت ووزراؤك من أطلقوا على التغييرات والإصلاحات التي قمت بها كلمة «الثورة»، إذن لماذا لا تستطيع إجراء انتخابات بنفسك وتسمح للشعب السعودي باختيار قائدهم بأنفسهم؟ فبعد كل شيء، كيف يمكننا أن نطلق على ما تقوم به «ثورة» إذا كان في نهايتها تظل الملكية الخالصة هي المتحكمة بشكل كامل في الدولة؟

ثم يعود «مهدي حسن» بعد استعراض هذه الأسئلة، يذكرنا بما قالته «أودونيل» بفخر -حسب تعبيره- في بداية حلقتها: «إنها أول مقابلة يجريها محمد بن سلمان عبر تليفزيون أمريكي»، ومع ذلك، فإنها وفريق عمل برنامجها الفائز بالجوائز «60 دقيقة» من منتجين ومعدين، أضاعوا فرصة فريدة لمحاسبة ديكتاتور غير منتخب أمام الكاميرا.

ويواصل «حسن»: «من المخجل أن أودونيل لم تذكر كلمتي (ديمقراطية) أو (انتخابات) ولو مرة واحدة في حديثها، وبدلا من ذلك، فإنها في اللحظات الأخيرة لمقابلتها بدت كأنها دائخة طربا لوجهة نظر محمد بن سلمان في حكم المملكة العربية السعودية لباقي حياته، إذ قالت أودونيل بفرح: إنك تبلغ 32 عاما فقط، إنه بإمكانك أن تحكم هذه الدولة 50 عاما مقبلة، هل يستطيع أي شيء إيقافك؟».

وينهي «مهدي حسن» مقاله قائلا: «من المحتمل أن شبكة (سي بي إس) تحب أن تطلق على هذه المقابلة كلمة (جادة)، لكنني أفضل أن أقول إنها جريمة بحق الصحافة».

المصدر | ساسة بوست + الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اليسعودية اليمن سي بي إس مقابلة ولي العهد محمد بن سلمان ولي العهد السعودي