ليبيا.. اتفاق صلح تاريخي بين الزنتان ومصراتة

الخميس 29 مارس 2018 10:03 ص

عقد وفدان من مدينتي مصراتة والزنتان الليبيتين اتفاق صلح ينص على رفض الانقلابات العسكرية والمحافظة على مدنية الدولة، وتحقيق أهداف ثورة فبراير/شباط 2011، التي أسقطت الاستبداد في ليبيا.

جاء ذلك خلال لقاء انعقد، الأربعاء، ويعد الأول بين المدينتين، منذ المعارك الدامية التي اندلعت بين الطرفين في 2014 للسيطرة على العاصمة طرابلس.

وكانت مصراتة والزنتان، اللتين تنتشر فيهما أقوى جماعات مسلحة في الغرب الليبي، من بين أولى المدن التي ثارت ضد نظام «معمر القذافي» في 2011.

وتوجه ممثلون عن الجماعات المسلحة وأعيان من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، أمس، إلى الزنتان (على بعد 170 كلم جنوب غرب العاصمة)، للمشاركة في هذا اللقاء الذي وصف بـ«التاريخي»، حسب ما جاء في بيان ختامي نشرته «فرانس برس».

ونص البيان الختامي للقاء على توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية مع دمج الثوار في الجيش والشرطة تحت إدارة السلطة المدنية.

كما أكد الاتفاق على وحدة الأراضي الليبية وعدم السماح بتقسيمها تحت أي ذريعة، مع العمل على تحقيق مصالحة وطنية شاملة.

وشدد على مدنية الدولة وعدم السماح بعودة الانقلابات.

وفي بداية لقاء الصلح، قال رئيس بلدية الزنتان «مصطفى الباروني»: «هذا الاجتماع هو خطوة أولى ستليها (خطوات) أخرى».

وأضاف: «لن يتم اللجوء مجددا إلى السلاح لحل خلافاتنا».

وقبل الاجتماع الثاني المقرر عقده في مصراتة (لم يحدد موعده بعد)، شكل ممثلو المدينتين لجنة لحل القضايا العالقة مثل مصير السجناء والمفقودين.

من جانبه، قال رئيس وفد مصراتة، العميد «إبراهيم عمر رجب»، لـ«الأناضول»، إن «هذا اللقاء يُعد نتاجا لعدة لقاءات جرى عقدها سابقاً، جمعت شرفاء المدينتين، للتوصل إلى اتفاق مصالحة ولمّ الشمل».

وأضاف «رجب»، وهو رئيس المجلس العسكري لمصراتة: «هذا الاتفاق سيكون لبنة أولى للتواصل مع جميع المدن الليبية، وبادرة للعمل على رمي البنادق والتصافح بالأيدي».

بينما قال عضو المجلس العسكري في الزنتان، «مختار الأخضر»، إن «اللقاء جاء من أجل الصلح وحل الخلافات التي حدثت بين المدينتين وسببت شرخا في النسيج الاجتماعي».

وأضاف: «نحن على استعداد لمثل هذه المصالحات، ونطمئن الليبيين بأن هذا الاتفاق ليس تحالفا للوصول للسلطة، إنما لقاء ودي للنهوض بالصلح والدفع بالمصالحة الشاملة».

أما عضو مجلس النواب عن الزنتان، «عمر الدويبي»، فأوضح أن اللقاء «جاء في طور المصالحة الوطنية، ومن أجل توحيد جهود الليبيين، ورأب الصدع، سعيا لإيجاد حل عادل وسلمي للبلاد».

وأضاف «الدويبي» أن «الجميع أكدوا خلال اللقاء على أهمية بناء دولة القانون والمؤسسات وجيش قوي؛ ليتبعها فيما بعد خطوات أخرى جميعها تهدف لعقد مصالحة عامة في ليبيا».

وأشار إلى أن رسالة الصلح بين المدينتين ليست ضد أي مدينة أو كيان في البلاد.

وبدأ الخلاف بين المدينتين في 2014، عندما شهدت العاصمة طرابلس حرب طاحنة بين قوات عملية «فجر ليبيا» التي كان يقودها «صلاح بادي» (المنتمي لمدينة مصراتة) والمقرب من «حكومة الإنقاذ» آنذاك، وبين كتائب الزنتان التابعة لـ«عملية الكرامة» بقيادة الجنرال «خليفة حفتر».

ويتنازع الحكم في ليبيا حاليا: حكومة الوفاق الوطني في طرابلس العاصمة المدعومة من المجتمع الدولي، وحكومة موازية في شرق ليبيا مدعومة من قوات «حفتر».

 

 

 

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

ليبيا اتفاق صلح الزنتان مصراتة