كشفت صحيفة فرنسية، النقاب عن زيارة سرية قام بها مدير مخابرات النظام السوري «علي مملوك»، إلى العاصمة الإيطالية روما، للقاء نظيره الإيطالي «ألبرتو ماننتي»، يناير/كانون الثاني الماضي.

وقالت صحيفة «لوموند» الفرنسية، إن «الجنرال مملوك وصل إلى روما في طائرة خاصة وفرتها له السلطات الإيطالية»، منتقدة زيارة الرجل الذي تلاحقه عقوبات دولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في سوريا.

وجاءت الزيارة بدعوة من وكالة المعلومات والأمن الخارجي الإيطالية، ما يعد انتهاكاً صارخاً لتشريعات الاتحاد الأوروبي التي تحظر دخول العديد من الشخصيات السورية، بمن فيهم «مملوك»، أراضي دول الاتحاد الثمانية والعشرين.

ونقلت الصحيفة، عن 3 مصادر مطلعة عن كثب على ما يجري في سوريا، بينها عميل مخابرات دولة جارة لسوريا أن «مملوك ناقش مع مضيفيه أموراً تتعلق بالهجرة والقضايا الأمنية، وتطرق لسبل تعميق علاقات سوريا مع روما تدريجياً، وفي سياق أوسع لجعل إيطاليا جسراً لبقية أوروبا».

و«مملوك» هو الرجل الثالث على اللائحة السوداء بعد رئيس النظام السوري «بشار الأسد» وأخيه «ماهر»، من الممنوعين من دخول الاتحاد الأوروبي.

وعلقت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية «فيديريكا موغيريني»، على هذا الخرق للعقوبات الأوروبية، قائلة إنها «لم تكن على علم بالاتصالات بين المخابرات الإيطالية والسورية».

وفي 9 مايو/آيار 2011، صدر قرار المجلس الأوروبي، الذي يقضي «بتجميد أصول القادة السوريين المشاركين في سحق الثورة، كما يفرض على الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمنع هؤلاء القادة من دخول أراضيها أو المرور عبرها».

وسبق أن زار «مملوك»، عواصم أخرى سرا، منها القاهرة، أكثر من مرة، والتقى مسؤولين في جهاز المخابرات المصري وعلى رأسهم رئيس الجهاز السابق اللواء «خالد فوزي».

وقبل أكثر من عامين، أجرى «مملوك» زيارتين إلى العاصمة العمانية مسقط، في إطار البحث عن توفير مسعى عربي جدي للوصول إلى حل سياسي للأزمة السورية.

وزار «مملوك» الرياض في أغسطس/آب 2015، والتقى وقتها ولي ولي العهد (وقتها) وزير الدفاع الأمير «محمد بن سلمان»، دون تأكيد أو نفي رسمي من الطرفين السوري أو السعودي لهذه الزيارة.