استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

رئيس لا يخجل من الابتزاز

الخميس 29 مارس 2018 03:03 ص

لم يعرف التاريخ الأمريكي رئيسا بهذا المستوى من الفظاظة التي يتميز بها ترامب، وليس هذا بالتأكيد تعبيرا عن القوة، فقد ورث إمبراطورية في حالة تراجع، وليست في حالة صعود.

وقد سبقه رؤساء كانت أمريكا في عهدهم أكثر قوة بكثير مما هي عليه الآن، لكنهم لم يكونوا بهذا المستوى من الفجاجة في التعامل مع الآخرين؛ سواء كانوا من القوى الكبرى أم من الدول الأقل من ذلك.

هذا يعني أن ما يفعله الرجل يعبر عن طبيعة شخصية من جهة، ومن جهة أخرى، عن ضحالة في الدبلوماسية وفي إدراك تعقيدات السياسة التي لا تقوم على مبدأ «خذ وهات»، بل على معادلة الموازنات.

وها إنه لا يرتاح عمليا إلا لمساعدين من ذات اللون، كما هو حال مندوبته في الأمم المتحدة، وكما هو حال وزير الخارجية الجديد (بومبيو)، ومستشار الأمن القومي الجديد (جون بولتون)، بينما يستبعد آخرين يتخذون المسار الطبيعي في الدبلوماسية كما هو حال تيلرسون على سبيل المثال، وقبله وبعده آخرون.

أليس مثيرا أن يصل الحال برئيس «سي آي إيه» السابق، جون برينان، حد مخاطبة ترامب قبل أيام بالقول: «حين يتضح النطاق الكامل لفسادك وانحطاطك الأخلاقي وفسادك السياسي، ستأخذ مكانك المناسب كديماغوجي منبوذ في مزبلة التاريخ»؟!

المعركة التجارية التي فتحها مع الصين وأوروبا تعبر عن طبيعة شخصيته، وقبل ذلك مع باكستان،  إلى جانب الخطاب الموجه لكثيرين عبر مندوبته (هايلي) التي طالبت بربط المساعدات بالتصويت مع أمريكا في الأمم المتحدة، وهو قال ذلك سابقا، وهدد السلطة الفلسطينية بالمساعدات.

إنه رجل أرعن، ولا يمكن للاستثمار معه أن يفضي إلى نتيجة، ليس لأنه سيصطدم أكثر فأكثر بالدولة العميقة، إذا ما أصر على هذه الطريقة في ممارسة السياسة، بل أيضا لأن وضع دولته لا يجعله قادرا على تنفيذ الكثير من الوعود التي يطلقها ذات اليمين وذات الشمال. والعالم اليوم لم يعد مزرعة لأمريكا تديره كيف تشاء، فهناك قوىً كبرى، بل أقل من كبرى تتحدى أمريكا، وتقول لها (لا).

جاءت الدولة العميقة بأوباما كأول رئيس أسود من أجل إخراج البلد من حالة العزلة التي وضعها فيها جورج بوش الابن، بعد مغامرات غزو العراق وأفغانستان، وهي ذاتها كانت تريد هيلاري كلينتون كأول امرأة تتبوأ منصب الرئاسة لذات الهدف.

ولم تتخيل أن يفوز ترامب بالمنصب، وهي تبعا لذلك معنية باستمرار ذات الاستراتيجية في التصدي لصعود الكبار، وكسب الآخرين إلى جانبها وتجنب العزلة.

لكن ترامب هذا يفعل العكس، إذ يضع برعونته الحب في طاحونة القوى الكبرى بدل أن يوقف تقدمها، بخاصة الصين وروسيا لولا غرور القوة الذي يتلبس بوتين، فيما يزيد من عزلة الولايات المتحدة ومستوى كراهيتها في العالم أجمع.

- ياسر الزعاترة كاتب صحفي أردني/ فلسطيني.

المصدر | الدستور الأردنية

  كلمات مفتاحية

دونالد ترامب الابتزاز السياسي والمالي الدولة العميقة مبدأ الموازنات المعركة التجارية الصين أوروبا