«واشنطن بوست»: «بوتين» يحاول تقليل خسائره في سوريا

الخميس 29 مارس 2018 07:03 ص

قال خبير أمريكي، إن الرئيس الروسي، «فلاديمير بوتين»، يحاول الحد من خسائره  في سوريا، عبر تعريض حياة المدنيين السوريين للخطر.

وأضاف «ليونيل بيهر»، المحاضر في قسم الدراسات الدفاعية والإستراتيجية بالأكاديمية العسكرية الأمريكية «ويست بوينت»، أن «بوتين» تجنب بنجاح خسائر من بين جنوده بطريقة أثارت دهشة المراقبين للعملية العسكرية التي بدأت عام 2015.

وتابع في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية: «ومن أجل حماية الجنود لجأ الطغاة إلى أساليب حربية قاسية جعلت المدنيين لا الجيش يدفعون الثمن. ففي الماضي لم يتردد الحكام الديكتاتوريون عن إرسال قواتهم للمسلخ كي يذبحوا، لكن الوضع مختلف في سوريا التي دخلت فيها الأنظمة الديكتاتورية حروباً بالوكالة واعتمدت على مقاتلين وميليشيات أخرى».

ووفق «بيهر»، فإن موسكو فضلت الاعتماد على مدخل غير مباشر وهو القصف الجوي والمدفعي وسلاح الحصار، لتجنب الخسائر بين جنودها.

وفي دراسة مسحية أجريت في الآونة الأخيرة وجدت أن ثلث الروسيين يدعمون العملية العسكرية لمساعدة نظام «بشار الأسد»، وتراجع الدعم الشعبي للتدخل العسكري مع زيادة أعداد القتلى في سوريا.

ويرى الكاتب، أن «بوتين ليس محصناً من الضغط الشعبي، رغم ما يمارسه من حكم شبه مطلق، فهو يريد أن يحافظ على نظام الأسد وإحراج الجماعات الوكيلة للولايات المتحدة هناك وتأكيد النفوذ الروسي بالمنطقة ولكنه يريد الحصول على كل هذا بدون آلام وخسائر».

وهذا هو السبب وراء اعتماد «بوتين» على المرتزقة في محاور الحرب السورية والأوكرانية، فقد تعاون مع شركات تعهدات أمنية للقتال في المعارك الشرسة، بشكل يمنح الحكومة سلاحاً ذا حدين لنفي علاقتها في المعارك، ثم من جهة أخرى تبعد نفسها عن الخسائر الفادحة التي قد تحصل في صفوف المرتزقة، بحسب «بيهر».

وعادة لا يهتم الرأي العام بمقتل الرجال الذين يبيعون خدماتهم، والوضع نفسه يصلح على إيران التي حافظت على تأثيرها في سوريا رغم تزايد أعداد القتلى، لكن ليس بين قوات الحرس الثوري بل في صفوف المرتزقة من الميليشيات الشيعية الذين جلبتهم من أفغانستان والعراق وباكستان بالإضافة لوكيلها اللبناني «حزب الله».

وباعتبار أن الجانب الروسي كان حذرا من تكرار تجربة أفغانستان، قررت موسكو عدم إرسال قوات برية إلى سوريا، واعتمدت على ميليشيات تابعة لإيران وقوات الحكومة السورية وشرطة عسكرية من الشيشان، إضافة إلى شركات خاصة من المرترقة.

وبرز دور شركة أمنية خاصة تعمل في سوريا بموجب عقد مع وزارة الدفاع الروسية تحمل اسم «فاغنر» شبيهة بشركة «بلاك ووتر» الأمريكية التي ذاع صيتها بعد حرب العراق عام 2003.

و«فاغنر» تأسست على يد العميد السابق في الجيش الروسي «ديمتري أوتكين» الذي يخضع لعقوبات أمريكية لدور الشركة في تجنيد الجنود الروس السابقين للقتال في شرق أوكرانيا.

وعلى مدى الأعوام الـ5 الماضية، تطورت «فاغنر» لتصبح المقاول العسكري الروسي الأبرز، ولعبت دورا محوريا في العمليات العسكرية لموسكو في سوريا وأوكرانيا.

المصدر | الخليج الجديد + واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

سوريا روسيا فلاديمير بوتين الجيش الروسي إيران بشار الأسد فاجنر