«بن سلمان»: المواجهة العسكرية مع إيران «حتمية» حال فشل العقوبات

الجمعة 30 مارس 2018 12:03 م

طالب وليّ العهد السعودي المجتمع الدولي بالضغط على إيران اقتصاديا وسياسيا لتجنب مواجهة عسكرية مباشرة في المنطقة، وقال الأمير «محمد بن سلمان» لصحيفة «وول ستريت جورنال»، أن العقوبات «ستخلق المزيد من الضغوط على النظام».

وكانت السعودية من أشد منتقدي الاتفاق الذي أبرمته إدارة «أوباما» والقوى العالمية الأخرى في عام 2015 لرفع بعض العقوبات الاقتصادية المعوقة على إيران مقابل قيود على برنامجها النووي.

وقطعت السعودية العلاقات الدبلوماسية مع إيران وضغطت على دول الشرق الأوسط وأفريقيا لتقليص علاقاتها مع طهران، متهمة إياها بالتدخل في الشؤون العربية.

وقال الأمير «محمد» الذي يعتبر الحاكم الفعلي للمملكة: «علينا أن ننجح في العقوبات لكي نتجنب الصراع العسكري، وإذا لم ننجح فيما نحاول القيام به، فمن المحتمل أن نشهد حربا مع إيران خلال 10-15 عاما».

وبرزت إيران كقوة أكثر نفوذا في الشرق الأوسط في أعقاب الاتفاق النووي وقامت ببناء نفوذها في سوريا والعراق، كما يُزعم أنها تزود المتمردين اليمنيين بالأسلحة التي استخدمت ضد السعودية في حرب استمرت ثلاث سنوات.

وتنفي إيران إعطاء الأسلحة للمتمردين اليمنيين وتقول إن السعودية هي التي تلعب دورا في زعزعة الاستقرار في المنطقة.

وكان والد الأمير «محمد»، الملك «سلمان»، قد عينه وريثاً للعرش في يونيو/حزيران من السنة الماضية، مما عزز مكانته كحاكم فعلي في السعودية.

وقام الرئيس «دونالد ترامب» - الذي قابل الأمير «محمد» في واشنطن الأسبوع الماضي - بالتهديد بإلغاء الاتفاق النووي كما رشح منتقدين للاتفاقية إلى مراكز متقدمة في الفترة الأخيرة، بما في ذلك «مايك بومبيو» كوزير للخارجية وجون بولتون كمستشار للأمن القومي. لكن الأوروبيين حاولوا الحفاظ على الصفقة كما هي.

نتائج مختلطة

يُذكر أن السعودية قد نفذت ضغطا اقتصاديا من قبل، كانت له نتائج مختلطة، فقد منعت بشكل مؤقت تدفق السلع الأساسية إلى اليمن، لكن ذلك عمق الأزمة الإنسانية هناك.

كما إن السعودية قد تعاونت مع أقرب حلفاء لها من الدول العربية، في قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر وفرضت عليها مقاطعة اقتصادية، لكن قطر رفضت دعوات من الكتلة التي تقودها السعودية لتغيير مسار سياستها الخارجية واتخاذ خطوات مثل وقف دعمها لجماعة الإخوان المسلمين، وهي حركة إسلامية سياسية مؤثرة في الشرق الأوسط.

ويقول أعضاء الجماعة الذين أطيح برئيسهم من السلطة في مصر في انفلاب عسكري في 2013، أنهم يعارضون العنف السياسي وأنهم يريدون الحكم بطريقة ديموقراطية، لكن دولاً مثل السعودية تعدهم جماعة إرهابية.

وقال الأمير «محمد»: «إن جماعة الإخوان المسلمين تعد حاضنة للإرهابيين، علينا التخلص من التطرف، وبدون التطرف لا يمكن لأحد أن يصبح إرهابيا».

تحت قيادة الأمير «محمد»، الذي يشغل أيضاً منصب وزير الدفاع في المملكة، تقود السعودية ائتلافا عسكريا يخوض حربا في اليمن منذ ثلاث سنوات، منذ أن أطاح المتمردون الحوثيون المدعومون من قبل إيران بحكومة اليمن المعترف بها دولياً، والمتمثلة في الرئيس اليمني «عبد ربه منصور هادي».

واجهت الحرب السعودية المدعومة من قبل الولايات المتحدة، انتقادات واسعة النطاق، بسبب العواقب الإنسانية المدمرة للصراع، وتوفي نحو 10 آلاف شخص حتى الآن وفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة، كما إن الصراع قد دفع اليمن إلى حافة المجاعة.

لكن الأمير «محمد» يرى إن عدم التدخل في اليمن كان سينتج كارثة أكبر، حيث قال: «لو لم نتصرف في 2015، لكان اليمن قد قسم إلى نصفين بين الحوثيين والقاعدة».

تجميل الصورة

تأتي تصريحات الأمير على خلفية تصعيد كبير في المعركة مع المتمردين اليمنيين، ففي نهاية الأسبوع، أطلق المتمردون الحوثيون وابلاً من الصواريخ على السعودية، بما في ذلك ثلاثة منهما على الرياض، مما أدى إلى وفاة شخص، وكانت تلك المرة الاولى التي تتسبب فيها الصواريخ التي تطلق من اليمن في سقوط ضحايا في العاصمة السعودية.

ورفض الأمير اعتبار الهجمات دلالة على الضعف السعوديين، فقد قال عن الحوثييهن أنهم «يريدون فعل كل ما يمكنهم فعله قبل أن ينهاروا».

وتأتي زيارة ولي العهد للولايات المتحدة كجزء من حملة تهدف لإبراز صورة أكثر ليونة للمملكة المتشددة، بالإضافة إلى الترويج للمملكة كمقصد استثماري.

وتطبق السعودية - التي تعد موطن سلالة متصلبة من الإسلام السني - بعضا من القيود الاجتماعية الأكثر صرامة في العالم.

ويسعى الأمير الآن لتحرير مجتمعه، وستفتتح قريبا دور سينما، والتي كان ينظر إليها على أنها غير أخلاقية من قبل. وفي يونيو/حزيران سوف يتم السماح للنساء بالقيادة، ويقول الأمير محمد أن مزيداً من التغيير قادم.

ويقول الأمير الذي يقود خطة لتقليل اعتمادية المملكة على عائدات النفط: «لا يمكننا جر الناس للعيش في السعودية في بيئة غير تنافسية، فالبيئة في السعودية تدفع السعوديين حتى للخروج، وهذه هي أحد الأسباب التي تجعلنا نريد إصلاحات إجتماعية».

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان ترامب السعودية إيران الاتفاق النووي