الفلسطينيون يقدمون 15 شهيدا أملا في استعادة الحق المسلوب

الجمعة 30 مارس 2018 04:03 ص

أعلنت مصادر طبية فلسطينية ارتقاء 15 شهيدا وإصابة المئات، الجمعة، بنيران جيش الاحتلال ومواجهات معه على المناطق الحدودية لقطاع غزة ضمن فعالية «مسيرات العودة الكبرى».

وأعلن المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، «أشرف القدرة»، وصول 15 شهيدا إلى مستشفيات قطاع غزة»، لافتا إلى ارتفاع عدد المصابين إلى 1416.

وتتنوع الإصابات ما بين إصابات بالرصاص الحي والاختناق جراء الغاز المسيل للدموع.

وحسب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، فإن عدد كبير من الإصابات بالرصاص الحي، ومن ضمنها إصابات خطيرة بالرأس والبطن والظهر.

ويتجمهر عشرات الآلاف من الفلسطينيين منذ صباح اليوم، في عدة مواقع بالقرب من السياج الفاصل بين القطاع و(إسرائيل)، في إطار فعالية «مسيرات العودة الكبرى»، تلبية لدعوة وجهتها فصائل فلسطينية، بمناسبة الذكرى الـ42 لـ«يوم الأرض».

وتأتي تلك الفعالية، التي يشارك فيها العديد من قادة الفصائل الفلسطينية، للتأكيد على الحق الفلسطيني في الأراضي التي اغتصبها الاحتلال، ورفضاً للظلم الإسرائيلي والعدوان ضدهم، وتأكيداً على أن القدس عاصمة لفلسطين.

وحسب وكالة «فلسطين الحدث»، قدر جيش الاحتلال عدد المتظاهرين عند حدود غزة بحوالي 20 ألف فلسطيني.

من جانبه، قال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، «إسماعيل هنية»، خلال مشاركته في «مسيرة العودة الكبري»، إنه «لا تنازل ولا تفريط ولا اعتراف بالكيان الإسرائيلي على شبر واحد من أرض فلسطين».

وأضاف: «نؤكد لترامب (الرئيس الأمريكي دونالد ترامب) ومن يقف مع صفقته التآمرية (صفقة القرن) أن لا تنازل عن القدس ولا بديل عن القدس ولا حل إلا بالعودة».

وتخللت فعاليات المسيرات، صلاة الجمعة، التي أداها عشرات آلاف الفلسطينيين على الشريط الحدودي للقطاع.

وأقامت الهيئة الوطنية العليا للمسيرة الكبرى التي تضم «حماس» والفصائل وممثلي اللاجئين، عشر خيام كبيرة في خمسة مواقع على طول الحدود بين القطاع و(إسرائيل)، بينما نصبت عائلات عشرات الخيام الصغيرة.

ونصبت الخيام على بعد أقل من مئتي متر من الحدود الإسرائيلية شرق مدينة غزة وشرق خان يونس في جنوب القطاع.

ومن المقرر أن تستمر فعالية «مسيرة العودة الكبري» ستة أسابيع لتنتهي بحلول ذكرى النكبة في 14 مايو/آيار المقبل.

رعب إسرائيلي

وغادر الكثير من سكان المستوطنات الإسرائيلية المحيطة بالقطاع منازلهم تحسبًا من فعالية «مسيرات العودة الكبرى» وتوجهوا إلى مدن المركز.

وأعرب العديد من هؤلاء عن قلقهم من الأوضاع الأمنية؛ ما يعكس عدم ثقتهم في إمكانية الجيش الإسرائيلي مع التصعيد المحتمل خلال المسيرة، حتى وإن لم يقولوا ذلك صراحة، وفضل الكثير منهم قضاء عيد الفصح العبري لدى أقاربهم أو في فنادق في مدن المركز.

من جانبه، حذر «أفيخاي أدرعي» الناطق باسم الجيش الإسرائيلي في فيديو باللغة العربية بثته وسائل إعلام إسرائيلية من أن «حماس تعرض أرواح البشرية للإزهاق فعليكم (الفلسطينيين) أن تكونوا حذرين».

واستخدم الجيش الإسرائيلي للمرة الأولى طائرات مسيرة عن بعد لإلقاء قنابل الغاز على المتظاهرين الفلسطينيين على حدود القطاع، بعد أن حذر الفلسطينيين من الاقتراب من الجدار الفاصل، وأعلن استعداده لإطلاق النار والقتل إذا ما تعرضت حياة جنوده للخطر.

كان الجيش الإسرائيلي نشر تعزيزات -لا سيما من القناصة- على الحدود مع قطاع غزة، وحذر من أنه سيفتح النار إذا اقترب الفلسطينيون من السياج الأمني.

ويؤكد متابعون أن آلاف الغزيين سيصلون حدود القطاع، وأمامهم هدف واحد اجتياز الحدود، وإذا ما فعلوها فإن الخيارات الإسرائيلية ستكون محدودة.

فيما أصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، الجمعة، تعليمات تمنع أعضاء الكنيست من الوصول إلى المسجد الأقصى، حتى نهاية شهر رمضان القادم.

وجاء قرار«نتنياهو» بعد إجراء تقييم للأوضاع الأمنية، على خلفية تصاعد التوتر مع بدء فعاليات ذكرى يوم الأرض.

وأعلم «نتنياهو» مستشاره للأمن القومي، «مئير بن شبات»، بنقل التوجيهات إلى الجهات المعنية، بحيث تقيد الزيارات حتى نهاية شهر رمضان، في منتصف شهر يونيو/حزيران العام الجاري.

حلم العودة

وتداول ناشطون صورة  للحاجة «أمينة» (88 عاما) التي جاءت لتلبي نداء العودة إلى بلادها الأصلية هناك حيث جورة عسقلان التي احتلها الاحتلال عام 1948.

وتسلقت الحاجة المقعدة بالاستعانة بأحفادها التلة التي يحتمي فيها الشبان من رصاص الاحتلال، حاملة مفتاح عودتها.

يشار إلى أن الحاجة «أمينة» خرجت من جورة عسقلان عروساً وتركت ذهبها خلفها لكنها لم تفرط في مفتاح منزلها، قائلة: «قالوا لنا أننا سنعود خلال 7 أيام مرت 70 عاماً ولا زلنا ننتظر العودة».

وأضافت: «أعرف جميع البلاد فلقد زرت الرملة واللد والفالوجة ونابلس وغيرها الكثير»، مؤكدةً أن الجيل الكبير سلم الأمانة للجيل الشاب حتى يقاتل ويناضل للوصول إلى تحرير الأرض من الاحتلال الصهيوني.

وفي الضفة الغربية، تحدى عشرات آلاف الفلسطينيين إجراءات الإغلاق والحواجز الإسرائيلية، وتوجهوا إلى المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، واندلعت مواجهات في عدة نقاط من الضفة الغربية عقب صلاة الجمعة.

وأصيب العشرات في الضفة بجراح وبحالات اختناق إثر استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، خلال المواجهات.

من جانبها، حملت الحكومة الفلسطينية (إسرائيل) المسؤولية الكاملة عن ممارسات قواتها العسكرية بحق المشاركين في الفعالية في كافة أنحاء الاراضي الفلسطينية وخاصة قطاع غزة.

والذكرى الـ42 لـ«يوم الأرض» تعود أحداثها إلى عام 1976؛ عقب إقدام سلطات الاحتلال على مصادرة أراضٍ من السكان العرب الفلسطينيين في الجليل (شمال)؛ ما فجّر مواجهات استشهد خلالها 6 فلسطينيين وأُصيب واعتقل المئات.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

مسيرات العودة يوم الأرض المسجد الأقصى ترامب القدس قطاع غزة نتنياهو حماس الحكومة الفلسطينية