أدت فضيحة تسريب البيانات الشخصية لمستخدمي موقع «فيسبوك» في «كامبريدج أناليتيكا» العديد من المشتركين إلى التفكير في إغلاق حساباتهم بصفة نهائية وإبطال تفعيلها.
ومن بين هؤلاء المعارضين لموقع التواصل الاجتماعي العملاق، الممثل الأمريكي «كولن فيريل» والمغنية الأمريكية «شير»، ورجل الأعمال الجنوب أفريقي «إلون موسك».
وأطلق المناهضون للمنصة الشهيرة وسما عبر «تويتر» نادوا عبره لإبطال تفعيل حساباتهم على «فيسبوك»، من أجل تشجيع المستخدمين المترددين على اتخاذ نفس الإجراء ضد الموقع.
ورغم أن «فيسبوك» يمنح الخيار لإغلاق حساب المشترك، غير أنه من المستحيل عمليا أن تزيل حسابك كليا، وعدم ترك أي أثر للمعلومات الخاصة بالمشترك.
وفي مقابلة مع «يورو نيوز» شرح المحامي المختص في التقنيات الجديدة للمنظمة غير الحكومية «ديكروس - ONG Derechos Digitales»، «خوان كارلوس لارا»، إلى أي مدى يمكننا إلغاء الاشتراك في موقع «فيسبوك» ومحو ارتباطه بالبرامج المختلفة على الهواتف الذكية.
وقال إن «فيسبوك» مجبر في الكثير من دول العالم بالالتزام بحذف البيانات الشخصية للمستخدمين الذين يطلبون إزالة حساباتهم، لافتا إلى أن الموقع يوفر إمكانية إغلاق الحساب وحذف جميع المعلومات الشخصية.
لكن «لارا» حذر من أمرين يجب مراعاتهما في هذه الحالة.
الأمر الأول هو أن النظام الأساسي يعرض إلغاء تنشيط الحساب «Off»، الذي يبدو كأنه مماثل لإغلاق الحساب. وفعليا فإن هذه الخدمة توقف نشاط الحساب، لكنها تستمر بتخزين البيانات حتى يتم إعادة تنشيط الحساب مرة أخرى.
ويتم القيام بتلك الخطوة عن طريق الدخول إلى صفحة الإعدادات الموجودة في القائمة العامة، وفي خيار إدارة الحساب توجد خدمة إلغاء التنشيط «Off». في هذه المرحلة يحاول النظام الأساسي إقناع المستخدم بعدم القيام بذلك.
وأشار الخبير إلى أن «الخطوة السابقة لا تعني أن الحساب الشخصي قد اختفى تماما، ومن أجل حذفه تماما، فإن العملية جد بسيطة، ولكنها تبدوا مخفية إلى حد ما».
وأوضح «لارا» أن الصفحة نفسها في القائمة العامة في قائمة «إدارة الحساب» تضم خانة بعنوان «المزيد من المعلومات»؛ حيث يظهر خيار تعطيل الحساب، الذي يشرح عن طريق رسومات بيانية مختلف الخيارات لتعطيل الحساب وإزالة المعلومات نهائيا.
وفي الصفحة التاسعة من مجموع 10 صفحات للتفسيرات، يظهر رابط جديد يضم شرحا مفصلا لكيفية إزالة الحساب، الذي يمكن أيضا الاطلاع عليه في قسم الأسئلة الشائعة.
وفي نهاية هذا الرابط نجد فقرة في الأخير تشرح كيفية حذف الحساب بشكل نهائي.
وبالنقر هنا يمكنك الوصول إلى الرابط، بغض النظر عن لغة المستخدم.
وبسؤاله عما إذا كانت بذلك تختفي جميع معلوماتنا بشكل فعال؟ قال «لارا» «نعم ولا».
وأضاف موضحا: «رغم أن كل المعلومات التي نشرها مستخدم الموقع تختفي عن الرؤية العامة على الفور، لكنها تبقى في خدمة فيسبوك. كما أن التعليقات التي سبق وأن نشرت صفحات المشتركين الأخرين أو الرسائل الخاصة تبقى موجودة، على الرغم من أنها تخص المشترك الذي حذف حسابه».
أما بالنسبة للحق القانوني للمطالبة بحذف جميع البيانات، فهي من بين الأمور المقيدة قضائيا من خلال القوانين الخاصة بالبيانات الشخصية. وانطلاقا من هذا يمكن المطالبة بهذا الحق.
لكن «لارا» يؤكد أن الأمر ليس مجرد قضية قانونية، ولكن ضرورة توفير الوسائل التقنية، والوقت الكافي لتتبع بياناتنا الشخصية في هذه الشبكة الضخمة من المعلومات وهذا أمر صعب للغاية.
