«بن سلمان»: «الأسد» باق.. وعلى أمريكا ألا تنسحب من سوريا

السبت 31 مارس 2018 05:03 ص

يريد ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» أن يحافظ الجيش الأمريكي على وجوده في سوريا، على الرغم من إعلان الرئيس «دونالد ترامب» بأن القوات الأمريكية ستنسحب من البلد الذي مزقته الحرب في المستقبل القريب.

وقال بن سلمان في مقابلة مع مجلة «التايم»: «نعتقد أن القوات الأمريكية يجب أن تبقى لفترة متوسطة على الأقل، إن لم تكن على المدى الطويل».

وبرز ولي العهد السعودي البالغ من العمر 32 عاما كأقوى حاكم للمملكة العربية السعودية منذ عقود. فبالإضافة إلى كونه وليا للعهد، فهو يشغل منصب النائب الأول لرئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، ووزير الدفاع.

وقال «بن سلمان» في خضم جولته متعددة المحطات في المدن الأمريكية إن وجود القوات الأمريكية داخل سوريا هو آخر رادع يمكن أن يوقف إيران، العدو اللدود للسعودية، من مواصلة توسيع نفوذها مع الحلفاء الإقليميين. وقال إن القوات الأمريكية داخل البلاد تسمح أيضا لواشنطن بأن يكون لها رأي في مستقبل سوريا.

وقال «بن سلمان» إن إيران تقوم من خلال الميليشيات الوكيلة والحلفاء الإقليميين بتأسيس طريق بري يربط من بيروت إلى طهران عبر سوريا والعراق، مضيفا: «أن ما يسمى الهلال الشيعي من شأنه أن يمنح إيران موطئ قدم أعظم في منطقة مضطربة من خلال سلسلة من الحلفاء».

وتحتفظ الولايات المتحدة بقاعدة بعيدة في دير الزور في شرق سوريا، في وسط هذا الممر. وهناك، تقوم قوات العمليات الخاصة بالتنسيق مع مقاتلي المعارضة السورية للقضاء على ما تبقى من مقاتلي تنظيم الدولة المتحصنين في سلسلة من البلدات على طول نهر الفرات وامتداد الصحراء الممتدة على الحدود العراقية السورية.

وقال «بن سلمان»: «إذا أخرجت تلك القوات من شرق سوريا، فستفقد نقطة التفتيش هذه». وأضاف: «هذا الممر يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة».

ويعد «بن سلمان» هو مهندس الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات في اليمن، حيث يقود القوات المدعومة من السعودية ضد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران. وأغرقت الحرب أفقر دولة في العالم العربي في أزمة إنسانية تتفاقم يوميا بسبب المجاعة والأمراض المنتشرة وموت المدنيين الذين يقعون في مرمى النيران المتبادلة.

وأدلى ولي العهد السعودي بتصريحاته لسوريا بعد ساعات فقط من تصريح «ترامب» أمام حشد من الناس في ريتشفيلد بولاية أوهايو بأن القوات الأمريكية ستنسحب قريبا. وقال «ترامب»: «سوف نخرج من سوريا في وقت قريب جدا وندع الآخرين يعتنون بها».

كانت تعليقات «ترامب» خروجا على المواقف التي سبق ذكرها من قبل كبار المسؤولين في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الذين قالوا إن الولايات المتحدة سوف تبقي قواتها داخل البلاد للقضاء على المقاتلين الآخرين المتبقيين ومنع تشكيل مجموعة جديدة.

وذكر مسؤولون أمريكيون الجمعة أن أحد أفراد القوات الأمريكية قتل فى سوريا يوم الخميس بسبب عبوة ناسفة بدائية الصنع. وقُتل ما مجموعه 14 جنديا أمريكيا في معارك تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا منذ أن بدأت العملية قبل أربعة أعوام تقريبًا.

ويوجد حاليا حوالي 2000 جندي أمريكي يعملون مع قوات سوريا الديمقراطية لإعادة السيطرة على الأراضي من تنظيم الدولة، ويبدو التنظيم على وشك هزيمة كبيرة كقوة عسكرية تقليدية. ولكن على الرغم من أنهم لم يعودوا يسيطرون على أي مدينة رئيسية في العراق أو سوريا، فإن القتال لم ينته بالكامل.

غير أن القوات الأمريكية لا تتواجد في سوريا للعمل كقوة موازية لإيران، على الرغم من رغبات «بن سلمان».

بيد أن تعيين «ترامب» مؤخرا لـ«جون بولتون»، الذي كان ناقدا صريحا للهيمنة الإقليمية لإيران، كمستشار للأمن القومي قد يعيد صياغة السياسة الخارجية الأمريكية تجاه طهران.

بدعم من المساعدات العسكرية الإيرانية والقوة الجوية الروسية، هزم رئيس النظام السوري «بشار الأسد» تقريبا كل الجماعات المعارضة التي يسيطر عليها الإسلاميون والتي ولدت في رحم ثورة 2011 في سوريا. لكن لا يزال المعارضون يحتفظون بقطع من الأراضي، لكن ليس لديهم أي أمل في تحدي سيطرة «الأسد» على السلطة. ونتيجة لذلك، وسعت إيران نفوذها ووصلت إلى داخل سوريا.

وقال «بن سلمان» إنه من غير المرجح أن يُطرد «الأسد» من السلطة معربا عن أمله ألا يصبح رئيس النظام السوري «دمية»  في يد طهران.

وقال: «بشار باق، لكني أعتقد أن من مصلحته ألا يدع الإيرانيين يفعلون ما يريدون فعله».

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان سوريا ترامب القوات الأمريكية إيران

رغم وعود «ترامب».. البنتاغون يرسل جنودا إضافيين إلى سوريا

تجديدات وصيانة بسفارة الرياض في دمشق تنذر بإعادتها للعمل