لقاء «بن سلمان» ورئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلي.. أين ومتى ولماذا؟

السبت 31 مارس 2018 06:03 ص

التقى ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان»، رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي (الاستخبارات العسكرية) «مئير بن شبات»، في خطوة جديدة للتطبيع بين السعودية و(إسرائيل).

كشف ذلك قائد جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال «غادي آيزنكوت»، في حوار له مع صحف إسرائيلية، دون أن يحدد موعد ومكان اللقاء.

ولم يوضح «آيزنكوت» فيما إذا قد التقى هو أيضا ولي العهد السعودي أم لا، لكنه قال رداً على سؤال حول ما إذا كان «بن سلمان قد التقى مسؤولين إسرائيليين وأنت واحد منهم؟»، بالقول: «نعم، مع مئير بن شبات».

ولفت إلى وجود تعاون أمني واستخباراتي بين (إسرائيل) والسعودية على أساس المصالح المشتركة بينهما، تتمثل بمواجهة إيران والحركات الإسلامية السلفية.

وسبق أن كشفت مصادر إسرائيلية، عن اتجاه الولايات المتحدة مع (إسرائيل) لتشكيل تحالف مع السعودية، لمواجهة إيران، والدفع باتجاه «صفقة القرن»، في إطار مبادرة أمريكية لتطوير العلاقات الإسرائيلية العربية.

ولاحقا حذف موقع صحيفة «معاريف» السؤال والجواب المتعلقين بلقاء «بن سلمان» مع «بن شبات».

قبل أن تصف صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ما كشفه «آيزنكوت»، بأنه «حلف سني إسرائيلي»، ونقلت عنه قوله: «يوجد تعاون خفيّ حول مصالح مختلفة، لا أصفه حلفا.. توجد مصالح متطابقة.. والمصلحة المشتركة لـ(إسرائيل) والسعودية هي ضد التهديد الإيراني، والتهديد السني السلفي».

وأشار أيضا لوجود «مصلحة مشتركة باستقرار إقليمي، ولدينا حليفة مشتركة هي أمريكا. الواقع تغير، وكذلك تغير الاعتقاد بأنه ليس بالإمكان التعاون بسبب القضية الفلسطينية».

تطور طبيعي

وحسب صحيفة «القدس العربي»، فإن قرار المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، كشف سر لقاء «بن سلمان» مع «بن شبات»، لا يشكل مفاجأة كبيرة، فكلا الطرفين، (إسرائيل) والسعودية، قاما بتجهيز الجمهور المعنيّ بهذا الموضوع، على دفعات تدريجية.

وأضافت: «كان إعلان زيارة مسؤول سعودي كبير إلى (إسرائيل)، واحدا من حلقاتها، وراجت التكهنات وقتها بأن المسؤول الكبير ليس إلا الأمير بن سلمان نفسه، والواضح أن الوقت لم ينضج بعد لكشف اسم ذلك المسؤول».

آخر حلقات هذه السلسلة كانت الموافقة على استخدام شركة طيران الهند «إير إنديا» للأجواء السعودية في طريقها إلى (إسرائيل)، وهو أمر اعتبره رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» حدثا تاريخيا مليئا بالمعاني السياحية والاقتصادية والتكنولوجية والسياسية من الدرجة الأولى، ما يعني أن الحدث ليس مهما بحد ذاته بل بما يعنيه وبما يحمله عمليا الأيام المقبلة.

مكان وزمان اللقاء

وحسب الصحيفة، فإن إعلان اللقاء هذه المرّة نقل لعبة المعاني المعقدة للعلاقات المستجدة بين السعودية، ممثلة بولي عهدها، و(إسرائيل)، إلى ذروة جديدة، لكنه أبقى مكان اللقاء سرا، وتساءلت: «فما الذي يجعل الجغرافيا أكثر سرية أو خطورة من الخبر نفسه؟».

وفي حين لم يوضح الجنرال الإسرائيلي، مكان وزمان اللقاء، فإن «بن سلمان»، موجود في الولايات المتحدة على مدى ثلاثة أسابيع، للقاء عدد من الشخصيات وصنّاع الرأي والفاعلين الاقتصاديين، كذلك تشمل لقاءاته منظمات يهودية تدافع بشراسة عن دولة الاحتلال الإسرائيلي.

فلو كان اللقاء جرى في الولايات المتحدة، أي في أرض «محايدة»، لما كان صعباً على قائد جيش الاحتلال إضافة هذه المعلومة «المفيدة»، وهذا يترك خيار أن اللقاء جرى في واحد من مكانين: إما السعودية نفسها، وإما (إسرائيل).

ولو أن اللقاء حصل في (إسرائيل) نفسها، فهذا يعني أن ولي العهد السعودي زار الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهذه الزيارة، حتى لو كانت سرا، ستعتبر اعترافا ضمنيا بـ(إسرائيل)، كما أنها تفترض، أن «بن سلمان» لم يلتق «بن شبات» فقط بل التقى مسؤولين آخرين، وأن علينا أن ننتظر مزيداً من الإعلانات من قبل (إسرائيل) لنتأكد من الأمر.

الإمكانية الأخرى، والأكثر احتمالا، أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي زار السعودية بنفسه بقصد لقاء «بن سلمان»، وأن هذا اللقاء دشّن تعاونا أمنيا واستخباريا بين البلدين، وحضور «بن شبات» بشخصه يعني، على الأغلب، اتفاقات موقعة أو شفهية بين رجل السعودية القوي والاستخبارات الإسرائيلية.

رؤية ثالثة، تحدث عنها موقع «تايمز أوف (إسرائيل)»، قبل أسبوعين، عن لقاءات سرية عقدت في القاهرة، بين مسؤولين من السعودية و(إسرائيل)، تزامنا مع تواجد «بن سلمان»، هناك في زيارته الرسمية لمصر.

توقيت مقصود

وحسب الصحيفة، فإن «آيزنكوت» اختار إعلان الخبر المذكور في يوم الأرض الفلسطينية الذي شهد الجمعة إطلاق جنود جيشه النار على مئات من المشاركين الفلسطينيين في مسيرات «العودة الكبرى»، وهي نشاطات سلمية خالصة.

التوقيت مقصود، لأنه يضع مجابهة رمزيّة بين اجتماع ممثل المخابرات الإسرائيلية بحاكم بلد عربي شديد الأهمية والتأثير إسلاميا وعربيا، من جهة، وقتل الفلسطينيين واستهداف نضالهم واقتلاع أرضهم واجتثاث هويتهم، من جهة أخرى.

وتساءلت: «كيف يكون قتل الفلسطينيين واستهداف قضيتهم المقدسة تعبيرا عن مصالح المملكة العربية السعودية، التي تمثّل جغرافيتها وتاريخها الرمز الأكبر للعروبة والإسلام؟»، مضيفة: «هذا سؤال يصعب الإجابة عنه».

وفي الآونة الأخيرة، بدأت السعودية تعمق علاقاتها مع (إسرائيل) في ظل وجود عدو مشترك وهو إيران، ولكن هذا التعاون المتنامي ما زال سريا؛ حتى لا يمثل مشكلة سياسية لها.

وتعلق حكومة «نتنياهو»، آمالا كبيرة وغير محدودة على علاقتها التي تتطور يوميا مع السعودية، وتدفع بكل ثقلها في اتجاه أن يكون للرياض دور أساسي وتاريخي في فتح الباب أمام تطبيع علاقات دولة الاحتلال مع بقية الدول العربية عبر أرض المملكة وبحرها وجوها.

ويرى الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في السعودية، دولة يمكن أن تساعد في إنجاز اتفاق «صفقة القرن» بما يتيح لـ(إسرائيل) تطوير علاقات دبلوماسية مع دول العالم العربي، وعلى رأسها السعودية.

  كلمات مفتاحية

السعودية تطبيع بن سلمان إسرائيل آيزنكوت مئير بن شبات الاستخبارات