تسعى مصر، بجدية، إلى ضم جنوب السودان، إلى جامعة الدول العربية، تلبية لرغبة جوبا في الانضمام للجامعة منذ انفصالها عن السودان سنة 2011.

ونقل موقع «المونيتور» الأمريكي، أن الأوساط الدبلوماسية والسياسية في مصر تضغط لحشد الجامعة العربية لقبول جنوب السودان عضوا دائما فيها.

وذكر دبلوماسي مصري، لم يكشف عن هويته، أن «هناك تحركات دبلوماسية تقودها مصر داخل الجامعة العربية تؤكد أهمية انضمام جنوب السودان إلى المنظمة العربية العريقة، بالنظر إلى الموقع الجغرافي الاستراتيجي لجوبا، بوابة عربية لأفريقيا».

وأضاف الدبلوماسي المصري: «خلال الاجتماع الوزاري في 7 مارس/آذار الجاري، سلكت المسألة مسارا نزاعيا بين القوى الإقليمية حول المصالح المختلفة للدول العربية في جنوب السودان».

وتابع: «كان هناك جدل كبير خاصة مع معارضة وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور القوية لعضوية جنوب السودان»، معتبرا أن ذلك «لا يزال يشكل تهديدا أمنيا لبلاده».

ومع ذلك، حسب الدبلوماسي المصري، فقد تم الاتفاق في النهاية على مناقشة القضية في سياق الأمن القومي العربي مع رؤساء الدول خلال القمة العربية المقررة في 15 أبريل/نيسان المقبل بالرياض.

وقدم جنوب السودان طلبه للانضمام إلى جامعة الدول العربية، خلال اجتماع جرى في قمة 2016 بموريتانيا.

والعام الجاري جدد جنوب السودان، طلبه مرة أخرى، على الرغم من مواقف معارضة بين بعض السودانيين الجنوبيين.

وبدأ جنوب السودان منذ اندلاع الأزمة في ديسمبر/كانون الأول 2013، بتوطيد علاقاته مع المنطقة العربية حيث تعددت زيارات الرئيس «سلفاكير ميارديت»، إلى مصر التي بدأت تلعب أدوارا لصالح بلاده داخل مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأفريقي على حد سواء.

كما مثلت زيارة ملك المغرب «محمد السادس» إلى العاصمة جوبا، في فبراير/شباط من العام الماضي، دفعة كبيرة لجنوب السودان للتفكير في خلق علاقات سياسية اقتصادية جديدة مع المنطقة العربية.

وجاء التوقيت الذي تقدمت فيه دولة جنوب السودان بطلب للانضمام لجامعة الدول العربية، مربكا لكثير من المراقبين والمهتمين بسير الأوضاع في الدولة الأفريقية حديثة الاستقلال.

ولا يستبعد كثيرون أن تكون هناك دوافع أخرى خفية غير تلك التى تم الإعلان عنها بواسطة بعض المسؤولين الحكوميين، والممثلة في رغبة جوبا للمشاركة بمداولات الجامعة العربية حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتأسست جامعة الدول العربية عام 1945، وهي تضم حاليا 22 دولة، وتهدف إلى تحقيق التعاون بين الدول الأعضاء، والحفاظ على استقلالها، والتعاون مع الهيئات الدولية لكفالة الأمن والسلام، وتنظيم العلاقات الاقتصادية والاجتماعية.

وانفصلت جنوب السودان عن دولة السودان، عبر استفتاء شعبي، عام 2011.

وبعد أيام من الانفصال، أعلنت الجامعة العربية التي تضم 22 دولة حاليا، أن ميثاق الجامعة ينص على ضرورة إقرار دساتير الدول للغة العربية كلغة رسمية، لكي تنضم إليها، وهو ما لا ينطبق على جنوب السودان، حيث أنها لم تدرج العربية ضمن اللغات الرسمية في دستورها، لكنها تخطط لادراجها ضمن اللغات التي يجب تدريسها للطلاب بمرحلة الاساس والثانوي.

ومرارا صرح مسؤولون في جنوب السودان بأن قرار الانضمام إلى الجامعة العربية يخضع لتقدير القيادة السياسية، في إشارة إلى الرئيس «سلفاكير ميارديت».