«الغارديان»: ولاية «السيسي» الثانية تضع مصر على مشارف ثورة جديدة

الأحد 1 أبريل 2018 09:04 ص

خصصت صحيفة «الغارديان» البريطانية افتتاحية صباح اليوم للتعليق على فوز الرئيس المصري «عبدالفتاح السيسي» بولاية ثانية، مشيرة إلى أن بقاء «السيسي» ربما يقود مصر إلى ثورة جديدة.

وقالت الصحيفة إنه بعد أن أطاح المصريون بشجاعة بالديكتاتور المدعوم من الجيش «حسني مبارك»، عام 2011، وبعد خيانة الجيش اللاحقة لثورة الربيع العربي، وسجن «محمد مرسي»، أول زعيم وطني منتخب شعبيا، حصلت مصر على مستبد آخر عام 2014.

واليوم، يعد نجاح «عبدالفتاح السيسي»، الرجل العسكري السابق، في «الفوز» بفترة رئاسية ثانية، تدميرا لما تبقى من الديمقراطية.

وتشير الصحيفة إلى أنه لم يكن لدى المصريين أي خيار حقيقي، بعد أن ضمن «السيسي» إبعاد جميع المنافسين الرئيسيين، إما بالسجن أو الاحتجاز أو الضغط عليهم للانسحاب.

ووفقا للأرقام المعلنة، فقد حصل على دعم من أكثر من 40% بقليل من بين 59 مليون مصري لهم حق الانتخاب.

ولدى مصر الكثير من المشاكل، ولا يدفعها «السيسي» إلا نحو الأسوأ، ورغم ذلك، فإن الاستقرار هو شعاره.

بيد أن سجله في سوء الإدارة الاقتصادية، والفساد غير المنظم، والفساد على مستوى عال، والتقشف تبعا للأوامر الصادرة من صندوق النقد الدولي، وتخفيض الدعم الحكومي لأسعار الغذاء والوقود، وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب، وسوء التعليم، هي ضمانات فعلية لاستمرار الاضطرابات مستقبلا.

وعندما يضاف إلى هذا المزيج ولع «السيسي» بعمليات الإعدام الجماعي، وعمليات الاعتقال، والاعتداءات الجارفة على الحريات المدنية، فلا عجب أن يتوقع المحللون أن تتجه مصر إلى ثورة أخرى.

ووفقا للصحيفة، كان «انتخاب» السيسي بمثابة خدعة خطيرة، حيث إن افتقاره للشرعية يساعد على تعزيز الظروف التي يزدهر فيها التطرف الجهادي.

وتواجه مصر بالفعل تمردا فتاكا من قبل مجموعة مرتبطة بتنظيم «الدولة الإسلامية» في سيناء، وهي المسؤولة عن مقتل 305 أشخاص في نوفمبر/تشرين الثاني في مسجد صوفي، والعديد من الهجمات ضد المسيحيين الأقباط، ولم تقدم تكتيكات «السيسي» المتشددة الكثير لكبح هذا الخطر.

ومع ذلك، تشير الصحيفة إلى أن هذا السجل المؤسف لا يمنع الدعم غير المشروط الذي يحوزه «السيسي» ونظامه «الوحشي» من قبل الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك بريطانيا.

وهم يصنعون نفس الخطأ القديم في عهد «مبارك»، حيث لا يخدم دعم الديكتاتوريين العرب المصالح الغربية؛ بل إنه يديم الظلم وعدم الاستقرار في الشرق الأوسط.

المصدر | الغارديان

  كلمات مفتاحية

انتخابات الرئاسة المصرية السيسي مبارك الثورة المصرية