غضب المصريين يظهر في أصواتهم الباطلة برئاسيات «السيسي» المحسومة

الأحد 1 أبريل 2018 10:04 ص

جاءت الأصوات الباطلة في المركز الثاني لرئاسيات مصر للمرة الثانية، لتسجل رسالة واضحة برفض قطاع كبير للانتخبات المعروفة نتائجها من قبل أن تبدأ، بعدما غيب الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي»، كل المرشحين الرئيسيين أمامه، وأمر «موسى مصطفى موسى» ليكون مرشحا وحيدا له عبر تقديم أوراقه في الدقائق الأخيرة.

من ناحية «الفانتازيا» السياسية، تأكد أن الأوصات الباطلة هي الوصيف في الاستحقاق الذي جرى الأسبوع الماضي، وتنتظر نتائجه النهائية الإثنين.

وحسب المؤشرات الأولية، فإن الأصوات الباطلة تتراوح ما بين 1.5 إلى 1.7 مليون صوت، وهي نسبة تفوق ضعف الأصوات التي حصل عليها المرشح «موسى»، الذي يعتبره مراقبون أنه كان «كومبارس» في هذا الاستحقاق.

وطبقا ما أعلنته صحف محلية، تتراويح نسبة الاصوات الباطلة بين 6 – 7%، في وقت حصل فيه «موسى» على أقل من 3%.

وتباينت وسائل ظاهرة «إبطال الأصوات»، حيث عبّر بعض الناخبين عن رغبتهم في تولى شخص آخر للمنصب الرئاسي، حتى ولو كان بعيداً عن المجال السياسي، ودوّن البعض أسماء فنانين ورياضيين.

وكان أحد أشكال الأصوات الباطلة، هو تعبير الناخبين عن حبهم لـ«السيسي»، أو حتى تدوين انتقادات حادة وسبابا له على أداء مصر في عهده، فيما رفض آخرون المرشحين الاثنين معاً.

ويرى مراقبون ومحللون، أن نتيجة انتخابات 2018، القريبة نتائجها من سالفتها في 2014، مقصودة في ذاتها لإظهار أنه لا يوجد مرشح مدني حقيقي في مصر يمكنه أن ينافس أي مرشح عسكري تؤيده المؤسسة العسكرية بكل قوتها وسلطاتها.

ولفتوا إلى أن الأصوات الباطلة تشير إلى أن هناك فراغا لا يمكن أن يملأه أي منافس مدني.

مليون صوت لـ«صلاح»

ولم تخلُ الصور المتداولة على مواقع التواصل للاجتماعي، لأوراق اقتراع الانتخابات الرئاسية، من تعليقات «خفيفة الظل» تضع أسماء شخصيات لا تخوض الانتخابات أصلاً على أوراق الاقتراع.

وحاز نجم المنتخب المصري «محمد صلاح»، الذي يلعب بنادي «ليفربول» الإنجليزي، على نصيب كبير من هذه الأصوات، قدرتها صحيفة بريطانية بمليون صوت.

وقالت صحيفة «ميرور» البريطانية، إن عددا كبيرا من الناخبين أبطلوا صوتهم بالتصويت لـ«صلاح»، في تقرير نشرته تحت عنوان: «أكثر من مليون مصري صوتوا لمحمد صلاح في انتخابات الرئاسة المصرية».

ولم تعط الصحيفة البريطانية أية أسباب واضحة لاستنتاجها، واكتفت بالقول إن «ظاهرة تعبير قطاع من المصريين عن عشقهم لنجم فريق ليفربول، بتدوين اسمه في بطاقات الاقتراع، واختياره رئيسًا للبلاد، هو ما تسبب بالطبع في إبطال تلك الأصوات».

 

 

بدورها، قالت صحيفة «صن» البريطانية، إن تأثير «صلاح» في الشعب المصري، ظهر جليًا في الانتخابات الرئاسية المصرية، حيث تسبب نجم ليفربول في نسبة من الأصوات الباطلة.

وتحدث موقع «بليتشر ريبورت» الأمريكي، عن تعلق آمال المصريين بالنجم المصري لقيادة المنتخب لظهور مميز في كأس العالم، لافتا إلى أن تلك المشاعر ترجمت في الانتخابات الرئاسية المصرية، باختيار عدد كبير من المصوتين نجم فريق ليفربول رئيسا للبلاد.

رسائل سياسية

رسائل أخرى، تناقلتها منصات التواصل الاجتماعي، ولكنها هذه المرة سياسية، عبرت عن رفض قطاع كبير من المصريين للانتخابات عامة و«السيسي» ومنافسه «خاصة».

وتناقل الناشطون، صورا لأوراق اقتراع تضمنت سبابا وهجوما على «السيسي» و«موسى»، باعتبار الأول ديكتاتور والثاني كومبارس.

على الجهة الأخرى، ظهرت ورقة مكتوب فيها «أمانة في إيدك اللي هيمسك الورقة.. أنا قرفانة».

وظهرت أوراق أخرى، وقد شطب على أسماء المرشحين، أو ترك الورقة خالية، فيما ظهرت ورقة وقد رسم عليها قلباً وكتبت داخله «مي وهشام».

 

 

 

 

 

ولفت المغردون، إلى أن هذه الأصوات ليست «باطلة»، وإنما هي الأصوات «الحقيقية» للمصريين الذين ذهبوا مجبرين في الانتخابات خوفا من التهديدات التي أطلقتها السلطات بالغرامة والحرمان من المعاش والتموين وغيرها.

 

 

يحكي «أيمن المصري»، على صفحته بموقع «فيسبوك»، عن «الفاجعة» فيقول: «لقيت الحبر الفسفوري في صباع أمي.. رغم أنها مع ثورة يناير.. ومش عاجبها الوضع اللي إحنا فيه.. وكان ردها عليا ومن غير ما اتكلم معاها ومن خجلها مني كان ردها: هيشيل عننا المعاش يا بني».

وأضاف: «حسبي الله ونعم الوكيل فيك.. زرعت الرعب والهلع ف قلوب الكل كبير وصغير».

 

 

في حب «السيسي»

على صعيد الأصوات الباطلة أيضا، أبطل آخرون أصواتهم في الانتخابات، عبر كتابة عبارات الحب والتأييد لـ«السيسي».

«عايزاك تنجح وأعمل ليزك»، كانت أحد أبرز الجمل التي تناقلها الناشطون، فيما ظهرت عبارات أخرى بعنوان «بحبك يا سيسي» أو «أنت الحب».

 

 

كما تناقلوا ورقة أخرى ومكتوب أمام خانة «موسى»: «العب بعيد يا شاطر».

«الإخوان» السبب

وكعادة الأذرع الإعلامية لـ«السيسي»، التي تتهم الإخوان بأي شيء يحدث في مصر، حيث زعم الإعلامي «أحمد موسى»، أن «أفرادا من جماعة الإخوان شاركوا في الانتخابات الرئاسية»، مضيفا: «عناصر الإخوان شاركوا وأبطلوا أصواتهم».

وأضاف «موسى» خلال برنامجه «على مسؤوليتي» عبر فضائية «صدى البلد» (خاصة): «أنا بقولكم معلومة، إخوان المناطق شرق القاهرة والإسكندرية ووسط وجنوب الجيزة وكفر الشيخ  شاركوا وأبطلوا أصواتهم».

ظاهرة متكررة

ولا تعد الانتخابات الرئاسية التي ينتظر إعلان نتائجها بشكل رسمي، الإثنين، ظاهرة متفردة فيما يتعلق بحجم الأصوات الباطلة، إذ أسفرت نتائج الاستحقاق السابق عام 2014 الذي خاضه «السيسي» ومؤسس التيار الشعبي «حمدين صباحي»، عن بطلان مليون صوت تقريباً، بنسبة 4.07%، من إجمالي الناخبين.

وجاءت النتيجة النهايئة بفوز «السيسي» بـ96.9% من الأصوات، في حين نال منافسه «حمدين صباحي»، الذي اعتبره مراقبون أنه ترشح ليكون ديكورا على 1.4%، وحلت الأصوات الباطلة في المركز الثاني بنسبة 1.7%.

وبشكل أقل حدة، ظهرت الأصوات الباطلة في «رئاسية عام 2012»، إذ سجلت في الجولة الأولى التي خاضها 13 مرشحاً (400 ألف صوت باطل).

وعندما وصل إلى الجولة الثانية، رئيس الوزراء الأسبق للبلاد، «أحمد شفيق»، ومرشح جماعة الإخوان، آنذاك «محمد مرسي»، أبطل 840 ألف شخص أصواتهم بنسبة 3.2% من الناخبين، وكان يحق لنحو 51 مليون مصري الاقتراع حينها.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

رئاسيات مصر رئاسيات مصر 2018 السيسي أصوات باطلة انتخابات مصر موسى مصطفى موسى

سخرية من إعلان رئيس حزب الوفد المصري منافسة السيسي وتأييده: موسى مصطفى جديد