شركة استشارات إسرائيلية المنشأ تدخل تحقيقات «مولر» بسبب علاقتها مع الإمارات

الثلاثاء 3 أبريل 2018 11:04 ص

طرح المحقق الخاص «روبرت مولر» أسئلة عن العمل الذي تقوم به شركة استشارية خاصة، نفذت مشاريع لدولة الإمارات، وفقا لما قاله أشخاص مطلعون على هذا التحقيق، مما يشير إلى أن تحقيقه يتعمق أكثر في التدخل الأجنبي في واشنطن.

تتعلق الأسئلة بشركة استشارات خاصة تسمى «ويكيسترات»، بالإضافة إلى اثنين من مؤسسيها؛ هما «جويل زامل» و«دانيال جرين».

تأسست شركة «ويكيسترات» في (إسرائيل) في 2010، وهي موجودة حاليا في واشنطن، وتسجل نفسها كشركة استشارية وتعتمد على شبكة واسعة من الخبراء للمساعدة في تحليل المشاكل الجيوسياسية نيابة عن عملائها من الشركات والحكومات.

وقال محامي «زامل» و«جرين»، «مارك موكاسي»، أن عملاءه ليسوا محط تركيز التحقيق، وأضاف قائلا في بيان له: «جويل هو رجل أعمال شاب مشرق، وقد حظيت شركة ويكيسترات بامتياز خدمة العديد من العملاء من الحكومة الأمريكية، وليس لدى جويل وويكيسترات سوى ارتباط ضعيف بتحقيق المحقق الخاص، وهما يتعاونان بشكل كامل».

والتقى «زامل» بشكل غير رسمي مع فريق «مولر» -وفقا لما قاله مصدر مطلع- وطرحت عليه أسئلة عن علاقته التجارية بـ«جورج نادر»، وهو أمريكي لبناني يعمل كمستشار بارز لولي عهد الإمارات «محمد بن زايد» كما إنه كان مقرب من المسؤولين في إدارة ترامب السنة الماضية.

استشارات خاصة للإمارات

تتمثل مهمة «مولر» في التحقيق في «أي روابط أو تنسيق بين الحكومة الروسية وأفراد على صلة بحملة الرئيس دونالد ترامب»، وهو الأمر الذي يجعله مخولا أيضا بفحص «أي أمور نشأت أو قد تنشأ مباشرة عن التحقيق».

وقد توصلت وكالات الاستخبارات الأمريكية إلى أن روسيا تدخلت في انتخابات الولايات المتحدة في 2016، وأنكر «ترامب» أي تواطؤ لحملته مع روسيا، كما إن موسكو أنكرت التدخل في الانتخابات الأمريكية.

وقد قال أشخاص على دراية بعمل الشركة، أنها تعاقدت مع الإمارات بداية من 2015 لوضع سيناريوهات استراتيجية عسكرية فيما يخص الحركات السياسية الإسلامية في اليمن، حيث دخلت كل من السعودية والإمارات للحرب الأهلية اليمنية في مطلع 2015، بهدف محاربة «تمرد إسلامي»، وما زالت هذه الحرب جارية إلى الآن.

تحولت جهود شركة «ويكيسترات» للإمارات فيما بعد –وفقا لما قاله مصدر مطلع– إلى نسخة مخففة من الاستخبارات، حيث استخدمت مصادرها المحلية الموجودة على الأرض لتوقع التهديدات.

وكان «زامل» قد بنى في السنوات الأخيرة علاقة وثيقة مع كبار المسؤولين الأمنيين الإماراتيين وعقد اجتماعات عمل في الولايات المتحدة، وفقا لما قالته مصادر مطلعة.

يذكر أن كلا من الإمارات والسعودية قد توددتا لإدارة «ترامب» بشدة في محاولة لكسب دعم الولايات المتحدة في حملتهما المحلية التي هدفت لمواجهة وعزل قطر، وهي دولة خليجية أخرى حليفة للولايات المتحدة.

وتبقى طبيعة ومدى العلاقة التي تربط «نادر» و«زامل» ليست واضحة، وقال مصدر مطلع إن الاثنين «قاما ببعض الأعمال التجارية معا».

وخلال الفترة الرئاسية الانتقالية مطلع السنة الماضية، كان الرجلان يسعيان لبناء علاقات مع إدارة «ترامب»، وسأل السيد «زامل» معارفه إن كانوا مقربين من كبار المسؤولين في البيت الأبيض.

في ديسمبر/كانون الأول 2016، عندما التقى ولي عهد أبوظبي «محمد بن زايد» مع مسؤولي «ترامب» الانتقاليين في نيويورك، لم يحضر «نادر» الاجتماع لكنه ودع المسؤولين الإماراتيين عند مغادرتهم، وفقا لما أفاد به مصدر مطلع.

«ويكيسترات» وحرب اليمن

عندما تأسست «ويكيسترات» في 2010، وصفها مؤسسوها في مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست»، بأنها «تلاقي لويكيبيديا مع فيسبوك».

وتقول الشركة -التي تهدف لاستخدام حكمة خبرائها لإنتاج تحليلات وتوقعات لعملائها- بأن لديها مجموعة من 2200 خبير يمكنهم إفادة مشاريع العميل.

وبالنسبة للسيد «زامل»، فهو مواطن أسترالي بالأصل ويقيم الآن في (إسرائيل)، أما بروفايل السيد «جرين» على الإنترنت فيشير لإقامته في واشنطن.

وتضمن عمل الشركة للإمارات، النظر في الوضع السياسي المتدهور في اليمن في 2015، وخاصة في قوة «الإخوان المسلمون»، التي تعد حركة إسلامية سياسية لها نشاط في معظم بلدان العالم العربي.

وقامت شركة «ويكيسترات» ببناء استراتيجيات عسكرية للحرب وحللت الوضع السياسي في اليمن من أجل الإمارات، وأطلعت كبار مسؤولي الأمن الوطني في الإمارات عليها، وفقا لما قاله مصدر مطلع على الأمر، ولم يكن الخبراء المشاركون في وضع الاستراتيجيات العسكرية للحرب يعرفون أن عميلهم النهائي هو دولة الإمارات.

المصدر | وول ستريت جورنال

  كلمات مفتاحية

الإمارات ترامب جورج نادر تحقيقات مولر ويكيسترات