كشفت مجلة «نيويوركر» الأمريكية عن رسالة قدمها ولي العهد السعودي السابق «محمد بن نايف»، أثناء فترة ولايته للعهد، إلى الملك «سلمان بن عبدالعزيز» حذره خلالها من مؤامرة إماراتية داخل البلاط الملكي.

وتحدثت المجلة الأمريكية، في تحقيق أعده «ديكستر فلينكس» وترجمه «الخليج الجديد»، عن دور أبوظبي الحاسم في الترويج لصعود ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» لولاية العهد، مؤكدة أن الإمارات استأجرت جماعات ضغط داخل الولايات المتحدة نيابة عن «بن سلمان» وموّلت حملات شركات العلاقات العامة الأمريكية.(طالع.. «نيويوركر»: حكاية أمير سعودي يسعى لإعادة تشكيل الشرق الأوسط)

ونقلت المجلة الأمريكية عن مسؤول أمريكي سابق قوله إن «سفير الإمارات في واشنطن يوسف العتيبة ساعد في تنظيم سلسلة من المقالات الإفتتاحية التي تروج  لبن سلمان، حيث أظهر العتيبة تأثيرا غير عادي على شخصيات بارزة في واشنطن».

وقال المسؤول الأمريكي السابق، الذي كان على اتصال بالمنطقة، إن «عمل العتيبة كان جزءا من جهد أكبر، حيث استأجر الإماراتيون جماعات الضغط نيابة عن بن سلمان».

وأضاف أن «كل شركات العلاقات العامة التي كانت تروج لبن سلمان في الولايات المتحدة تم دفع ثمنها من قبل أبوظبي».

وأكد المسؤول الأمريكي السابق أن «ولي العهد السعودي السابق محمد بن نايف، الذي انزعج مما شاهده على أنه تدخل أجنبي، كتب رسالة إلى الملك سلمان لتحذيره، قائلا: لقد واجهنا مؤامرة خطيرة، تم الكشف عن مؤامرة إماراتية للمساعدة في تفاقم الاختلافات داخل البلاط الملكي».

وأضاف: «بن زايد يخطط حاليا لاستخدام علاقته القوية مع رئيس الولايات المتحدة لتحقيق نواياه».

وينظر للعلاقة بين «بن سلمان» و«بن زايد»، باعتبارها مركز التحول السعودي، بعدما باتت سياسات السعودية الدولة المحافظة الغنية بالنفط، تتوافق مع سياسات جارتها الأصغر حجما والأكثر ليبرالية وتنوعا اقتصاديا.

وترى القيادة الإماراتية أن «بن سلمان» هو أفضل رهان لمنع زعزعة الاستقرار في المملكة، ولتحقيق أهداف أبوظبي في المنطقة، على حد قول أشخاص مقربين من القيادة الإماراتية.

وصعد «بن سلمان»، البالغ من العمر 32 عاما، بسرعة في سلم القيادة السعودية، بعد أن أصبح والده ملكا أوائل عام 2015، حين تولي المحافظ الدفاعية والاقتصادية، قبل أن يتم تعيينه في يونيو/حزيران 2017 وليا للعهد.

وساعد «بن زايد»، الذي يبلغ من العمر 56 عاما، والحاكم الفعلي للإمارات، في تنظيم زيارة الرئيس «دونالد ترامب» للمملكة في مايو/آيار الماضي.

كما قدم «بن زايد» لـ«بن سلمان» دعما واسعا عبر جهود اللوبي الإماراتي في الولايات المتحدة للترويج له باعتباره الحليف الأنسب لواشنطن في مواجهة «التطرف والإرهاب».