«بي بي سي»: العلاقات بين السعودية و(إسرائيل) خرجت للعلن

الأربعاء 4 أبريل 2018 12:04 م

مهما كان ما يحدث خلف الكواليس، فإن هناك نظاما معقدا للإشارات العامة يجري بين المملكة العربية السعودية و(إسرائيل)، وينبغي أن ينظر إلى تعليقات ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» الأخيرة للمجلة الأمريكية «ذا أتلانتيك» كثيرا في هذا الضوء.

وعندما سئل عما إذا كان يعتقد أن الشعب اليهودي له حق في دولة قومية، قال ولي العهد -وهو الحاكم الفعلي للمملكة-: «أعتقد أن كل شعب في أي مكان، له الحق في العيش في أمته المسالمة، وأعتقد أن الفلسطينيين والإسرائيليين لهم الحق في امتلاك أرضهم الخاصة».

هذا النوع من الاعتراف العلني بحق (إسرائيل) في الوجود في منطقة مرتبطة بالتاريخ اليهودي القديم نادر من زعيم عربي كبير. وبالطبع ، ليس غير مسبوق، فلدى مصر والأردن نوع من السلام مع (إسرائيل).

وقد يجادل الكثيرون بأن مبادرة السلام العربية التي ترعاها السعودية -وهي خطة سلام إقليمية تعود إلى حوالي 16 سنة- تمثل بالفعل نقطة تحول في النظرة السعودية.

مبادرة السلام العربية قد غرست ونوقشت على فترات مختلفة خلال العقد ونصف العقد الماضي، لأنها ربما تشكل الأساس الوحيد لاتفاق دائم قد يكون مقبولا للمنطقة ككل.

ولم يشر ولي العهد السعودي بوضوح إلى العنف الأخير في غزة، وترك الأمر لوالده الملك «سلمان» -في اتصال هاتفي مع الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»- لإعادة التأكيد على «الموقف الثابت للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في دولة مستقلة عاصمتها القدس».

شعرت المملكة و(إسرائيل) بالقلق إزاء ما رأت حكوماتهما أنه ضعف إدارة «أوباما» في المنطقة في مواجهة إيران المتصاعدة، وعارض كلاهما الاتفاق النووي الإيراني، كلاهما يريد أن يرى إجراءات أكثر صرامة ضد تأثير انتشار طهران، في سوريا.

لم تفوت (إسرائيل) على وجه الخصوص أي فرصة للإحاطة والتلميح والتلميح إلى عمق عمق حوارها مع الرياض. وكانت السعودية أكثر تحفظا بكثير، غير أن تصريحات «بن سلمان» إلى جانب قرار أخير للسماح برحلات «إير إنديا» من وإلى تل أبيب لنقل الفضاء الجوي السعودي هي علامات ملموسة على حدوث تحول في المملكة العربية السعودية أيضا.

قد تكمن الإجابة في السياق الأوسع لمخطط ولي العهد الكبير، بأنه يريد إحداث تغيير جذري في المملكة العربية السعودية، لكن إذا قرأت مقابلة «أتلانتيك»، يمكنك القول بأنه رجل ذو رؤية، يكاد يكون غير لائق، طموحاته ضخمة.

في نهاية المطاف، لتحقيق طموحاته، يحتاج ولي العهد إلى الوجود في منطقة تعيش في سلام، تحتاج المنافسات القديمة إلى الحل. وليس أكثر من النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، الذي يبدو ميئوسا من أي وقت مضى.

قد تكون العلاقة السعودية الإسرائيلية التي لا تتسم بالشفافية أكثر من مجرد التطرق إلى طهران أو محاولة التأثير على إدارة «ترامب» الزئبقية في واشنطن، ولكن إذا كان الهدف هو تحقيق أي أهداف أكبر، فإن الكثير سيعتمد على مدى نجاح مشروع إصلاح ولي العهد.

المصدر | بي بي سي

  كلمات مفتاحية

السعودية محمد بن سلمان ترامب (إسرائيل) تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية