رفض فلسطيني لتصريحات «بن سلمان» عن حق (إسرائيل) في الأرض

الأربعاء 4 أبريل 2018 01:04 ص

أثارت تصريحات ولي العهد السعودي، «محمد بن سلمان»، غير المسبوقة بخصوص «الحق الإسرائيلي» في أرض فلسطين، موجة من الانتقادات الحادة من قبل قادة الفصائل الفلسطينية المختلفة.

وفي المقابلة التي نشرتها مجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية، الإثنين الماضي، اعتبر ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» أن «للإسرائيليين، على غرار الفلسطينيين، الحق في أن تكون لهم أرضهم»، مؤكدا أن المملكة تتقاسم مصالح كثيرة مع (إسرائيل)، ستتعاظم في حال التوصل إلى سلام في المنطقة، فيما اعتبر أنه «ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود دولة (إسرائيل)».

وأكد مسؤول فرع «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين» في قطاع غزة، «جميل مزهر»، أنّ «تصريحات بن سلمان تستهدف كسب ود اللوبي الصهيوني والكيان الصهيوني في طريق تهيئة الظروف لتقلده مقاليد الحكم في المملكة».

ووصف «مزهر» تصريحات ولي عهد السعودية بأنها «معادية لشعبنا الفلسطيني»، مشيراً إلى أنها «تكشف الدور الخبيث الذي يقوم به النظام السعودي في ضرب الاستقرار بالمنطقة العربية خدمة للأهداف الأمريكية الصهيونية».

ولفت إلى أنّ «تصريحات بن سلمان تشير إلى انتقال العلاقة بين النظام السعودي والكيان الصهيوني من العلاقة السرية والمتواصلة منذ سنوات طويلة إلى العلنية، وتستهدف تطبيع العلاقات الرسمية مع الكيان».

وشدد «مزهر» على أنّ «هذه التصريحات تكشف الدور الوظيفي الجديد لمحمد بن سلمان كعراب لصفقة القرن والتي تسعى الإدارة الأمريكية لتمريرها في المنطقة، والتي تستهدف بالدرجة الأساسية حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني».

من جهته، أكد مسؤول المكتب الإعلامي لحركة «الجهاد الإسلامي»، «داود شهاب»، أنّ «تصريحات بن سلمان مستنكرة ومرفوضة، وهي انحدار وتهافت خطير لإرضاء أمريكا و(إسرائيل) على حساب الحقوق والثوابت العربية والإسلامية».

وأضاف «شهاب»، في تدوينة على حسابه في «فيسبوك» أن «هذه التصريحات تدلل على جهل واضح بحقائق التاريخ وطبيعة الصراع.. حقنا في فلسطين حق مطلق وليس نسبي، وهو حق لا يقبل التجزئة ولا المساومة».

وشدد «شهاب» على أن «الاعتراف بالكيان الإسرائيلي باطل وغير شرعي، والمواقف التي تعترف بهذا الكيان الاستعماري الاحتلالي لا تمثل مجموع الأمة وهي مواقف باطلة ومرفوضة ولا تعبر عن إرادة شعوب الأمة».

وأكد أن «الاعتراف بالكيان الغاصب يعد تهديداً لهوية الأمة الثقافية، وهو مقدمة لتفتيت دولها وكياناتها وإعادة المنطقة كـ«شرق أوسط جديد».

«حماس» و«فتح»

من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة «حماس»، «موسى أبومرزوق»، في تغريدة له على «تويتر»: «إلى كل من يخاطب الأمريكان والصهاينة الغاصبين بعبارات ملتبسة أو بتنازلات يحسبونها هينة، ابتغاء مرضاتهم وكسبهم أو تحييدهم هم واهمون؛ ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين».

بينما قال القيادي في حركة «حماس»، «وصفي قبها»، إن «تصريحات الأمير بن سلمان تأتي ضمن مخطط خطير يهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وتعبد الطريق لإقامة علاقات علنية وتطبيع كامل بين الدول العربية و(إسرائيل)».

وأضاف: «ما تحدث به ولي العهد السعودي كان كالصدمة ويعكس النفسية الانهزامية التي يعيش بها، ومسخاً للانتماء العربي والإسلامي، ويتساوق مع الابتزاز الأمريكي الحاصل من خلال صفقة القرن لتضييع الحقوق الفلسطينية لحساب المطامع الإسرائيلية».

وتابع: «هذه التصريحات الخطيرة وغير المسبوقة، تفتح باب التطبيع على مصراعيه مع (إسرائيل) بشكل علني، وتمهد للدول العربية الأخرى لسلوك نفس طريق الذي تسير عليه الرياض في تحسين العلاقات مع المحتل على حساب الحقوق والثوابت الفلسطينية».

وأشار القيادي في حركة «حماس» إلى أن «السعودية تهدف من خلال تصريحات قادتها حول القضية الفلسطينية ودعم (إسرائيل) إلى تشتيت الموقف العربي والإسلامي الداعم لفلسطين ونضال شعبها في مواجهة المحتل»، مضيفاً: «هذه التصريحات تعد خنجراً مسموماً في الموقف العربي والإسلامي تجاه قضية فلسطين، وسيكون لها انعكاسات خطيرة للغاية».

فيما قال الناطق الرسمي باسم حركة «فتح»، «عاطف أبوسيف»، في تصريحات لموقع «الخليج أونلاين»، إن «أي أفكار يمكن أن تفتح باب التطبيع العربي مع (إسرائيل)، في ظل جرائمها المتواصلة بحق شعبنا، ستكون في الإطار غير الصحيح، ويجب معالجتها بشكل فوري ودون أي ضرر».

وأوضح أن «الهدف الأول الذي تريده (إسرائيل) هو إعلان الدول العربية التطبيع الكامل معها، وهذا الأمر شجعها على رفض إتمام عملية سلام تستند لكل الحقوق الفلسطينية، بعد أن أخذت ضوءاً أخضر من الدول العربية لتطبيع قادم».

ولفت إلى أن «المطلوب من الدول العربية ليس فتح باب التطبيع، وإطلاق التصريحات التي تنعش الاحتلال الإسرائيلي، وعقد لقاءات سرية معه، بقدر حاجتنا إلى خطوات تدينه وتقدم قادة المحتل للمحاكم الدولية على الجرائم التي ترتكب بحق الفلسطينيين ومقدساتهم الإسلامية والمسيحية».

وفي المقابلة التي نشرتها مجلة «ذي أتلانتيك» الأمريكية، الإثنين الماضي، اعتبر ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» أن «للإسرائيليين، على غرار الفلسطينيين، الحق في أن تكون لهم أرضهم»، مؤكدا أن المملكة تتقاسم مصالح كثيرة مع (إسرائيل)، ستتعاظم في حال التوصل إلى سلام في المنطقة.

واعتبر «بن سلمان» أنه «ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود دولة (إسرائيل)».

وردا على سؤال عما إذا كان يعتبر أن «الشعب اليهودي لديه الحق في أن تكون له دولة قومية فوق جزء من أرض أجداده على الأقل؟»، قال «بن سلمان»: «أعتقد أن لكل شعب، في أي مكان كان، الحق في أن يعيش في وطنه بسلام، أعتقد ان للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي الحق في أن تكون لكل منهما أرضه».

من جهتها، قالت المجلة الأمريكية إن «العديد من الزعماء العرب المعتدلين تحدثوا عن حقيقة وجود (إسرائيل)، لكن الاعتراف بأي نوع من الحق في أرض أسلاف اليهود كان خطًا أحمر لم يعبره أي زعيم حتى الآن».

ترحيب إسرائيلي

وفي المقابل، احتفت وسائل الإعلام الإسرائيلية بتصريحات «بن سلمان»، لدرجة قالت إحداها إنه ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» يعدان «وجهين لعملة واحدة».

وتصدرت تصريحات «بن سلمان» حيال (إسرائيل) وحقها بالأرض والعيش، العناوين الأولى والرئيسية في مختلف وسائل الإعلام الإسرائيلية.

صحيفة «هآرتس»، وصفت ما قاله «بن سلمان» بأنه «اعتراف بدولة (إسرائيل)».

وكتب المحلل العسكري بالصحيفة «أمير تيفون»: «تشير تصريحات ولي العهد محمد بن سلمان إلى مجلة أتلانتيك إلى اعتراف سعودي واضح بحق (إسرائيل) في الوجود كدولة قومية».

وقال إن «الصحفي غولدبيرغ فوجئ بأقوال ولي العهد؛ لافتا إلى أنه لم تصدر في أي يوم من الأيام من فم أي زعيم عربي مثل هذه التصريحات التي تتعلق بـ(إسرائيل)».

وعند حديث ولي العهد السعودي عن الاقتصاد الإسرائيلي والمصالح المشتركة، رأى «تيفون» في ذلك مؤشرا على فرصة أخرى للتعاون بين (تل أبيب) والرياض.

بدوره، أبدى موقع «جلوبس» الإسرائيلي، تقديرا كبيراً لتصريحات «بن سلمان»، وقال إن «الأمير السعودي يصنع التاريخ ويعترف بحق (إسرائيل) في الوجود».

وتحت عنوان «ولي العهد السعودي يعترف بحق (إسرائيل) بالوجود، وتحدث عن العلاقات المستقبلية»، تناول موقع صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، كل ما ورد في مقابلة ولي العهد السعودي؛ حيث أبرز «إشادة بن سلمان بإمكانية العلاقات الدبلوماسية المستقبلية بين مملكته والدولة اليهودية».

كما أوردت صحيفة «يسرائيل هايوم»، المقربة من «نتنياهو»، خبر المقابلة مع «بن سلمان»، قائلة إن «ولي العهد السعودي يُواصل إطلاق التصريحات المفاجئة».

فيما وصفتها القناة «العاشرة» الإسرائيلية بأنها «تصريحات استثنائية»، لافتة إلى أن هذه التصريحات جاءت بعد الكشف عن لقاء «بن سلمان»، مع رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي (الاستخبارات العسكرية) «مئير بن شبات».

كما أبرزت صحيفتا «يديعوت أحرنوت» و«معاريف» إشادة ولي العهد السعودي بالاقتصادي الإسرائيلي، الذي وصفه بأنه «كبير بالنسبة لحجمها».

واعتبر الكاتب ي موقع «سروجيم» الإسرائيلى، «أوريل بئيري»، أن «بن سلمان يقدّم دليلاً جديداً وواضحاً على تحسن العلاقات بين (إسرائيل) والسعودية».

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان تطبيع فصائل فلسطينية العلاقات السعودية الإسرائيلية صفقة القرن