قال سياسي بارز بالتكتل البرلماني للاتحاد المسيحي الذي تتزعمه المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل»، إن السبب وراء حدوث التقارب بين السعودية و(إسرائيل) هو وجود الخصم المشترك بينهما وهو إيران.

وقال المتحدث باسم شؤون السياسة الخارجية بكتلة الاتحاد في البرلمان الألماني «يورجن هارت» لإذاعة ألمانيا الأربعاء: «أعتقد أن التصور المشترك بأن إيران قد تتوسع في المنطقة وتكسب سيادة، سواء بالنسبة للسعودية وكذلك بالنسبة لإسرائيل وكثير من الدول الأخرى بالمنطقة مثل الأردن، يعد تصورا سيئا».

وأكد السياسي الألماني البارز أنه لا يمكن حل قضية القدس إلا في إطار حل الدولتين، وقال: «لهذا السبب قلنا نحن الألمان إننا لن نتبع النموذج الأمريكي وننقل السفارة من تل أبيب إلى القدس».

وكان نائب رئيس الكتلة البرلمانية للتحالف المسيحي «يوهان دافيد فاديبول» قد أشاد بتأكيد ولي العهد السعودي على حق الإسرائيليين في أن تكون لهم دولة خاصة بهم.

وأثنى «فاديبول» على تصريح ولي العهد السعودي، معتبرا أنه خطوة جريئة، وقال «نود أن يتلقفها الإسرائيليون والفلسطينيون لتحقيق انطلاقة جديدة من أجل عملية السلام في الشرق الأوسط».

وشدد على أن أمن (إسرائيل) يمثل ركنا أساسيا في السياسة الألمانية تجاه الشرق الأوسط، مضيفا: «لذلك ندعم السعودية في السعي من أجل إيجاد حل لتحقيق السلام يضمن حق إسرائيل في الوجود».

وفي السياق ذاته، رحبت الجمعية الألمانية الإسرائيلية بمقترح ولي العهد السعودي، الذي يعطي الحق للإسرائيليين في أن تكون لهم دولة.

وقال رئيس الجمعية «هِلموت كونيجسهاوس» في تصريحات لإذاعة ألمانيا، الثلاثاء، إنه «موقف متعقل للغاية»، مضيفا أنه «بالسعودية سيكون لـ(إسرائيل) بالطبع شريكا قويا إلى جانبها، وذلك إذا كان هذا هو التصور السياسي برمته (للسعودية)، وليس لولي العهد فقط».

يشار إلى أن هذه هي المرة الأولى، منذ عقود من الخصومة، التي توافق فيها العائلة المالكة في السعودية على حق (الشعب الإسرائيلي) في إقامة دولة خاصة به.

وتضمنت مقابلة «بن سلمان» مع مجلة «ذي أتلانتيك»، الأمريكية، اعترافا صريحا بـ(إسرائيل)، وهو الأول من نوعه.

وقال «بن سلمان»، إن للإسرائيليين، على غرار الفلسطينيين، «الحق» في أن تكون لهم أرضهم، مؤكدا أن المملكة تتقاسم مصالح كثيرة مع (إسرائيل)، ستتعاظم في حال التوصل إلى سلام في المنطقة.

وأضاف، أنه «ليس هناك أي اعتراض ديني على وجود دولة إسرائيل». (طالع المزيد)

وتأتي هذه المقابلة في الأيام الأخيرة من زيارة لـ«بن سلمان» إلى الولايات المتحدة دامت أسبوعين التقى خلالها الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» ومسؤولين سياسيين أمريكيين.

كما التقى أيضا - حسب صحيفتي «هآرتس» الإسرائيلية و«إندبندنت» البريطانية - مع زعماء يهود، من بينهم رؤساء لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) والاتحادات اليهودية لأمريكا الشمالية، ورابطة مكافحة التشهير، والمنظمة العالمية للدفاع عن اليهود، ومنظمة «بناي بريث» الصهيونية، وجميعها حركات يهودية.

ولم يتحقق أمل (إسرائيل) منذ تأسيسها في مايو/أيار 1948 وحتى اليوم في إقامة علاقات دبلوماسية مع العديد من الدول الإسلامية، مثل السعودية، وذلك بسبب عدم حل النزاع في الشرق الأوسط، الناتج عن احتلالها الأراضي الفلسطينية.