كشف كبير مترجمي الرئيس الليبي الراحل «معمر القذافي»، «مفتاح ميسوري»، إن ليبيا قدمت مبلغا ماليا للحملة الانتخابية الخاصة بالرئيس الفرنسي الأسبق، «نيكولا ساركوزي»، عام 2007، وصل إلى 20 مليون يورو.

تأتي تصريحات «ميسوري» في وقت يواجه فيه «ساركوزي» ملاحقة قضائية في فرنسا بشأن أموال تلقاها من «القذافي» لحملته الانتخابية تلك، حسب قناة «فرانس 24».

وبصفته عضوا في مكتب قائد الثورة (إبان عهد القذافي)، قال «ميسوري»: «سمعت عن الوفد الفرنسي الذي جاء  إلى ليبيا والمكون من ثلاثة أفراد. هؤلاء الثلاثة هم: رجل الأعمال الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين، والسياسي الفرنسي برايس أورتوفو وشخص آخر لم أعد أتذكر اسمه».

ومن الجانب الليبي، كشف «ميسوري» أنه كان هناك ثلاثة، أيضا، هم رئيس المخابرات الليبية «عبدالله السنوسي»، ومدير مكتب «القذافي» «بشير صالح»، ووزير الخارجية في ذلك الوقت «موسى كوسا». 

وحسب «ميسوري»، وقع الرجال الستة وثيقة مساعدات لحملة «ساركوزي» الانتخابية وافق عليها «القذافي».  

وأكد المترجم أن حجم تلك المساعدات وصل إلى 50 مليون يورو، لكن «القذافي» خفض المبلغ لاحقا إلى أقل من النصف؛ حيث ساهم بـ20 مليون يورو.

«ميسوري»، المترجم الفوري الخاص للقذافي ومستشاره الدبلوماسي منذ 1996، قال، أيضا، إنه حضر اجتماع عام 2005 بين «ساركوزي»، الذي كان آنذاك وزيرا لداخلية فرنسا، و«القذافي».

وأضاف الرجل، الذي يعيش حاليا في المنفى في تونس، إن «القذافي» أبلغ «ساركوزي»، خلال الاجتماع المذكور، بأنه سيكون «أمرا جيدا للغاية أن يكون له صديق مثلك رئيسا لفرنسا».

وأوضح أن اجتماع «القذافي» «ساركوزي» تم داخل خيمة «القذافي» الواسعة في العاصمة الليبية طرابلس، واستمر لنحو خمس وأربعين دقيقة.

وقال أيضا إن آخر مراسلات «القذافي» و«ساركوزي» كانت قبل عدة أشهر من مقتل الأول على يد الثوار الليبيين.

وأضاف أن «القذافي» عرض التنحي لكن مع البقاء في ليبيا.

وأوضح «ميسوري» أن «القذافي» لم يتلق ردا من «ساركوزي» على عرضه.

وخلال فترة توليه رئاسة فرنسا 2007-2012، وضع «ساركوزي» فرنسا في مقدمة دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) التي شنت غارات جوية ضد قوات «القذافي»، والتي ساعدت الثوار في الإطاحة بنظام الأخير عام 2011.