التقارب التركي الإيراني الروسي.. تحالف جديد يقلق 6 أطراف

الخميس 5 أبريل 2018 03:04 ص

تحقيق تقارب بين تركيا وروسيا وإيران رغم اختلاف وجهات النظر حيال الوضع السوري، يوحي بولادة تحالف جديد في المنطقة.

هذا الثالوث الإقليمي لن يروق لجهات كثيرة؛ نظراً لتوتر علاقتها مع دوله الثلاث أو إحداها على الأقل، وفق الإذاعة الألمانية.

والأربعاء، عقدت، في أنقرة، قمة ثلاثية بين الرؤساء الثلاثة، التركي «رجب طيب أردوغان»، والإيراني «حسن روحاني»، والروسي «فلاديمير بوتين»؛ لبحث الملف السوري والتطورات الإقليمية والدولية، وقضايا الإرهاب واللاجئين، ونقل الغاز الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية، والتعاون العسكري، والاقتصادي، بين البلدان الثلاثة.

الغرب في المقدمة

قد يكون الاتحاد الأوربي أول الأطراف غير الراغبة في تشكيل المثلث الروسي التركي الإيراني، فبعد أن كان ينتظر من تركيا أن تلعب دوراً؛ بصفتها عضواً في الناتو، وساعية للانضمام للاتحاد الأوروبي، فتضيق على الجار الروسي اقتصادياً وسياسياً، اختارت أنقرة التحالف مع ذلك الجار، وقد ساهمت محاولة الانقلاب الفاشلة بتركيا عام 2016 في بداية تشنجات واضحة في العلاقات بين أنقرة والغرب.

السعودية من المتضررين

تشهد العلاقات بين الرياض وأنقرة بروداً شديداً منذ فترة، خاصةً بعد أن صارت السعودية ترى في تركيا منافساً على زعامة العالم الإسلامي، مثلما ترى في إيران منافسا أيضاً لها في دول الجوار، ولذلك صارت السعودية تتجه نحو التعاون مع (إسرائيل)، ولن تروق لها فكرة «الحلف المحتمل» بين إيران وتركيا، وهو ما جعل مراقبين، يذهبون نحو فرضية إعداد السعودية لخطة استباقية بهدف تشكيل حلف مقابل «الحلف الجديد».

الرياض وطهران

لا يقف مسلسل العداء بين الرياض وطهران عن التنامي يومياً، وفي ظل التحالف الجديد ستكون السعودية في مواجهة مع أعداء اتهمتهم مراراً بالرغبة في السيطرة على العالم الإسلامي.

وكان تصريح ولي العهد السعودي «محمد بن سلمان» لمجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية، قبل أيام، أقوى دليل على استمرار المواجهة العلنية بين بلده وإيران، إذ أشار إلى أن النظام الإيراني يريد نشر فكرة «ولاية الفقيه» المتطرفة، ويعتقدون أن فكرهم سيحكم العالم.

العداء الإسرائيلي الإيراني

التقاء روسيا بتركيا وإيران من الخطوات التي لن تعجب (إسرائيل)، ويرى مراقبون في تقارب (إسرائيل) والسعودية خطوة لمواجهة المد الإيراني الشيعي.

وتشهد العلاقات بين طهران وتل أبيب توتراً شديداً خصوصاً بسبب البرنامج النووي الإيراني، وقد اعترف رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بأن «(إسرائيل) تقف إلى الجانب نفسه مع السعودية بخصوص معاداة إيران».

«ترامب» والأمل الضائع

عقدت تركيا آمالا عريضة على الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، الذي رأت في ولايته بداية عصر جديد للعلاقة بين البلدين، لكن الأمر لم يستمر طويلاً، إذ اختلفت أنقرة وواشنطن بخصوص تحديد الجماعة الأكثر تهديداً في سوريا.

وفي الوقت الذي ضاعفت واشنطن دعمها العسكري لوحدات حماية الشعب الكردية؛ رأت أنقرة في هذه الوحدات تهديداً وجودياً لمستقبل الجمهورية التركية، لهده الأسباب اتجهت تركيا للبحث عن متعاونين آخرين، شكلت روسيا وإيران أهمهما.

انهيار العلاقة الروسية الأمريكية

انهارت العلاقة بين واشنطن وموسكو بشكل غير مسبوق بعد حادث تسميم العميل الروسي السابق «سيرغي سكريبال» في بريطانيا.

حيث ردت واشنطن بطرد 60 موظفاً في البعثات الروسية في أرجاء البلاد وفي بعثة روسيا في الأمم المتحدة، كما قررت إغلاق القنصلية الروسية في سياتل.

وفي المقابل أعلن وزير الخارجية الروسي أن بلاده ستطرد 60 دبلوماسياً أمريكياً وستغلق قنصلية الولايات المتحدة في سان بطرسبورغ.

«الناتو» منزعج

أكدت تركيا في أكثر من مرة على أن تحالفها مع روسيا لا يعني خروجها من حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وبالرغم من أن الناتو قد عبر في أكثر من مرة عن قلقه إزاء الصفقات التي تعقدها أنقرة وموسكو، لكن هذا لم يمنع تركيا من الإقدام على ربط علاقات مع حليفتها روسيا. ويمكن لهذا القلق أن يتزايد في حالة تشكيل تحالف بين تركيا وروسيا وإيران.

توترات مستمرة

شهدت علاقة الإمارات بتركيا توتراً شديداً في الآونة الأخيرة، خصوصاً بسبب دعم أنقرة لقطر.

وطالبت الإمارات تركيا، في وقت سابق، باحترام سيادة الدول العربية، وقالت إن دعم الجماعات الإسلامية الساعية إلى تغيير الأنظمة بالعنف لا يمثل توجها عقلانياً نحو دول الجوار.

بينما هاجم «أردوغان» وزير خارجية الإمارات «عبدالله بن زايد» بسبب إعادته نشر تغريدة تسيء لقائد عثماني كان مسؤولاً عن حماية المدينة المنورة.

الإمارات وإيران

تعتبر الإمارات إيران من التحديات التي يلزمها مواجهتها إلى جانب تركيا، وتشهد العلاقة بين الإمارات وإيران، توتراً بسبب جزر «أبو موسى، و‌طنب الكبرى، و‌طنب الصغرى» بمضيق هرمز، والتي تتهم الإمارت إيران باحتلالها.

وبالرغم مما تعلنه أبوظبي بوسائل إعلامها من عداء لإيران، لكنها تصدرت قائمة الدول العربية من حيث حجم التبادل التجاري مع طهران.

  كلمات مفتاحية

تركيا إيران روسيا السعودية أردوغان بوتين روحاني إسرائيل الإمارات

الانسحاب الأمريكي يترك روسيا وإيران وتركيا في الفخ

خلية نحل بأنقرة.. «أردوغان» يلتقي «روحاني» و«بوتين» ينتظر