قالت صحيفة أمريكية إن «ترامب» يتعامل مع الجيش الأمريكي على أنه مرتزقة ويعرض على السعودية استئجاره، واصفة الرئيس الأمريكي بالتاجر، الذي تسيطر الطريقة التجارية أو التعاقدية على ذهنه غالباً للحكم على الأمور.

واعتبر المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» «إيشان ثارور»، الرسائل التي تخرج من إدارة «ترامب» والمتعلقة بسوريا بأنها تعبير عن «شيزوفرينيا»، متضاربة وغامضة.

وفي الأسبوع الماضي، قال «ترامب» في تجمع جماهيري بولاية أوهايو: «سنترك سوريا وقريباً جداً».

وفي مؤتمر صحفي عقده يوم الثلاثاء بالبيت الأبيض، تحدث بنوع من الحسرة عن 7 تريليونات دولار أنفقتها أمريكا في الشرق الأوسط.

وفي تصريح ثالث، قالها صراحة: «إذا كانت ترغب في بقائنا بسوريا؛ فعليهم (أي السعوديون) دفع التكلفة».

وعلق «ثارور»، قائلا: «وكأن القوات الأمريكية مرتزقة للاستئجار».

وتساءل «ثارور»، إن كان الرئيس الأمريكي يعني ما يقول عندما يطالب بسحب القوات الأمريكية من سوريا ثم يتراجع ويوافق على بقائها لمدة أطوال.

وتجري واشنطن تحضيرات لبناء قاعدتين عسكريتين في شمال سوريا، حيث يتمركز هناك حوالي ألفي جندي أمريكي يدعمون الميليشيات الكردية التي تشارك في العمليات ضد «تنظيم الدولة».

ويرى الكاتب أن «ترامب» لا يلام إن أراد الخروج من سوريا بعد هزيمة «تنظيم الدولة»، في ضوء الواقع الصعب الذي تمليه الحرب السورية، لكن عدداً من حلفاء «ترامب» يدعونه للبقاء ومنهم ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» الذي حث «ترامب» على عدم الخروج.

وبحسب افتتاحية «واشنطن بوست»، فإن سحب ألفي جندي قد يسمح لتنظيم الدولة الذي يسيطر على نسبة 7% من أراضي سوريا بالعودة وبالتأكيد سيسمح لإيران السيطرة على شرق سوريا وبناء جسر بري من طهران إلى دمشق وبيروت بشكل يزيد الخطر على (إسرائيل).

وسبق أن أثار «دونالد ترامب» جدلا قبل عامين، حين قال خلال لقاء تليفزيوني مع محطة «إن بي سي» الأمريكية، إبان ترشحه للرئاسة الأمريكية، إنه «يتوجب على السعودية اقتسام ثروتها مع الولايات المتحدة، من أجل الحفاظ على الشراكة الاستراتيجية، وإذا أردات البقاء».

وأضاف «ترامب» مخاطبا السعوديين: «يجب أن تدفعوا لنا، شئتم أم أبيتم، فالناس يدعمون المملكة العربية السعودية، وذلك يشكل نفقة هائلة، ويجب أن نحصل على أي شيء مقابل ذلك».