«سي إن إن»: سوريا تغضب «ترامب» من مستشاريه والدول الخليجية

الخميس 5 أبريل 2018 07:04 ص

قالت شبكة «سي إن إن» إن الرئيس الأمريكي، «دونالد ترامب»، غاضب من تحذيرات مستشاريه من مخاطر الانسحاب العسكري من سوريا، كما انتقد سياسة دول الخليج العربية في سوريا، معربا خلال اجتماع موسع مع كبار المسؤولين الأمريكيين عن استيائه من عدم التدخل الكافي لضمان استقرار البلاد.

وقالت شبكة «سي إن إن» الأمريكية، في تقرير نشرته، الخميس، حول الخلافات بين «ترامب» وأعضاء فريق الأمن القومي بخصوص انسحاب القوات الأمريكية من سوريا، إن الرئيس طلب إنهاء مهمتها ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بالأراضي السورية في غضون 6 أشهر، وأعرب، خلال اجتماع واسع مع مسؤولين رفيعين في إدارته، عن امتعاضه من حجم الأموال الأمريكية، التي تنفق في المنطقة ولا تعود بالمنفعة للولايات المتحدة، حسب تعبيره.

وتساءل «ترامب»، وفق تقرير الشبكة، الذي استند إلى عدة مصادر مطلعة على سير الاجتماع، حول سبب عدم التدخل من قبل دول أخرى في المنطقة، لا سيما البلدان الغنية في الخليج العربي.

وهاجم «ترامب»، خلال اجتماع، الثلاثاء، وخلال محادثات شخصية أخرى مع مسؤولين، دول الخليج، لا سيما السعودية والإمارات، بسبب عدم تقديمها موارد كافية لمحاربة «الدولة الاسلامية» في سوريا، وقال، حسب التقرير، إن «الملوك الأغنياء لهذه الدول سيضطرون إلى التخلي عن طائراتهم الخاصة ونمط حياتهم الفخم حال انسحاب أمريكا من المنطقة»، بحسب الأناضول.

وقال الرئيس الأمريكي، خلال محادثاته الهاتفية مع أحد حكام دول الخليج العربية مؤخرا، حسب ما كشفته الشبكة عن مسؤول تحدث مع «ترامب» إثر المكالمة: «إنكم من دوننا ما كنتم لتستمروا في مواقعكم مدة أسبوعين، ولكنتم انتقلتم إلى رحلات تجارية عادية (بدل طائراتكم الخاصة)».

وأعرب «ترامب»، خلال الاجتماع، عن تفاؤله في أن دول الخليج ستدفع مزيدا من الأموال لنجاح جهود إرساء الاستقرار في سوريا، بما في ذلك 4 مليارات دولار من السعودية، لكن مصادر الشبكة أشارت إلى أن أسباب قناعة الرئيس الأمريكي في هذا الموضوع لم تكن واضحة.

ومن الجدير بالذكر أن «ترامب» أجرى أواخر مارس/آذار الماضي اتصالين هاتفيين مع كل من العاهل السعودي، الملك «سلمان بن عبدالعزيز»، وأمير قطر، الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني»، وشكلت قضية سوريا أحد أهم محاور المحادثات.

كما استقبل قبل ذلك في البيت الأبيض ولي العهد السعودي، الأمير «محمد بن سلمان».

وكان «ترامب» أعلن، خلال خطاب ألقاه يوم 29 من مارس/آذار، أن بلاده ستنسحب قريبا من سوريا «وتترك الآخرين يهتمون بالأمر».

والثلاثاء، قال الرئيس الأمريكي في مؤتمر صحفي: «حتى الآن نشعر بالقلق تجاه سوريا، وكانت مهمتنا الأساسية هي إخراج تنظيم داعش واقتربنا من إتمامها… أريد أن أعيد القوات إلى الوطن لبدء إعادة بناء الولايات المتحدة».

ونقلت الشبكة عن مصادر مطلعة، لم تسمها، أن «ترامب» أظهر امتعاضه من نصائح قدمها بعض كبار الضباط العسكريين، وفريق الأمن القومي، خلال اجتماع عقد، الأربعاء.

ووصف المسؤولون الأمريكيون قرار الانسحاب من سوريا في الوقت الراهن بـ«غير الحكيم».

وأوضحت المصادر أنه «ليس من الممكن حاليًا تحديد جدول زمني للانسحاب بسبب استمرار الحرب على تنظيم داعش الإرهابي»، بحسب قول المصادر.

وخلال الاجتماع، تذمر «ترامب» من حجم الأموال التي تصرف في المنطقة، والتي لم تعد بالفائدة على بلاده بالمقابل، متسائلًا: «لماذا لم تتدخل بلدان أخرى في المنطقة، لا سيما دول الخليج الغنية».

وأكدت الشبكة أن الرئيس الأمريكي، رغم تذمره، وافق تأجيل خطوة الانسحاب الفوري من سوريا.

ولم يصدر عن البيت الأبيض تأكيد على ما أوردته الشبكة حتى الساعة (16:50 ت.غ).

ونقلت الشبكة عن «مايك بومبيو» الذي عينه «ترامب» مؤخرًا وزيرًا للخارجية، قوله إن «انسحاب الرئيس من البلد الذي مزقته الحرب سيعتبر خطأ».

وتصادم «ترامب» مع مستشاريه عدة مرات منذ توليه منصبه، بداية العام الماضي، في عدة قضايا، أبرزها الاتفاق النووي مع إيران، وإستراتيجية البلاد في أفغانستان، وفرض جمارك على عدد من واردات البلاد.

والأربعاء، أفادت وسائل إعلام محلية بأن الرئيس طالب بسحب قوات بلاده من سوريا قبل الانتخابات الفرعية للكونغرس، المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، دون إصدار أمر رسمي أو اقتراح جدول زمني.

وقبل أيام، قال «ترامب» إن قوات بلاده ستغادر «قريبًا جدًا»، وأضاف: «سنترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر، سنترك سوريا بعد أن هزمنا داعش 100%، لقد هزمناهم بوتيرة سريعة»، بحسب قوله.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، أعلن البنتاغون وجود 2000 جندي أمريكي في سوريا.

وتقود الولايات المتحدة تحالفًا دوليًا مكونًا من أكثر من 60 دولة، يشن غارات جوية على معاقل التنظيم في العراق وسوريا، منذ نحو 4 سنوات.

كما تقدم واشنطن الدعم لمسلحين من تنظيم «ب ي د/بي كا كا»، بحجة محاربة الأخير «الدولة الإسلامية» في سوريا.

  كلمات مفتاحية

ترامب سوريا مستشارون السعودية الإمارات حماية طائرات رئاسية حياة فخمة الدولة الإسلامية