بنغلادش العلمانية تبني مساجد مناهضة لـ«التشدد» بدعم مالي سعودي

الجمعة 6 أبريل 2018 02:04 ص

أطلقت الحكومة البنغالية مشروعا لبناء «مساجد نموذجية» كلفتها مليار دولار، بتمويل جزئي من السعودية، في مسعى لمكافحة ما تعتبره «تشددا» في البلد العلماني ذي الغالبية المسلمة، حسب إعلان وقول مسؤولين.

وتحاول رئيسة الوزراء البنغالية «حسينة واجد»، التي أعطت إشارة البدء في تشييد 9 مساجد من بين تلك النوعية، الجمعة، تعزيز علاقاتها مع الهيئات الإسلامية قبيل الانتخابات المقررة هذا العام، حسبما أفاد محللون.

وقال مسؤول حكومي كبير إن الحكومة تعتزم بناء «560 مسجدا نموذجيا كمراكز ثقافية» خلال الأشهر الثلاثين المقبلة كجزء من محاولة الحكومة «مكافحة التشدد» في بلد يبلغ عدد سكانه 160 مليون نسمة.

وقال «شميم أفضل»، رئيس المؤسسة الإسلامية الحكومية: «خلال الشهر ونصف الشهر المقبلين، سيبدأ العمل في 100 مسجد» من بين هذه المساجد، حسب «فرانس برس».

وزعم أن هذه المساجد ستستخدم للتوعية ضد «الأفكار الإسلامية المشوهة» لتنظيمات مثل حزب «الجماعة الإسلامية» المعارض  و«جماعة الإخوان المسلمين».

لكن مراقبين ومعارضين يتهمون الحكومة البنغالية -تحت قيادة «حسينة»- بشن حرب على الإسلام والهوية الإسلامية في بنغلادش، بعدما فاجأت الشعب البنغالي (90% مسلمون)، مطلع 2012، بانقلاب على الدستور ليصبح علمانيّاً إثر حذف كل ما يشير فيه إلى الإسلام من قريب أو بعيد. 

وقال أحد المحللين السياسيين إن الهدف الحقيقي للمشروع الضخم لبناء المساجد بهذه التكلفة ربما يكون سياسيا بحتا.

وأوضح رئيس «مركز دراسات الحوكمة» (مقره دكا)، «أطوار رحمن»، إن «حسينة» تريد «بناء علاقة ودية مع الجماعات الإسلامية التقليدية. تريد أن تكسب هذه القوى في صفها» في الانتخابات.

وأضاف: «قبل الانتخابات، تعدل (حسينة) من موقفها العلماني بالتساهل مع التيار الإسلامي».

وأعلنت «حسينة» إجراء انتخابات هذا العام.

ويتبنى حزب «رابطة عوامي» -الذي تقوده «حسينة»- منذ عقود عن العلمانية، ويتبنى خطا معايا للمظاهر الإسلامية في بنغلادش.

وخلال السنوات القليلة الماضية، قمعت حكومتها جماعات إسلامية، وحاكمت وأعدمت عددا من قادتها بادعاء ارتكابهم «جرائم حرب».

وأوضح «شميم أفضل» أن المساجد الجديدة ستكون مفتوحة أمام النساء، عكس معظم مساجد البلاد البالغ عددها 300 ألف، كما ستكون مجهزة بمراكز ثقافية.

وصرّح أن «كلفة» كل مسجد ستقارب 150 مليون تاكا (1.8 مليون دولار).

وسيتعين على خطباء هذه المساجد «تأليب المصلين ضد التشدد».

والعام الفائت، قال «أفضل» إن السعودية ستتحمل نصيب الأسد من تكلفة بناء هذه المساجد، لكن مسؤولا كبيرا في المملكة نفى لاحقا تبني خطة من هذا النوع.

لكن «أفضل» عاد وأفاد بأن السعودية ستموّل المشروع الطموح بشكل جزئي.

وقال: «لقد أرسلوا (السعودية) بالفعل جزءا من التمويل»، دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل عن قيمة المبلغ.

المصدر | الخليج الجديد + فرانس برس

  كلمات مفتاحية

بنغلاديش مساجد نموذجية تشدد الجماعة الإسلامية الإخوان المسلمون مزاعم السعودية مركز ثقافي