قائد سابق بـ«الموساد»: مصر تستفيد بقدرات الاستخبارات الإسرائيلية الهائلة

الأحد 8 أبريل 2018 06:04 ص

كشف قائد سابق في جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) «ديفيد ميدان» أن مصر تستفيد من القدرات «الهائلة» للمؤسسة الاستخبارية الإسرائيلية في مجال التنصت، والتعقب، والرصد وجميع القدرات التي يتطلّبها الجهد الاستخباري.

وقال «ميدان»، وفي مقابلة مع صحيفة «ميكور ريشون» ترجمها «العربي الجديد»، إن «القليل من الإمكانيات الاستخبارية الإسرائيلية، يحسّن من قدرة مصر على مواجهة المخاطر الأمنية»، مضيفاً أنّ «التعاون بين الجانبين، يهدف لاجتثاث كل تهديد يواجههما في أي بقعة كانت».

وأكد «ميدان» الذي تولّى في السابق قيادة شعبة العلاقات الدولية «تيفيل»، وشعبة تجنيد العملاء «تسوميت» في جهاز الموساد، أنّ «(إسرائيل) لا تقوم بنقل المعلومات الاستخبارية لمصر عبر الهاتف، بل عبر وسائل سرية»، لافتا إلى أنّ «الاتصال الهاتفي لا يعد من الوسائل الآمنة والسرية، في نقل المعلومات الاستخبارية».

و«ميدان»، الذي ولد في مصر، عمل في مجال التعاون والتنسيق الاستخباري مع مصر، ويقدّر أنّ التعاون الأمني بين الجانبين «يتناول جميع القضايا التي يمكن أن تخطر على البال»، معتبراً أنّ «المصلحة المشتركة بين الجانبين، تتمثل في التعاون في مجال مكافحة الإرهاب».

وأقرّ القائد السابق في الموساد، بأنّ مصر تقوم، في المقابل، بتزويد (إسرائيل) بمعلومات استخبارية «تساعد في إنجاز جهدها الأمني»، مضيفاً أنّه «نظراً لأنّ (إسرائيل) أكثر قوة من مصر، فإنّ قدرتها على الحصول على المعلومات الاستخبارية أكبر».

ويحسب «ميدان»، فإنّ «هدف (إسرائيل) الرئيسي من تواصل التعاون الأمني مع مصر في سيناء، يتمثّل في الحرص على تأمين إيلات، على اعتبار أنّه كلما تعاظمت بيئة عمل التنظيمات الإرهابية في سيناء، تعاظمت المخاطر التي يمكن أن تتعرّض لها إيلات».

كما شدّد «ميدان» على «أهمية التعاون الأمني مع مصر، على اعتبار أنّ أيّ مصدر تهديد أمني تتعرّض له المصالح الأمنية المصرية في سيناء، سيكون بمثابة صداع لرأس (إسرائيل) لاحقا»، بحسب قوله.

وأشار إلى أنّ «نظم الحكم في مصر، ظلّت تخشى أن تفضي عمليات عسكرية ينفذّها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة، إلى احتجاجات جماهيرية في الشارع المصري ضد (إسرائيل)، وتواصل العلاقة معها».

وقال إنّه «على الرغم من أنّ الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، أعطى (إسرائيل) الضوء الأخضر لشنّ حربها على غزة في عام 2014، بهدف ضمان إلحاق ضربة قوية بحركة حماس، لكنّه في الوقت ذاته كان معنياً بألا تؤدي نتائج الحرب إلى المسّ باستقرار نظام حكمه من خلال ردة فعل الشارع».

الحرب في سيناء

من جهة أخرى، نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية مقالا قالت فيه إن إنجازات الجيش المصري في حربه ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» بسيناء ترجع لحد كبير إلى التعاون الاستخباراتي بين مصر و(إسرائيل).

وقال الخبير الأمني والقريب من الدوائر الاستخباراتية الإسرائيلية، «يوسي ميلمان»، في المقال، إنه «في العام 2018 سيحسم الجيش المصري حربه ضد التنظيم في شبه جزيرة سيناء، وفق التقديرات الأخيرة للأجهزة الأمنية الإسرائيلية التي تستند إلى العديد من الوقائع والمعطيات، وأهمها توقف هروب عناصر التنظيم من سوريا والعراق إلى سيناء».

وأوضح «ميلمان» أن «الأجهزة الأمنية والاستخبارية في الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا و(إسرائيل) قدمت معلومات أمنية حساسة للجيش المصري ساعدته في تحقيق إنجازات معركة سيناء».

وأكد «ميلمان» أن «موافقة (إسرائيل) على نشر مصر المزيد من القوات العسكرية، البرية والجوية، في سيناء بما يخالف اتفاق السلام الموقع بينهما في العام 1979، ساهمت كثيرا في هزيمة التنظيم الإرهابي الذي كان يسعى إلى تحويل المنطقة إلى معقل جديد له وتمكن من فرض سيطرته نسبيا على شمال سيناء والعريش ومناطق قرب الحدود مع غزة».

وأضاف الخبير الإسرائيلي أن «القوات المصرية واجهت صعوبات كبيرة جدا في حربها ضد التنظيم بسيناء بسبب ضعف استخباراتي، ما تسبب بمقتل العديد من مواطني سيناء ورجال الأمن خلال السنوات الأربع الماضية».

وأشار إلى ان «وحدة 8200 التابعة للاستخبارات الإسرائيلية وجهاز الأمن الداخلي الشاباك الذي أنشأ قسما خاصا لمتابعة التطورات على مسار سيناء، قدما دعما أمنيا وإسنادا جويا للجانب المصري، استجابة لطلب القاهرة التي تعتبرها تل أبيب حليفا استراتيجيا لها في العالم العربي».

ولفت إلى أن «(إسرائيل) نقلت للمخابرات المصرية المعلومات التي جمعتها من خلال عمليات التنصت والتجسس الهاتفي واختراق شبكات التواصل الاجتماعي المتعلقة بنشاط التنظيم»، مضيفا أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ سلسلة من الغارات على مواقع التنظيم بسيناء.

علاوة عن ذلك، أكد الخبير الأمني «ميلمان» وجود تعاون استخباراتي أمني سري بين مصر و(إسرائيل) بشأن قطاع غزة منذ 4 عقود.

وذكرت الصحيفة الإسرائيلية أن منتصف فبراير/شباط الماضي شهد انعقاد قمة أمنية بمدينة ميونخ الألمانية، أجرى على هامشها وزير الداخلية المصري «مجدي عبدالغفار» ووزير المخابرات المصرية «عباس كامل» سلسلة لقاءات مكثفة مع رجال استخبارات كبار من دول الغرب.

وأشارت إلى أن هذه الدول تعهدت للمصريين بتقديم معلومات أمنية حساسة عن التنظيم، لاسيما في مجال حروب السايبر والتنصت، وتدريب العناصر الأمنية المصرية على التقنيات الأمنية المطلوبة.

المصدر | الخليج الجديد + العربي الجديد

  كلمات مفتاحية

الحرب في سيناء العلاقات المصرية الإسرائيلية تعاون استخباري طرق سرية تنظيم الدولة الإسلامية