استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

الوطن العربي في مأزق فمن ينقذه؟

الأحد 8 أبريل 2018 07:04 ص

أينما وجهت وجهي نحو أي بقعة على أرض الوطن العربي أجد أنها في مأزق رهيب، بل مآزق، كلما لاح في الأفق أمل ينقذ الوطن العربي من هول ما هو فيه تحطم ذلك الأمل.

ويبرز قادة في هذا الوطن يزيدون محن هذه الأمة التي اصطفاها الخالق جلت قدرته ليكون منها خاتم الأنبياء والرسل محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام.

إنها أمة تدعو الى الفضيلة والرحمة والتآخي والسلام، إنها أمة محمد عليه الصلاة والسلام وقبلتها مكة المكرمة الواقعة بواد غير ذي زرع يأتيها الخير من كل فج عميق.

*  *  *

المأزق العربي والإسلامي يزداد شدة وعذابا في فلسطين المحتلة وحول أرض معراج رسولنا الكريم، وليس في الأفق من يعين أهلنا هناك على الصمود والتصدي لكل من يريد العبث بمقدسات وحقوق أمتنا العربية والإسلامية في تلك البقعة الطاهرة.

أهلنا في غزة تعتصرهم أزمة الحصار الظالم الذي يفرضه إخوة أشقاء شركاء في المستقبل والمصير، قطاع غزة ومواطنوه المقدرون بأكثر من مليوني نسمة يعانون من شدة الحصار المضروب عليهم من أهلنا في مصر وسلطة عباس في رام الله إلى جانب الكيان الصهيوني.

وليس من شفيع ولا معين لأهل قطاع غزة بعد الله إلا دولة قطر وما تجود به من حين إلى آخر رغم صعوبة التواصل بين الدوحة وغزة، ورغم الضغوط التي تمارسها أنظمة عربية وغربية وخاصة أمريكية كي لا تقدم قطر أي عون لأهل غزة ولو قطرة ماء غير ملوثة.

في غزة هذه الأيام يحيي أهلها العزّل "يوم الأرض" بمسيرات العودة وتجمعات سلمية اشترك فيها كل أهل غزة فواجه جيش العدو الاسرائيلي تلك المسيرة بالقوة المسلحة وسقط 27 شهيدا وأكثر من 1500 جريح والحبل على الجرار.

ولم يسمع أهلنا في فلسطين من عواصم العرب المأزومة أي كلمة تدعّم مسيرتهم وتحتج على الممارسات الصهيونية وجيش الاحتلال الإسرائيلي ضد تلك المسيرة، والغريب أن أبواق سلطة عباس ما انفكت تناشد أهل غزة الخنوع والإذعان لكل مطالب سلطة عباس ولم تسمح لأهلنا في الضفة الغربية بالتضامن مع إخوانهم في غزة عبر مسيرات وإضرابات سلمية في مواجهة الطغيان الإسرائيلي.

*  *  *

الدولة العربية الوحيدة التي رفعت صوتها احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على المظاهرات والمسيرات السلمية في قطاع غزة هي دولة قطر المحاصرة من الأشقاء العرب (السعودية والإمارات) منذ الخامس من يونيو/حزيران العام المنصرم.

لقد أصدر مجلس الوزراء القطري «إدانة لقيام قوات الاحتلال الإسرائيلي بإطلاق النار على مسيرات العودة السلمية الفلسطينية بمناسبة يوم الأرض». وطالب المجلس في بيانه بتحرك عاجل لحماية الشعب الفلسطيني، كما أقام طلاب جامعة قطر يوما تضامنيا مع الشعب الفلسطيني.

وألقى السفير الفلسطيني بيانا في هذا اللقاء مشيدا بدور دولة قطر في مناصرتها لقضايا الشعب الفلسطيني إلى جانب عدد من المتحدثين من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة.

الكويت أيضا، العضو غير الدائم في مجلس الأمن، طلبت انعقاد مجلس الأمن الدولي للنظر في الممارسات الإسرائيلية ضد المسيرات السلمية واعتقال الأطفال، وهو موقف كويتي نشيد به، لكن كم دولة عربية تحدثت أمام المجلس في هذا الشأن، إنها مأساة، وخذلان عربي لا نظير له.

*  *  *

في هذا السياق وفي هذه الظروف الصعبة على أمتنا العربية تخرج علينا شخصية عربية وإسلامية موعودة بمستقبل قيادي كبير لتقول قولا لم يقل به أي زعيم عربي أو شخصية عربية مرموقة ذلك القول هو «حق اليهود في أرض أجدادهم في فلسطين، وحقهم في إقامة دولة مستقلة على هذه الأراضي»، ومن منطلق الحق في أرض الأجداد «لأي يهودي»، فهل ممكن قبول عودة اليهود إلى أرض أجدادهم كما يزعمون في يثرب ونجران وبيشة؟

هل يمكن تعويض اليهود الذين خرجوا أو أخرجوا من أكثر من دولة عربية عن السنين التي ابتعدوا فيها عن أرض الأجداد كما يدعون؟ إنه أمر جلل!!.

ألم تطلعوا على وصية بنجامين فرانكلن عام 1789 أحد أبطال التحرير في أمريكا وما قال به عن خطورة اليهود على الأمن والثقافة والاقتصاد والاخلاق وسلامة البلاد والعباد؟ اقرؤوا يا قادتنا الميامين التاريخ واستخلصوا الدروس والعبر في سيرة الأمم.

إن أخطر ما يهدد ذكاء الإنسان، وكرامته في الواقع العربي الجديد هو طغيان زعامات صاعدة بلا ثقافة أو اتزان أو جدارة، هذه الزعامات الجديدة التي لا تعرف من التاريخ إلا يوم مولدها، ولا تلتفت إلى تاريخ العرب لتستشرف المستقبل.

إن الزعامة التي تعتمد أو تستمد قوتها وجبروتها وحصانتها من قوى خارج حدودها الجغرافية لا مستقبل لها، قد تنجح فيما تنوي الوصول إليه، لكنها سرعان ما تنهار ولن يطول بها الزمن.

آخر القول: العراق وسوريا ومصر واليمن وليبيا وفلسطين والخليج العربي في مآزق لا حدود لها، ولا أستثني المغرب والجزائر وموريتانيا، إن الطغاة يتسيدون على الشعوب في هذا الجزء من العالم، ويعتقدون أن قوة أخرى تحميهم من غضب الشعوب، أقول مؤكدا إنهم غافلون، وإنهم الأخسرون.

- د. محمد صالح المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر.

  كلمات مفتاحية

حصار قطاع غزة مسيرة العودة الكبرى يوم الأرض الفلسطيني زعامات بلا جدارة حق اليهود في فلسطين الوطن العربي