رفقاء الصحفي الشهيد «ياسر مرتجى» يروون لحظاته الأخيرة

الأحد 8 أبريل 2018 07:04 ص

شيعت جنازة الصحفي الشاب «ياسر مرتجى» متأثرا بجروح أصيب بها برصاص الجيش الإسرائيلي على حدود قطاع غزة، وسط حضور ضخم، وتبادل أصدقائه تفاصيل إصابته ومحاولات علاجه قبل أن يستشهد متأثرا بجراحه.

وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، في بيان فجر السبت، إن الصحفي «مرتجى» كان يرتدي درعا واقيا من الرصاص كُتب عليه «PRESS»، ورغم ذلك جرى استهدافه.

وأوضح أن «مرتجى» يعمل «صانع أفلام»، وأحد مؤسسي شركة «عين ميديا»، للإنتاج الفني والإعلامي، وشارك في صناعة مجموعة من الأفلام الوثائقية التي بُثت عبر وسائل إعلام عربية وأجنبية عن الأوضاع في قطاع غزة.

وقالت الوزارة إن عدد الشهداء «في أحداث الجمعة الثانية لمسيرة العودة» قد ارتفع بعد وفاة الصحفي «مرتجى» إلى 10 أشخاص.

وأُجمل عدد الإصابات بـ«1354 إصابة منها 492 بالرصاص الحي والمتفجر، وما زال 33 جريحا منها بحالة خطرة» بحسب بيان الوزارة.

وشكل استشهاد الشاب «مرتجى»، «صدمة كبيرة» لدى زملائه، كما قالوا عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وعبر تلك الصفحات، رثى المئات من الفلسطينيين «الصحفي الشهيد»، ومن بين هؤلاء، قديق الصحفي الشاب، «أحمد جراد».

وفي منشور قام بنشره عبر حسابه الرسمي على «فيسبوك»، قام «أحمد جراد» بسرد تفاصيل إصابة «مرتجى» ومحاولات إسعافه.

وقال: «حين فاضت الروح وغارت الجروح.. مضت ساعات على إصابة ياسر، مر الوقت سريعاً حتى العاشرة والنصف من مساء جمعة الكوشوك، هاتفت صديقنا حسام وأبلغني باستقرار حالة ياسر، ومكوثه في غرفة العناية المكثفة حتى الصباح لإجراء عملية جراحية له».

موضحا أنه رغم طمأنة الجميع، لكنه كان يشعر بالخوف الشديد من الحالة التي كان عليها صديقه الصحفي، فقرر أن يزوره في المستشفى ليتأكد ويكون بجانبه.

وتابع: «خرج علينا طبيب ينادي: مين مع ياسر مرتجى؟ تجمدنا لثوان قبل أن يبلغنا بنزيف داخلي حاد قد أصاب ياسر، وضرورة نقله لغرفة العمليات مع وحدات كافية من الدم»، وأوضح: «بخطوات متلاحقة دفعنا ياسر نحو غرفة العمليات، ودماؤه الزكية خلفنا تسقي الأرض لوعة، 12:00 بعد منتصف الليل».

وقال «جراد» إنه وكل الحاضرين أمام غرفة العمليات كانوا يشعرون بالخوف الشديد قبل أن يطلب منهم أحد الأطباء بشكل عاجل، عن احتياج الصحفي المصاب لوحدات دم إضافية بعد توقف قلبه عن العمل وعودته لينبض مجددا.

لكنه اختتم قائلا: «بخطوات بطيئة وثقيلة، خرج بعض الأطباء ووجوههم تتصبب عرقا، لا تبدو عليهم أي علامات سوى الحزن واليأس، صمتوا قليلا، ثم بكلمات عاجزة قال أحدهم عملنا كل شي علينا واستنفذنا كل المحاولات لإنقاذ حياته، ولكن إرادة الله فوق كل شيء، الله يصبركو».

واختتم: «فاضت روح ياسر، ودموعنا فاضت تواسينا.. والوجع صار جليسا، والياسر غدا شهيدا».

 

 

 

 

من جانبه، قال الصحفي، «أشرف أبوعمرة»، وهو الشاهد على حادثة إصابة «ياسر مرتجى»، إن «الجيش الإسرائيلي تعمد استهداف زميله كي يُثنيه عن القيام بدوره لكشف جرائمه تجاه المدنيين»، مؤكدا أنه كان يرتدي درعا واقيا من الرصاص كُتب عليه «PRESS».

وأضاف «أبوعمرة»: «كنا نغطي مسيرة العودة الكبرى، صورنا في البداية صلاة الظهر وبعد ذلك هممنا لتصوير الشبان بالقرب من الحدود».

وأكمل: «كنت بجوار زميلي الشهيد ياسر في المظاهرات في الخطوط الخلفية ومن ثم بدأنا نتقدم مع باقي الزملاء الصحفيين وحدث إطلاق نار مباشر من قبل القناصة الإسرائيلية تجاه المتظاهرين، وحدثت إصابات فتقدمنا جميعاً لتصوير وتوثيق الحدث، فتفاجأت بأنه يسقط على الأرض بعد أن أصابه طلق ناري في بطنه».

ولفت إلى أن «مرتجى»، كان واضحا لجميع الجنود الإسرائيليين القناصة، بأنه مصور صحفي يقوم بتصوير الأحداث وتوثيقها.

وقال: «الاحتلال تعمد استهدافه ليُثنيه عن القيام بدوره لكشف جرائمه تجاه المدنيين».

بدوره، يوضح مدير دائرة العلاقات العامة في مستشفى ناصر الطبي في مدينة خانيونس، «وئام فارس»، أن الشهيد «مرتجى» وصل المستشفى بعد تعرضه للرصاص في منطقة البطن.

وأضاف: «حالة ياسر أثناء وصوله للمستشفى كانت خطيرة جداً حيث إن إصابته سببت اختراقا في الطحال والقولون والحالب والكبد وشظايا الطلق منتشرة في جسده».

وأوضح أن الأطباء أجروا له عمليات فورية، لكن الأضرار التي تسبب بها الطلق الناري كبيرة، ما تسبب باستشهاده بعد ساعات من إصابته.

ولفت إلى أن الأسلحة التي يستخدمها الجيش الإسرائيلي ضد المدنيين «محرمة دوليا، وبخاصة الرصاص المتفجر داخل الجسد».

وشارك آلاف الفلسطينيين من بينهم عدد من قادة الفصائل، في تشييع الشهيد، وحمل عدد من زملائه ورفاقه جثمانه الملفوف بعلم فلسطين، ومن فوقه سترته الواقية من الرصاص.

وشارك رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، «إسماعيل هنية»، في جنازة «مرتجى»، وقال في كلمة له خلال قبيل أداء صلاة الجنازة عليه في المسجد العمري: «نقف اليوم أمام شهيد مجاهد من شهداء شعبنا الفلسطيني، شهداء مسيرة العودة فرسان الحقيقة، الذين يدفعون حياتهم ثمنا لنقل رسالة أهل الحق، ولنقل صورة شعب فلسطين المرابط على هذه الأرض المباركة».

وأضاف: «إننا اليوم أمام هذا الياسر الذي خرج بنفسه يحمل كاميرا ليوجه سهام الحقيقة والحق، لباطل هذا الاحتلال البغيض، ويفضحه».

وكانت وزارة الصحة أعلنت السبت، استشهاد «مرتجى» متأثرا بجروحه، وإصابة 6 صحفيين آخرين بجروح متفاوتة.

ونعت نقابة الصحفيين والكتل والأطر الصحفية الفلسطينية «مرتجى»، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيق دولية في استهداف الصحفيين الفلسطينيين، وشددت النقابة على أن قتل «مرتجى»، «يجب ألا يمر من دون عقاب».

يذكر أن رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، «سلامة معروف»، قد قال إن الجيش الإسرائيلي أصاب 40 صحفيا، منذ يوم الجمعة قبل الماضي، منهم 13 بالرصاص الحي، و2 بكسور جراء إصابتهم بقنابل غاز، و25 بالاختناق، وفقا لوكالة «الأناضول».

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

فلسطين غزة جمعة العودة مسيرة العودة جمعة الكوشوك استشهاد الاحتلال الإسرائيلي إسرائيل