ذكرت صحيفة روسية أن نقطة الانطلاق المثالية لتحقيق اختراق روسي في سوق الشرق الأوسط يمكن أن تكون منطقة التجارة الحرة التي أنشأتها قطر، مشيرة إلى أن التدهور الحاد في علاقات قطر مع جيرانها عزز بشكل موضوعي اهتمام الإمارة بالتعاون مع روسيا.

وتحت عنوان «موطئ قدم روسي في الخليج»، نشرت صحيفة «نيزافيسيمايا غازيتا» مقالا للكاتب «ميخائيل ديلياغين»، عن تنمية العلاقات بين شركة «روس نفط» الروسية وقطر، أوضح فيه أنه بعد اجتماع أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» حول التنفيذ العملي للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في موسكو، أجرى ممثلون عن أكبر شركة للنفط والغاز في روسيا حوارا في العاصمة القطرية.

ولفت المقال إلى توقيع «روس نفط» اتفاقية مع Qatar Foundation لإحداث مركز أبحاث دولي يعمل في واحة العلوم والتكنولوجيا في قطر، إحدى المدن العلمية الرائدة في العالم.

وبحسب المقال، فإن تعاون مصر مع «روس نفط» جعلها من الأقرباء في الشرق الأوسط وأزال العديد من الحواجز النفسية في العلاقات مع البلدان الأخرى في المنطقة، وبالدرجة الأولى مع قطر، أكبر منتج للغاز الطبيعي المسال.

وذكرت الصحيفة أن تجربة قطر تعتبر مهمة بالنسبة لشركة «روس نفط»، نظرا لأن قطاع الغاز اتجاه استراتيجي في خطط الشركة، حيث أنتجت في العام 2017 أكثر من 68 مليار متر مكعب من الغاز، فحافظت على مكانتها كأكبر منتج مستقل للغاز في البلاد، ومن خلال زيادة الإنتاج بأكثر من 10% سنويا، تخطط «روس نفط» لتكون واحدة من أكبر 3 منتجين في العالم في بداية العقد المقبل.

وقالت الصحيفة إن قطر أصبحت عبر عقدين من الزمن، ليست فقط مشاركا رئيسيا في السوق الخليجية، بل أحد قادة سوق الطاقة العالمية.

وأواخر مارس/آذار الماضي، اختتم أمير دولة قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» زيارة إلى موسكو، بحث خلالها مع الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» سبل توطيد علاقات التعاون الثنائي بين البلدين في عدة مجالات، ومنها الدفاع والطاقة والاقتصاد والاستثمار والتبادل التجاري والبحث العلمي.

كما بحث الجانبان مختلف القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وكذلك سبل تعزيز التعاون في مجال تنظيم بطولة كأس العالم التي تستضيفها روسيا عام 2018، وقطر 2022.

وخلال لقائهما في الكرملين، شدد أمير قطر على أهمية تعزيز العلاقات بين موسكو والدوحة، في خضم تعاظم أهمية الدور الروسي في حل قضايا المنطقة.

وتصدرت أجندة المحادثات ملفات الطاقة والاستثمار والنقل والسياحة، بالإضافة إلى التعاون الأمني والعسكري، لما تمثله من أهمية بالغة، وذلك بالنظر إلى إمكانيات كل من روسيا وقطر.

وكانت قطر وروسيا وقعتا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي اتفاقية للتعاون العسكري التقني، ومذكرة تفاهم بين وزارة الدفاع القطرية وشركة «روسو بورن إكسبورت» الروسية في المجال نفسه.