قصر نظر «كوبر» يهدد مستقبل الكرة المصرية

الأحد 8 أبريل 2018 11:04 ص

ما تزال أصداء المباراة الودية التي جمعت المنتخب المصري مع نظيره اليوناني، تلقي بظلالها على الشارع الكروي، الذي أعرب عدد من جماهيره عن غضبهم تجاه طريقة إدارتها من قبل المدرب الأرجنتيني «هيكتور كوبر».

وخسر الفراعنة أمام أبناء الإغريق بنتيجة هدف دون رد، على إستاد لاتس جراند بسويسرا، في إطار الاستعداد لخوض منافسات كأس العالم، الصيف المقبل.

وقرر «كوبر» إراحة قوام الفراعنة الأساسي وعلى رأسهم «محمد صلاح» نجم ليفربول وهداف الدوري الإنجليزي، ودفع خلال المباراة بعدد من اللاعبين عديمي الخبرة الدولية، بالإضافة إلى أن أغلبهم يلعبون معاً لأول مرة، ما أدى إلى غياب التجانس والتفاهم بينهم، فظهر المنتخب بشكل مفكك وقدم أداء عشوائي.

وتعد خسارة منتخب مصر أمام اليونان هي الثانية في معسكره الإعدادي الأول، حيث خسر مباراته الأولى أمام البرتغال بنتيجة 2-1، بعدما ظل متقدماً حتى الثواني الأخيرة، قبل أن يستبدل «كوبر» عددا من عناصره الأساسية، ليتراجع الأداء وتتلقى شباك الفراعنة هدفين في أقل من دقيقتين.

ومن المنتظر أن يشهد التصنيف الشهري المقبل الذي يصدره الاتحاد الدولي «فيفا» تراجعاً جديداً للمنتخب المصري، الذي يحتل حالياً المركز الـ44 عالمياً والخامس أفريقياً، خلف كل من تونس والسنغال والكونغو الديمقراطية والمغرب.

ويقول «وليد صلاح عبداللطيف» نجم الزمالك السابق: «منتخبات العالم باتت تهتم بشكل كبير بتحسين مركزها في التصنيف الشهري، وهو الذي من شأنه منحها بعض الأفضلية خلال إجراء قرعة الاستحقاقات القادمة كتصفيات ونهائيات البطولات القارية والعالمية».

ويضيف «عبداللطيف»: «كوبر ينظر أسفل قدمه ولم يفكر في المستقبل، فخلال مواجهة البرتغال، استبدل محمد صلاح لإراحته، في الوقت الذي ظل مدرب البرتغال محتفظاً بأخطر لاعبيه رونالدو حتى نهاية المباراة، والتي رغم كونها ودية إلا أنها تحمل أهمية له فيما يتعلق بالتصنيف».

كما استشهد نجم الزمالك السابق، بتصريح «نبيل معلول» مدرب تونس، الذي أكد خلاله أنه يولي المباريات الودية أهمية كبرى، لدخولها في حسابات التصنيف والقرعة، وهو ما ظهر في جدية نسور قرطاج وفوزهم على كوستاريكا وإيران ودياً. 

تجدر الإشارة إلى أن منتخب مصر اصطدم بشقيقه التونسي في مجموعة واحدة ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2019، بسبب تراجع تصنيفه، حيث حل بين منتخبات الفئة الثانية خلال إجراء القرعة.

ويحيط الغموض بمستقل «كوبر» مع المنتخب المصري، في ظل عدم تجديد تعاقده حتى الآن، على الرغم من انتهائه في 30 يونيو/حزيران المقبل، ما دفع الكثيرون للتساؤل ماذا عن مستقبل الفراعنة بعد رحيل العجوز الأرجنتيني؟.

وتلقى «كوبر» عرضا مغريا لتدريب المنتخب الكويتي وإعادة بنائه من جديد بعد عقوبة الإيقاف التي فرضها الاتحاد الدولي «فيفا» عليه منذ 2015 وحتى تم رفعها قبل أيام من بطولة «خليجي 2018» والتي خاضها تحت قيادة المدرب المؤقت الصربي «بوريس بونياك».

وسيكون مدرب الأهلي «حسام البدري» البديل المناسب، حال فشلت الإمكانيات المالية لاتحاد الكرة في استقدام مدرب أجنبي يمتلك سيرة ذاتية قوية لخلافة المدرب الأرجنتيني إذا ما رحل عقب المونديال.

وارتبط المنتخب المصري وطريقة لعبه بفكر «كوبر» منذ التعاقد معه في 2015، وخلال هذه الفترة قاد الفراعنة في 33 مباراة بين رسمية وودية فاز في 20 وتعادل 4 وهزم في 9.

ويعاب على «كوبر» اعتماده على مجموعة محددة من اللاعبين، ينفذون طريقة لعب واحدة دون تطوير، وهي الطريقة التي أثارت غضب الجماهير المصرية.

وعندما سنحت الفرصة خلال مواجهة منتخب اليونان، لتجربة لاعبين جدد يكونون بمثابة الصف الثاني لقوام المنتخب، تعمد الدفع بتوليفة غريبة افتقدت للانسجام وظهرت بشكل سيئ للغاية، ليوفر لنفسه فرصة ذهبية للتخلص من أغلب العناصر التي طالب العديد من المحليين بضمها للمنتخب ومنحها فرصة، وحتى تتقلص الخيارات أمامه على العناصر التي استقر عليها من قبل، والتي ينال انتقادات بشأنها لكونه لا يقوم بالتنويع في خياراته ويغير في أضيق الحدود.

وسيكون المدرب الجديد للفراعنة أمام مهمة صعبة، لتغيير عقلية المنتخب من الطريقة الدفاعية التي اعتمادها «كوبر» إلى اللعب بشكل جمالي وفني يرضي الجماهير، بالإضافة لتقديم وجوه يعتمد عليها في المراكز التي اقترب أصحابها من الاعتزال، أمثال حراسة المرمى حيث «عصام الحضري»، الظهيرين الأيمن والأيسر حيث «أحمد فتحي» و«محمد عبدالشافي»، وصانع الألعاب حيث «عبدالله السعيد». 

وشدد «محمد صلاح»، مدرب الزمالك السابق، على أن «كوبر» ظلم بعض اللاعبين بالدفع بهم في مباراة اليونان، لعدم انسجامهم مع بعض.

وأضاف «صلاح»: «كوبر وضع من يخلفه في موقف لا يحسد عليه، فمحاولة أي تغيير في عقلية المنتخب سيؤدي إلى نتائج سلبية في بداية الأمر، حيث يحتاج اللاعبون لبعض الوقت للتعرف على طريقة اللعب الجديدة، لذلك يجب أن يكون التغيير تدريجياً خاصة مع ارتباط المنتخب بتصفيات أمم أفريقيا 2019».

وسيستأنف منتخب مصر مشواره بالمجموعة العاشرة من التصفيات الأفريقية، خلال شهر سبتمبر/أيلول المقبل، حيث سيلتقي مع سوازيلاند مرتين يومي 3 و11، والنيجر يوم 7 من الشهر ذاته، على أن يعود ويواجهها في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد أن يكون قد واجه تونس في 16 أكتوبر/تشرين الاول المقبل.

ويحتل الفراعنة حاليًا المركز الرابع والأخير بدون رصيد من النقاط بعد خسارة مباراة الجولة الأولى أمام تونس بنتيجة 1-0، ويتأهل إلى النهائيات التي ستقام في الكاميرون، أصحاب المراكز الأولى في المجموعات بالإضافة لأفضل 3 منتخبات احتلت المركز الثاني.

  كلمات مفتاحية

الفراعنة محمد صلاح كوبر اليونان

«أحمد مرتضى»: الزمالك كاد أن يخطف «كوبر» من الفراعنة