اعتبرت صحيفة «إلموندو» الإسبانية أن السلطات المصرية تحاول تجنيد الأطفال كمخبرين، بعد فشل الأمر مع الكبار.

واستشهدت الصحيفة بمسلسل رسوم متحركة مصري تنتجه وتموله وزارة الداخلية تحت اسم «فطين وبليل» يدعو الأطفال للتجسس على جيرانهم وإبلاغ الشرطة، في حال ملاحظتهم أنشطة مريبة لهؤلاء الجيران.

وتضيف الصحيفة أن المسلسل الكارتوني يظهر أحد الأطفال المصريين مستيقظا خلال الليل، من أجل أن يتخذ مكانا له في الشرفة، أو وراء الباب والنظر إلى الخارج عبر ثقب الباب، بهدف التجسس على أحد الجيران الذين يصدرون ضجيجا صاخبا، ثم إبلاغ الشرطة، التي تحضر وتلقي القبض على الجيران، ثم تثني على سلوك الطفل وتعتبره مهذبا، بحسب التقرير الذي ترجمه موقع «عربي بوست».

واعتبرت «إلموندو» أن التركيز على الأطفال بات استراتيجية جديدة للسلطات المصرية، لدرجة أن أحد شعارات الانتخابات الرئاسية التي اختتمت مؤخرا في مصر، وفاز بها الرئيس الحالي «عبدالفتاح السيسي» بنسبة تجاوزت 97%، كانت (معا من أجل حماية عقول أطفالنا).

وألقت الصحيفة الضوء على إحدى الحلقات التي نشرتها وزارة الداخلية عبر حسابها بـ«تويتر»، وتظهر شرطيا مصريا يدعى «نبيل» يتلقى اتصالا من الطفلين يبلغان خلاله عن أحد الجيران، قبل أن تأتي الشرطة للقبض عليه، ثم يظهر في النهاية والد أحد الطفلين وهو يقول إنه يشعر بالفخر بسبب تصرف ولده. (طالع المزيد)

واستدعت «إلموندو» مشهدا قريبا، عندما بثت وسائل إعلام مصرية حكومية، في خضم الانتقال السياسي خلال سنة 2012، مشهدا يحث على عدم الدخول في حوارات مع الأجانب، محذرا بأن مثل هؤلاء الأشخاص قد يكونون في الواقع جواسيس، وقد تم عرض هذا المشهد في أحد المقاهي الشعبية.

وخلال هذا المشهد التلفزيوني، يقول المتحدث إن «هذا الشخص يمكن أن يتودد إليك وتشعر بأنك تعرفه منذ وقت طويل»، مضيفا «لا تفتح قلبك لأحد دون معرفة هويته، ومن يقف وراءه. كما أن لكل كلمة ثمنها. لذلك، يمكن أن تنقذ كلمة الأمة».