«بحر البقر».. 48 عاما على مذبحة سالت فيها دماء الأطفال

الأحد 8 أبريل 2018 02:04 ص

48 عاما مروا علي المجزرة التي هزت ضمير العالم بصور لأطفال أبرياء غطت دماءهم كراساتهم لتروي الأرض، جراء ضربة من الطيران الإسرائيلي.

«مجرزة بحر البقر»، المجزرة التي راح ضحيتها، أطفال مدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة بمحافظة الشرقية المصرية وسقط الأطفال بين سن السادسة والثانية عشرة تحت جحيم من النيران.

كان يوما ربيعيا مشمسا في تلك القرية بمحافظة الشرقية، صباح يوم الأربعاء 8 أبريل/نيسان 1970، حلقت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم الثانية على الطيران المنخفض، ثم قامت في تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح يوم الأربعاء بقصف المدرسة بشكل مباشر بواسطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدي هذا لتدمير المبنى بالكامل. 

سوت طائرات الفانتوم الإسرائيلية مدرسة بحر البقر بالأرض الطينية التي تشبعت بدماء 30 طفلا، ووقعت الجريمة بينما كانت الجبهة في سيناء مشتعلة، وحرب الاستنزاف دائرة.

لم يتخيل أهالي قرية بحر البقر حجم الانفجار الذي سمعوه لتوهم، أثناء زراعتهم لأراضيهم، هو قصف لأطفالهم الصغار، وهرولوا نحو ما تبقى من مدرسة أطفالهم لينقذوا ما تبقى من أشلاء أبنائهم.

وبرغم توافد عدد كبير من مراسلي الصحف الأجنبية ممن شهدوا آثار الواقعة بأنفسهم إلا أن الكيان الصهيوني ادعى أن الهدف من هذه العملية كان عسكريا، برغم أن المدرسة تقع في القطاع 2 من منطقة شرق الدلتا، وهي منطقة لا تحوي سوى الفلاحين المهجرين من بورسعيد ويستصلحون الأراضي والحقول.

نددت مصر بالحادث المروع ووصفته بأنه عمل وحشي يتنافى تماما مع كل الأعراف والقوانين الإنسانية واتهمت (إسرائيل) أنها شنت الهجوم عمدا بهدف الضغط عليها لوقف إطلاق النار في حرب الاستنزاف، بينما بررت (إسرائيل) أنها كانت تستهدف أهدافا عسكرية فقط، وأن المدرسة كانت منشأة عسكرية مخفية.

أثار الهجوم حالة من الغضب والاستنكار على مستوى الرأي العام العالمي، وبالرغم من أن الموقف الرسمي الدولي كان سلبيا ولم يتحرك على النحو المطلوب، إلا أن تأثير الرأي العام تسبب في إجبار الولايات المتحدة ورئيسها «نيكسون» على تأجيل صفقة إمداد (إسرائيل) بطائرات حديثة، كما أدى الحادث إلى تخفيف الغارات الإسرائيلية علي المواقع المصرية، والذي أعقبه الانتهاء من تدشين حائط الصواريخ المصري في يونيو/حزيران من نفس العام والذي قام بإسقاط الكثير من الطائرات الإسرائيلية، وانتهت العمليات العسكرية بين الطرفين بعد قبول مبادرة «روجرز» ووقف حرب الاستنزاف.

ومع زيادة الهجمات المصرية عمدت القوات الإسرائيلية إلى شن هجمات في العمق المصري لتخفيف الضغط وإضعاف الروح المعنوية فيما سميت بـ«عملية بريها» (بالعبرية: מבצעי פריחה) دون مراعاة سقوط الكثير من الضحايا من صفوف المدنيين، حيث شنت على محطة محولات نجع حمادي للمرة الثانية، ثم قامت (إسرائيل) بعدد من الغارات في مناطق الدلتا والمعادى وحلوان ودهشور، وقامت في فبراير/شباط عام 1970 بارتكاب مذبحة عندما قامت بقصف مصنع أبو زعبل التي كانت تملكه الشركة الأهلية للصناعات المعدنية، وكان به 1300 عامل مدني، فقتل منهم 70 وأصيب 69 وعللت (إسرائيل) وقتها أن «قصف المصنع جاء بالخطأ».

ومدرسة بحر البقر الابتدائية المشتركة، تقع بقرية بحر البقر وهي قرية ريفية قائمة علي الزراعة وتقع بمركز الحسينية، محافظة الشرقية (شمال شرق القاهرة، شرق منطقة الدلتا).

‏تتكون المدرسة من دور واحد وتضم‏ ثلاثة‏ فصول بالإضافة إلى غرفة المدير وعدد تلاميذها مئة وثلاثون طفلا أعمارهم تتراوح من ستة أعوام إلى اثني عشر عاما، وفي يوم المجزة كان عدد الحضور 86 تلميذا فقط.

  كلمات مفتاحية

مصر إسرائيل الطيران الإسرائيلي مجزر بحر البقر