تحذيرات إسرائيلية من تعاون تل أبيب مع «بن سلمان»

الأحد 8 أبريل 2018 03:04 ص

حذرت تقديرات وصحف إسرائيلية، من خطورة الرهان على بناء تحالف استراتيجي مع السعودية، في ظل تعاظم نفوذ ولي العهد «محمد بن سلمان»، مشيرة إلى أن تهاوي أسس الحكم في الرياض يحصرُ التحالف بين الطرفين «في الإطار التكتيكي» فقط.

وفي افتتاحية عددها الصادر اليوم الأحد، اعتبرت صحيفة «جيروزاليم بوست» أن التصريحات التي أدلى بها «بن سلمان» مؤخرا، صفحة جديدة في العلاقات السعودية الإسرائيلية تقوم على التعاطي البراغماتي.

ولفتت إلى حقيقة أن مسؤولين سعوديين وإسرائيليين عقدوا، في مارس/آذار الماضي، سلسلة لقاءات سرية في القاهرة، ضمن الاستعدادات لإعلان الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» عن خطته لتسوية الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو ما يعرف بـ«صفقة القرن»، في ظل قيام الرياض بممارسة ضغوط على رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» لقبول الأفكار الأمريكية للتسوية.

وأشارت الصحيفة إلى أن مستويات إسرائيلية رسمية أفصحت عن طابع التعاون مع السعوديين، لافتة إلى إقرار رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي «غادي أيزنكوت» بأن (إسرائيل) مستعدة لتبادل المعلومات الاستخبارية مع الرياض، في إطار مواجهة الجانبين التهديد الإيراني.

ورأت الصحيفة أنه يتوجب التعاون مع السعودية تحت حكم «بن سلمان» «تكتيكيا فقط»، على اعتبار أن فرص نجاح الأخير في البقاء في السلطة ليست كبيرة، في ظل نجاحه في تحشيد الكثير من الأعداء ضده، إلى جانب أن مجرد بروزه كمُتعاونٍ مع (إسرائيل) سيضعف مكانته الداخلية.

من جهتها، حذرت «كارولين كليغ» المستشارة الإعلامية السابقة لرئيس الحكومة الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، من إقدام (إسرائيل) على تقديم أي تنازل سياسي من أجل تمكين «بن سلمان» من تبرير تحالفه معها.

وفي مقال نشرته صحيفة «معاريف» أمس، شددت «كليغ»، التي تعمل حاليا باحثة في مؤسسات بحثية في واشنطن، على أن خصوم «بن سلمان» يمكن أن يروا في (إسرائيل) هدفا يتوجب المس به في حال تغلبوا عليه لاحقا، وذلك في حال تحالفت تل أبيب معه بشكل صريح وواضح.

ولم تستبعد «كليغ» أن يفضي تعاون «بن سلمان» مع (إسرائيل) إلى دفع خصومه في الداخل للمس به، مشيرة إلى أن وقوف (إسرائيل) إلى جانب «بن سلمان» سيحولها إلى هدفٍ أيضا لأولئك الذين تعرضوا للأذى بسبب سياساته.

وأكدت أنه يمكن تفهم حرص «بن سلمان» على التعاون مع (إسرائيل) في مواجهة جماعة «الإخوان المسلمون»، على اعتبار أن هذا هو الاستنتاج الرئيسي الذي توصلت إليه القيادة السعودية من ثورات الربيع العربي، مضيفة أن السعوديين يعون تماما أن جماعة «الإخوان» هي الطرف الوحيد القادر على الحلول مكان نظم الحكم القائمة.

وأشارت إلى أن الموقف من «الإخوان» هو الذي جعل «بن سلمان» يتبنى موقفا متشددا من تركيا، مشيرة إلى أنه وصفها في إحدى المقابلات بأنها «تقود الإخوان المسلمون»، معتبرة أن كل ما يعني «بن سلمان» هو الحصول على مساعدة (إسرائيل) في الحرب على إيران وتركيا و«الإخوان» والجماعات الإسلامية الأخرى.

  كلمات مفتاحية

السعودية إسرائيل محد بن سلمان معاريف جيروزاليم بوست تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية