كشفت صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية أن زيارة ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» الحالية إلى فرنسا «لن يتمخض عنها إلا إبرام عدد ضئيل من العقود بين فرنسا والسعودية، معظمها يتعلق باتفاقات نوايا غير ملزمة».

وفي تقرير نشرته تحت عنوان «أمير العربية يصل باريس خالي اليدين» للصحفي الشهير «جورج مالبرينو»، ذكرت الصحيفة الفرنسية أنها اطلعت على وثيقة دبلوماسية تنفي الأنباء التي ترددت بأن السعودية وفرنسا ستوقعان «اتفاق شراكة استراتيجية» خلال زيارة «بن سلمان».

ورأت «لوفيغارو» أن هذه الزيارة باتت دون المستوى، بالمقارنة مع الاتفاقيات الاستراتيجية الملزمة التي وقعها ولي العهد السعودي في بريطانيا والولايات المتحدة، بحسب التقرير الذي ترجمته «القدس العربي».

ونقلت «لوفيغارو» عن إحدى الشخصيات الفرنسية المقربة من الأوساط السعودية قولها إن «فرنسا لم تعد في الواقع على شاشات رادار السعودية، التي تحولت تماما إلى الولايات المتحدة منذ انتخاب دونالد ترامب وزيارته للرياض، وكذلك إلى آسيا وروسيا».

وخلص كاتب التقرير إلى أن ولي العهد السعودي اختار على ما يبدو استراتيجة «المزيد من الغموض» مع الفرنسيين، بعد زيارته إلى الولايات المتحدة التي استمرت 3 أسابيع وتقاربه أكثر مع رئيسها «دونالد ترامب».

وكانت فرنسا قد ألغت زيارة مقررة لـ«بن سلمان» إلى محطة «ستاسيون إف»، وهى حاضنة ضخمة لمشاريع الأعمال، حيث كان من المقرر أن يلتقى عدد من أصحاب الشركات الناشئة هناك، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء الفرنسية (أ.ف.ب).

ووصل «بن سلمان» إلى فرنسا، الأحد، في زيارة تستمر لثلاثة أيام، يعرض فيها رؤيته لقادة البلد الأوروبي المهم، وسط توتر بين الرياض وباريس مرتبط بأزمات إقليمية، أبرزها حرب اليمن، وواقعة احتجاز رئيس الوزراء اللبناني «سعد الحريري» في السعودية وإجباره على تقديم استقالته، قبل أن تضغط فرنسا لإطلاق سراحه وإعادته إلى منصبه.

وذكر مصدر قريب من الوفد السعودي انه سيتم توقيع نحو 18 بروتوكول اتفاق في مجالات السياحة والطاقة والنقل، وسيعلن أيضا عن اتفاقية تعاون لتطوير منطقة العلا في الحجاز بخبرات فرنسية، حيث توجد آثار تاريخية هامة وخصوصا مدائن صالح.