«ن. تايمز»: «ترامب» ينظر للإمارات كحجر عثرة أمام حل الأزمة الخليجية

الثلاثاء 10 أبريل 2018 08:04 ص

قد تسجل قطر انتصارا مهما اليوم- الثلاثاء- إذا ما أخبر الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، كما هو متوقع، زعيم الدولة الخليجية الصغيرة بأنه ينظر الآن إلى خصوم قطر باعتبارهم حجر عثرة أمام حل النزاع الإقليمي المهم في منطقة الخليج، وفق ما أفادت به صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

وسوف يستضيف «ترامب» أمير قطر «تميم بن حمد آل ثاني» في البيت الأبيض، متحولا من وصف قطر بأنها «ممول للإرهاب»، إلى ما قال عنه مسؤول كبير في الإدارة الإثنين إنه تعاطف مع كفاح الدوحة المستمر في ظل الحظر الذي فرضته عليها 4 دول، من بينها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، منذ يونيو/حزيران 2017.

ومع تراكم النزاعات الملحة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، يسعى «ترامب» إلى حل الخلاف الإقليمي بين المسلمين السنة، حيث يتم النظر في شن ضربة عسكرية قاسية محتملة بشكل وشيك في سوريا، للرد على هجوم يشتبه في أنه كان بالأسلحة الكيميائية، وفق الصحيفة الأمريكية. وتستضيف قطر قاعدة «العديد» الجوية، التي تضم ما يقرب من 10 آلاف جندي أمريكي، وهي المقر الخارجي للقيادة المركزية للولايات المتحدة، التي ستطلق أي هجوم ضد سوريا.

وعلى مدار العام الماضي، أنفقت الدوحة ملايين الدولارات في توظيف جماعات الضغط، وسافر وسطاء النفوذ الأمريكيين المؤثرين إلى قطر، في تحرك هجومي ساحق للفوز بإدارة «ترامب»، ودحر جهود خصومها في هذا الصدد. وكانت الرياض وأبوظبي قد اتهمتا الدوحة بتمويل الإرهاب، والتقارب الودي مع إيران، وإيواء الفارين من الإرهابيين، وأعلنتا حظرا بريا وبحريا وجويا على قطر. وقد تسبب الحظر في تغييرات قسرية في طرق الطائرات، وقطع الحدود البرية الوحيدة لقطر.

وكان ذلك قد أزعج القوات الأمريكية واستراتيجيتها في المنطقة، التي تتوخى جهدا عربيا موحدا لمحاربة الإرهاب واحتواء إيران.

وقضى وزير الخارجية السابق «ريكس تيلرسون» عدة أشهر في محاولته للتوسط في النزاع، وفي نهاية المطاف، كان قد انحاز إلى جانب قطر، لكن حتى وقت قريب، ظل «ترامب» غير مقتنع، ونفض «تيلرسون» القضية عن يديه بسبب تعنت الرئيس، حسبما نقلت «نيويورك تايمز» عن مسؤولين أمريكيين.

ومع ذلك، وقعت قطر اتفاقات مع الولايات المتحدة لتبادل المعلومات حول الإرهابيين وتمويل الإرهاب. وفي يوم الإثنين، أبلغت وزارة الخارجية (الكونغرس) أنها وافقت على بيع 300 مليون دولار من أنظمة صواريخ متطورة إلى قطر، والتي وصفها بيان بأنها «قوة مهمة للاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في منطقة الخليج العربي».

الإمارات تتعنت

ووفقا للصحيفة الأمريكية، فقد شوهت رسائل البريد الإلكتروني المسربة صورة أولئك الذين يعملون نيابة عن أبوظبي والرياض.

ومؤخرا، أضافت قطر عنصرا مهما إلى قائمتها الضخمة بالفعل من جماعات الضغط في واشنطن؛ من خلال التعامل مع «بريان بالارد»، وهو أحد كبار جامعي التبرعات لـ«ترامب».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول في الإدارة تأكيده أن «ترامب» يعتقد الآن أن من يمنع تسوية الحصار ليس قطر، ولكن دولة الإمارات وولي عهدها «محمد بن زايد». وقال المسؤول، الذي لم يكن مخولا لمناقشة القضية الدبلوماسية الحساسة علنا، إن «ترامب» يدفع باتجاه التوصل إلى تسوية، لأن النزاع يبدو فجأة أمرا لا لزوم له في منطقة مزقتها الصراعات.

وفي الأسبوع الماضي، أعلن «ترامب» أنه سيقوم بسحب القوات الأمريكية من سوريا على الفور تقريبا، على الرغم من إعلان سابق أن القوات ستكون هناك إلى أجل غير مسمى. وأقنع المستشارون الرئيس بتأجيل الانسحاب لبضعة أشهر. وبحلول يوم الإثنين، كان يلمح إلى التصعيد المفاجئ للقوة بعد هجوم كيميائي آخر مشتبه به في سوريا من قبل رئيسها «بشار الأسد».

وقال «ترامب» صباح يوم الإثنين: «إننا نجتمع مع قواتنا العسكرية وكل شخص آخر، وسنتخذ بعض القرارات الرئيسية خلال الـ24 إلى 48 ساعة المقبلة، فلا يمكن السماح بحدوث هجوم كيميائي».

وأدى التشويش الظاهر حول أهداف سياسة إدارة «ترامب» الإقليمية إلى قيام مجموعة من قادة الشرق الأوسط بالقدوم إلى واشنطن للضغط بشكل مباشر لأجل مصالحهم. وقبل 3 أسابيع، تمت استضافة ولي العهد السعودي الأمير «محمد بن سلمان» في البيت الأبيض، ثم قام بجولة في الولايات المتحدة. وتوجه إلى فرنسا في نهاية الأسبوع الماضي، بعد لقاء مع الرئيسين السابقين «جورج بوش الأب» و«جورج بوش الابن».

والآن، سوف يحظى الأمير «تميم» بلحظته.

وقال «جاسم آل ثاني»، المتحدث الرسمي باسم السفارة القطرية في واشنطن: «سوف تظهر زيارة صاحب السمو قوة ومتانة العلاقة بين الولايات المتحدة وقطر».

رفض سعودي

ووفقا للصحيفة الأمريكية، كانت إدارة «ترامب» تأمل في جمع كل قادة مجلس التعاون الخليجي معا من أجل اجتماع قمة في واشنطن هذا الشهر، لكن «بن سلمان» وقادة الإمارات قالوا إنهم يرفضون مثل هذه الدعوة التي أصدرها «ترامب»، لأن مثل هذا الاجتماع كان سيتطلب إنهاء حظرهم على قطر، حسبما قال مسؤولون كبار في الإدارة.

ونقلت الصحيفة عن «جون بي ألترمان»، نائب الرئيس الأول في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، قوله إن الفوضى المتنامية في الشرق الأوسط تنعكس في بعض النواحي وتنبع من فوضى البيت الأبيض نفسه.

وقد تطور النزاع بين الإمارات وقطر إلى مستويات جديدة، حيث اتهم كل طرف منهما الآخر بالقرصنة الحاسوبية، مع بعض التصريحات التي تسببت في إحراج البيت الأبيض.

وفي الأسبوع الماضي، حكم قاضي المحكمة الجزئية الفيدرالية «كيتانجي براون جاكسون»، في واشنطن، بأن هناك سببا معقولا لاتهام الإمارات باختراق حساب البريد الإلكتروني لـ«فرهاد عزيمة»، وهو رجل أعمال دولي، للحصول على معلومات للهجوم على شخصيته.

وفي دعوى قضائية منفصلة في كاليفورنيا، رفض قاضي المقاطعة الفيدرالية «جون وولتر» إصدار أوامر إلى قطر بالتوقف عن نشر رسائل البريد الإلكتروني وغيرها من الوثائق التي تخص «إليوت برويدي»، وهو من كبار جامعي التبرعات الجمهوريين وكان يعمل لصالح الإماراتيين. وخلص القاضي إلى الافتقار إلى أي أدلة على تورط قطر.

وكلا الحكمين كانا انتصارا للدوحة.

وكشفت رسائل البريد الإلكتروني لـ«برويدي» عن حملة منسقة من السعودية والإمارات لاستخدام مليارات الدولارات لكسب نفوذ داخل البيت الأبيض. وقد اجتذبت تلك الجهود اهتمام «روبرت مولر»، المستشار الخاص، الذي يحقق في تدخل روسيا في انتخابات عام 2016.

وقال المتحدث باسم السفارة القطرية: «لا يفهم الناس مدى جدية قطر في التعامل مع هذه القضية. نحن نعزز جهودنا لحماية سيادتنا واستقلالنا».

  كلمات مفتاحية

حصار قطر السعودية الإمارات ترامب تميم بن حمد