استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

«لا».. حدث الانتخابات الرئاسية في مصر

الثلاثاء 10 أبريل 2018 09:04 ص

من يعرف موسى مصطفى موسى؟ هذا اللا-أحد  هو المرشح الآخر في الانتخابات المصرية، ولكنه يقول بنفسه أنه "ليس هنا لمنافسة السيسي"!

لكان الأمر مضحكاً لو أن جموع المصوِّتين الذين أجبر أغلبهم على المشاركة اسقطوا في الصندوق ورقة عليها اسم الرجل "اللا ــ أحد" نكاية بالسيسي، طالما أن استخدام سلاح الاعتراض المتمثل بالتصويت بورقة بيضاء يبدو بعيد المنال.

إلا أن الخيارين يتطلبان قدراً من التنظيم العام ليس متوفراً بعد خمس سنوات من السحق العنيف لـ"دا يللي صار من 8 سنوات ومش راح يتكرر"، بحسب "الرئيس المعجزة" (من أقوال السيسي)، في إشارة إلى يناير 2011 (هي 4 سنوات رئاسة + واحدة قبلها باسم الرئيس الانتقالي المؤقت عدلي منصور)، بعد انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 على حكم محمد مرسي والاخوان المسلمين.

وكان هؤلاء فرحين بالرجل (السيسي)، أصغر الأعضاء سناً في المجلس العسكري المشكل بمناسبة يناير 2011 ولإدارة الحدث المزلزل الذي أطاح بمبارك كرئيس، وبالداخلية كوكر للسلطة. ففي آب/أغسطس 2012، أصدر محمد مرسي، وكان الرئيس آنذاك، قراراً بترقية السيسي من رتبة لواء إلى رتبة فريق أول، وتعيينه وزيراً للدفاع وقائدا عاما للقوات المسلحة، خلفا للمشير  طنطاوي.

والسيسي كان وقتها يشغل منصب رئيس المخابرات الحربية والاستطلاع. وقد اعتبره "حزب الحرية والعدالة"، الذي شُكِّل كواجهة سياسية للاخوان، "وزيراً للدفاع بنكهة الثورة"!

ولكن فلندع غباء وحماقة الاخوان جانباً، وقلة كفاءتهم المذهلة التي ظهرت حينما اتيحت لهم فرصة انتظروها لثمانين عاماً بحسب الاسطورة الشائعة.

السيسي في هذه الانتخابات كان يقاتل ضد العزوف عن الاقتراع، وهو مظهر القرف العام عادة، وأبسط أنواع الاحتجاج لو شئنا تأويله سياسياً. وهو هُزم في رهانه على الرغم مما وقع من ضغوط معيبة حتى في أبعد جمهوريات الموز عن الأنظار: نال 92 في المئة من الاصوات حسب الفرز الاوّلي، ولكنها تخص الذين صوتوا وهم في أحسن الاحوال 25 مليونا من أصل 60 مليونا يحق لهم التصويت، منهم 2 مليون صوت باطل أو غير صحيح، والله أعلم ما العيوب التي تشوبها.

أي أنهم أقل من 40 في المئة ممن لهم حق التصويت هم من ذهب طائعاً لتأييد السيسي في هذا الاستفتاء، أو من اضطر مجبراً على ذلك، معيداً إلى مراقب مكلّف كان ينتظرها، البطاقة الحمراء وعليها بصمته، كدليل على المشاركة.. فمن "لن يفعل" هُدد مسبقاً باعطاء اسمه الى الأمن بدليل تلك البطاقة، أو بحسم إجازاته أو بمعاقبته بالذي وحده الله يعلم ما هو.

ومن فعل وُعد بنيل صندوق تموين إضافي أو نقاط لمزيد من السكر والزيت في الصندوق القادم أو لإشراكه في قرعة لاختيار 500 شخص إلى الحج الخ.. بل هُدد الغلابة بإلغاء معاش "تكافل وكرامة" الحكومي، المعروف بـ"معاش السيسي".

هذا عدا النداء المصور للمفتي الذي يحث المواطنين على الوفاء بحصتهم من المسؤولية، وعدا "شعب ورئيس" الفيلم الدعائي الطويل (57 دقيقة) المنتج بما يفترض انه اتقان وعناية فائقين، حيث السيسي يقول إن أحب المواد الدراسية والمعرفيه اليه لطالما كانت مادة التاريخ، مضيفاً بشكل مفاجئ ولكن مع الشروح اللازمة: "شوفي، أنا التاريخ عندي هو اللقاء مع الله سبحانه وتعالى"!

ما يعني أنه يُعيّن الجهة التي ستحاسبه وليس فحسب الجهة التي ينتصر أمامها، ملغياً الأرض وناسها، باعتباره هو من قال أن "التغيير سيكون ثمنه حياتي وحياة الجيش"، وفي أماكن أخرى "على جثتي"، وهكذا..

الرجل الذي أعدم المئات حتى الآن، وجاهاً أو بالإخفاء والتعذيب والتصفية، ويعتقل الألوف من أفضل الشباب والشابات الذين أنجبتهم مصر، والذي أغلق كل جمعيات الدفاع عن الحقوق أو إسعاف المضطهدين (بما فيها العناية بأطفال الشوارع مثلاً) والرجل الذي أيد علناً، حين كان في المجلس العسكري، فحوص العذرية المشينة التي ارتكبت من قبل قوى الأمن أثناء فض الاعتصامات في 2011-2012، والرجل الذي بدد مليارات الدولارات على شق تفريعة إضافية لقناة السويس على أساس أنها حل اقتصادي سحري.

ثم راح يقول بلا خجل حين ظهر فشلها الذريع بانها إنما كانت مشروعا لـ"رفع المعنويات"، الرجل الذي حرر سعر صرف الجنيه فجعله منهاراً وجعل المواد الغذائية والأساسية للمواطنين ترتفع بنسبة مئة بالمئة وأجورهم ومداخيلهم تنخفض بالنسبة نفسها.

الرجل الذي باع جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ولإسرائيل باعتبارها بوابة مضيق تيران الاستراتيجي، والذي يعاون إسرائيل في كل ما تريد، أمنياً وسياسياً، ويعقد صفقة بيع الغاز معها، ويلتقي نتنياهو في نيويورك بالأحضان.. هذا الرجل يخطط للبقاء رئيساً مدى الحياة.

لم يسبق لمصر أن وصل أحد رؤسائها الى هذا المقدار من الإدقاع، لا السادات الكريه ولا مبارك التافه.. وقد أرسل الكونغرس الأمريكي وفداً لمراقبة الانتخابات يبدو أنه كان راضياً واستمتع بزيارته إلى "البهية".

- د. نهلة الشهال رئيسة تحرير «السفير العربي».

  كلمات مفتاحية

الانتخابات الرئاسية مصر موسى مصطفى موسى السيسي انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 محمد مرسي الاخوان المسلمون المجلس العسكري