«تميم» يلتقي «ترامب» بالبيت الأبيض لتعزيز العلاقات بين البلدين

الثلاثاء 10 أبريل 2018 12:04 م

يستقبل الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب»، الثلاثاء، في البيت الأبيض، أمير دولة قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني».

وأكد البيت الأبيض أن الزعيمين سيعقدان اجتماعا ثم جلسة غداء عمل، مشيرا إلى أن المفاوضات ستتركز على تعزيز العلاقات الثنائية بين الدولتين، بما في ذلك في مجال الأمن والاقتصاد، حسب وكالة «أسوشيتد برس».

وسبق هذا اللقاء المرتقب اتصال هاتفي بين «ترامب» والأمير «تميم» في الأسبوع الماضي، حيث أشاد الرئيس الأمريكي بجهود الدوحة في مجال مكافحة تمويل التطرف والإرهاب، مع بحث قلق واشنطن من السياسات الإيرانية في المنطقة وضرورة حل الأزمة الخليجية.

وذكرت الوكالة أن «ترامب»، في بداية الأزمة الدبلوماسية في الخليج، في يونيو/حزيران 2017، وقف إلى جانب الدول المقاطعة لقطر، وهي السعودية والإمارات والبحرين ومصر، ووجه إلى الدوحة إصبع الاتهام بتمويل التطرف، الأمر الذي تنفيه قطر قطعيا.

وأشارت الوكالة إلى أن بوادر الانفراج ظهرت في موقف البيت الأبيض إزاء قطر في الأشهر اللاحقة، حيث لم يكرر «ترامب» اتهاماته بحق الدوحة، فيما اتخذت السلطات القطرية سلسلة خطوات بغية تخفيف التوتر مع واشنطن، بما في ذلك توسيع فرص الخزانة الأمريكية في الإشراف على عمليات مصرف قطر المركزي.

وبحسب الوكالة، فإن وزير الخارجية الأمريكي المقال «ريكس تيلرسون» قام في العام الماضي بمحاولة ضعيفة لدفع تسوية الأزمة الخليجية إلى الأمام، لكنها لم تتوج بنجاح، ثم ترك «تيلرسون» منصبه.

من جانبها، تسعى قطر، إلى تثبيت دورها كشريك موثوق به لواشنطن في المنطقة، حيث ينتشر في هذه الدولة نحو 10 آلاف جندي أمريكي في «قاعدة العديد» الجوية، حسب «أسوشيتد برس».

وسبق أن وافقت وزارة الدفاع الأمريكية على بيع 5 آلاف وحدة من «نظام سلاح القتل الدقيق المتقدم» الموجه بالليزر (أبكوس)، وتشمل الصفقة أيضا 5 آلاف رأس حربي شديد الانفجار.

ورأت صحيفة «نيويورك تايمز» أن قطر تتجه على ما يبدو لتحقيق «نصر هام» في سياق الأزمة الخليجية.

وقبيل ساعات من القمة التي ستجمع أمير قطر والرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، الثلاثاء، قالت الصحيفة إن «ترامب قد يبلغ الشيخ تميم، كما هو متوقع، بأنه أصبح الآن يرى بأن خصوم قطر (في الأزمة) هم من يعرقلون حلها».

وبحسب مسؤول رفيع في إدارة ترامب تحدث للصحيفة دون أن يكشف عن هويته، فإن لقاء الرجلين «سيشهد تحولا في موقف ترامب، من اتهامه لقطر بتمويل الإرهاب إلى التعاطف معها جراء الحصار الرباعي بقيادة السعودية والإمارات».

وبدا لافتا حديث المسؤول عن أن «الرئيس الأمريكي يعتقد أن من يعيق تسوية الأزمة ليس قطر بل الإمارات وولي عهدها ومحمد بن زايد»، في الوقت ذاته، أكد مصدر عربي تابع لقاء أمير قطر بوزير الدفاع الأمريكي «جيمس ماتيس»، أمس، أن مباحثات الرجلين كانت ممتازة.

وفي إطار نجاح الزيارة القطرية إلى الولايات المتحدة، نقلت صحيفتا «واشنطن بوست» و«نيويورك تايمز»، اليوم الثلاثاء، عن مسؤولين أمريكيين، أن «ترامب» يدفع باتجاه حل الأزمة الخليجية، لأنها أصبحت عنصر تشتيت للتركيز على النزاعات، كما أنه بات مقتنعا بأن الإمارات والسعودية يعرقلان هذا الحل.

وذكرت «واشنطن بوست»، أن الرئيس الأمريكي سيضع الأزمة الخليجية على أجندة القمة الأمريكية – الخليجية في كامب ديفيد في سبتمبر/أيلول المقبل، إذا لم تتمكن قطر وجيرانها من حل أزمتهم بحلول هذا الموعد.

وتطرقت الصحيفة، ومعها «نيويورك تايمز»، إلى الأزمة الخليجية والحصار المفروض على قطر، فاعتبرت أن الدوحة ربحت المعركة وقاومت الحصار، وأن واشنطن شهدت تغييرا في موقفها، من الاصطفاف إلى جانب الرياض وأبوظبي في بداية الأزمة، أو على الأقل الوقوع تحت تأثيرهما في ما يتعلق بالخلاف الخليجي، إلى موقف بدا متيقنا بأن حل الأزمة بات ضرورة، وأن الأطراف المعرقلة هي الدول المُحاصرة، وليست الدوحة، الشريك المهم للولايات المتحدة في المنطقة.

ورأت الصحيفتان، في هذا الإطار أيضا، أن ترامب بدا مقتنعا بضرورة حل الأزمة الخليجية، في وقت تتراكم فيه الأزمات في المنطقة. كما تطرقتا إلى أهمية الزيارة التي يقوم بها أمير قطر إلى الولايات المتحدة.

وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن قطر قد تسجل اليوم انتصارا مهما، إذ قام الرئيس الأمريكي بإبلاغ أمير قطر بأنه بات يرى أن الدول المحاصرة لقطر هي التي تعرقل إيجاد حل للأزمة الخليجية.

وكتبت الصحيفة أن «ترامب» سيستضيف أمير قطر، في البيت الأبيض، منتقلا من موقف سابق له، إلى موقف آخر يتعاطف فيه مع قطر، بحسب تعبير مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، لمقاومتها حصارا منذ يونيو/حزيران الماضي، فرضته عليها أربع دول عربية، بقيادة السعودية والإمارات.

ورأت الصحيفة أن «ترامب» يسعى بقوة لحل الأزمة الخليجية، في ظل تراكم الأزمات في المنطقة، وفي الوقت الذي يبحث فيه إمكانية توجيه ضربة للنظام السوري، ردا على هجوم دوما الكيميائي الذي أودى بحياة عشرات المدنيين من سكان المدينة المحاصرة في غوطة دمشق.

وأضافت أن أمير قطر تمكن خلال العام الماضي من «تنفيس» محاولات خصومه للإطاحة بحكمه، كما عمل على كسب المعركة داخل إدارة «ترامب» في ما يتعلق بالأزمة الخليجية، معتبرة أن هذه الأزمة «شوشت» على الجهود الأمريكية في المنطقة، واستراتيجية الولايات المتحدة، التي تطمح إلى عالم عربي موحد لمواجهة الإرهاب واحتواء إيران.

المصدر | الخليج الجديد + وكالات

  كلمات مفتاحية

قطر الولايات المتحدة واشنطن تميم بن حمد دونالد ترامب العلاقات القطرية الأمريكية