حالة من الفوضى والصياح وصلت إلى حد الاشتباك، شهدها البرلمان الإيراني، في جلسته الثلاثاء، على خلفية انهيار العملة المحلية، لمستويات غير مسبوقة.

وكان رئيس البرلمان «علي لاريجاني»، قد خصص هذه الجلسة لاستضافة رئيس البنك المركزي «ولي الله سيف»، لمناقشة أسباب انهيار العملة المحلية وارتفاع سوق الصرف الأجنبي، قبل ان تتحول لمشادات عنيفة مع أعضاء بالبرلمان.

وارتفع سعر صرف الريال الإيراني، ليصل إلى 61 ألف ريال مقابل الدولار الواحد، وهو أعلى سعر صرف للريال الإيراني في تاريخه على الإطلاق.

وتداولت حسابات إيرانية عبر موقع «تويتر»، مقاطع مأخوذة من التليفزيون الإيراني تظهر اشتباكات بالأيدي بين النواب و«سيف».

وكشفت المقاطع، أنه عندما اعتلى رئيس البنك المركزي المنصة المخصصة له لشرح أسباب انهيار العملة المحلية، تجمع مجموعة من أعضاء البرلمان أمامه لمنعه من إلقاء كلمته مطالبين بإقالته من منصبه.

وحاول بعض النواب، ومن بينهم النائب «محمد دهقان»، الاعتداء على «سيف»، لولا تدخل «لاريجاني»، الذي طالب النواب باحترام القانون والنظام الداخلي للمجلس.

وحول «لاريجاني» الجلسة بعد ذلك، إلى سرية، حيث أفادت وسائل إعلام رسمية، أن «سيف ألقى كلمته، وطلب لاريجاني من النواب التصويت بشأن اقتناعهم بالأسباب التي طرحها لارتفاع سعر الصرف الأجنبي أمام العملة المحلية».

وعزا محافظ المصرف المركزي، ارتفاع سعر العملة الصعبة إلى «أسباب غير اقتصادية»، وفي مقدمتها «محاولات الأعداء التأثير على اقتصاد البلاد عبر إثارة توترات دولية»، بحسب ما نقلت وكالة «فارس».

وأضاف «سيف» أن «ما يبعث على القلق هو الحجم الكبير للسيولة النقدية، التي تمت السيطرة على تأثيرها على الأسواق لغاية الآن».

وتابع: «إن ما يمكن أن يترك تأثيرا كبيرا على سعر العملة الصعبة هو عنصر غير بنيوي وعوامل غير اقتصادية تتمثل في عدم الثقة بالمستقبل، التي للأسف قمنا بتأجيجها بطرق مختلفة، كما أن أعداءنا يعملون بدأب عبر توترات دولية للتأثير على اقتصاد البلاد وضرب توازنه».

ونقلت الوكالة عن «سيف» قوله إنه «تقدم قبل فترة بمقترح للمرشد علي خامنئي يقضي باستبدال التعامل باليورو بدلاً من الدولار»، مضيفًا أن «المقترح لاقى ترحيبًا من المرشد خامنئي وبعض المسؤولين في الدولة».

وقال رئيس البنك المركزي إن «الدولار لا يلعب دورًا مهمًا في أسواقنا الأجنبية وإنما اليورو، ولهذا اقترحت استبدال التعامل باليورو بدلاً من الدولار لإنهاء هذه المشاكل التي تشهدها البلاد هذه الأيام».

وقالت وكالة أنباء البرلمان، إن «254 من النواب شاركوا في التصويت، حيث أبدى 148 تأييدهم لما طرحه رئيس البنك المركزي، فيما رفض 84 نائباً، وامتنع 5 آخرين عن التصويت».

وكان النائب الأول للرئیس الإیراني «إسحاق جهانغیري»، قد أعلن تحديد سعر صرف الدولار بـ4200 تومان (42000 ريال)، وذلك في تصریح مساء الإثنين في ختام الاجتماع الطارئ للجنة الاقتصادیة للحكومة، والذي عقد برئاسة الرئیس «حسن روحاني» للبحث في كیفیة إدارة سوق العملة.

واعتبر «جهانغیري»، ما أسماها «محاولات الأعداء والمناوئين خاصة أمريكا بعد الاتفاق النووي ومجيء ترامب إلى سدة الحكم لضعضعة الأجواء الاقتصادية في البلاد بغية الحيلولة دون تشجيع الآخرين على التعاون الاقتصادي مع إيران»، حسب تعبيره.

وشهدت مراكز الصرافة لبيع العملات الأجنبية في إيران، خلال اليومين الماضيين، شللًا في حركة البيع والشراء، إذ توقفت عمليات البيع والشراء عقب إعلان سعر الصرف الجديد من قبل الحكومة.

وذكرت وسائل إعلام ايرانية أن المراكز أقفلت أبوابها أمام الزبائن لعدم قدرتها على شراء وبيع العملات وفق الأسعار الجديدة.