«كيماوي دوما».. تهديد غربي وتحذير روسي وصمت صيني

الثلاثاء 10 أبريل 2018 01:04 ص

أحدث استخدام السلاح الكيماوي في دوما السورية حالة من التصعيد الدولي والتمهيد لاحتمالية استخدام الخيار العسكري للرد على المجزرة التي راح ضحيتها نحو 150 مدنيا في دوما السورية بينهم عشرات النساء والأطفال.

وتوعدت ألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة بمعاقبة نظام الرئيس السوري «بشار الأسد» بسبب تكرار استخدامه للسلاح الكيميائي، فيما حذرت روسيا من عواقب وخيمة جراء أي تصعيد، بينما التزمت الصين الصمت.

واعتبرت المستشارة الألمانية «أنغيلا ميركل»، الثلاثاء، أنه لم يعد هناك أدنى شك في أنه تم استخدام أسلحة كيميائية في سوريا مجددا.

وقالت «ميركل»، خلال مؤتمر صحفي مع الرئيس الأوكراني «بيترو بوروشينكو» بالعاصمة برلين: «أعتقد أن الدليل على أنه تم استخدام أسلحة كيميائية هناك، يعد جليا تماما وواضحا للغاية»، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأضافت المستشارة الألمانية: «إنه لأمر محزن بالفعل أن يتم استخدام أسلحة كيميائية هناك بصورة متكررة بعد كثير جدا من النقاشات والإدانات الدولية. ويتعين علينا للآسف الانطلاق من ذلك».

وأعلنت «ميركل» دعمها لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لمناقشة استخدام الغاز السام والمطالبة بإدانة واضحة، وقالت: «يتعين علينا التحدث بلغة واضحة تماما في هذا الشأن».

تهديد أمريكي

من جانبها، قالت السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة «نيكي هايلي»، أمس الإثنين، إن «الولايات المتحدة سترد على الهجوم المميت بالأسلحة الكيميائية في سوريا، سواء قام مجلس الأمن الدولي بتحرك أم لا»، مضيفة: «وصلنا إلى اللحظة التي يتعين أن يرى فيها العالم تحقيق العدالة».

وأكد الرئيس الأمريكي «دونالد ترامب» في اجتماع لمجلس الوزراء أنه يتحدث مع القادة العسكريين وسوف يحدد المسؤول عن الهجوم، سواء أكان روسيا أم نظام «الأسد» أم إيران أم الثلاثة معا.

وتوعد الرئيس الأمريكي «الأسد»، مؤكدا أنه «سيدفع ثمنا باهظا بسبب الهجوم الكيميائي، الذي أودى بحياة كثيرين بينهم نساء وأطفال في مدينة دوما».

وتابع: «إذا اجتاز (الرئيس الأمريكي السابق) أوباما الخط الأحمر لانتهت الكارثة السورية منذ فترة طويلة ولأضحى الحيوان الأسد تاريخا».

وصرح مسؤولون أمريكيون، بأن الولايات المتحدة تدرس ردا عسكريا جماعيا، بينما أدرج خبراء عدة منشآت رئيسية في سوريا كأهداف محتملة.

ورفض البيت الأبيض ووزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتان التعليق على خيارات محددة، أو ما إذا كان العمل العسكري محتملا.

وتوقع الخبراء أن تركز الضربات الانتقامية، إذا وقعت، على منشآت مرتبطة بما ورد في تقارير سابقة عن هجمات بالأسلحة الكيميائية في سوريا.

تعهد فرنسي

بدوره، تعهد الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» برد قوي، بالتعاون مع الولايات المتحدة، على الهجوم الكيمياوي بمدينة دوما.

وأكدت وكالة الأنباء الفرنسية أن «ماكرون» والرئيس الأمريكي اتفقا، هاتفيا، على وجوب محاسبة نظام «الأسد» على انتهاكاته المستمرة لحقوق الإنسان، بحسب البيت الأبيض.

وأشارت إلى أن «الجانبين اتفقا على تبادل المعلومات حول طبيعة الهجمات، وتنسيق استجابة قوية ومشتركة».

وأضافت أن الرئيسين «قررا تنسيق إجراءاتهما ومبادراتهما داخل مجلس الأمن الدولي بخصوص هذا الشأن».

وقال بيان لقصر الإليزيه إن «مجلس الأمن الدولي يجب أن يدين الاستخدام المتكرر للأسلحة الكيمياوية».

وطالبت الرئاسة الفرنسية بأن «يتم تحديد المسؤوليات بشكل واضح في هذا المجال»، فيما أعلن وزير الخارجية الفرنسي «جان إيف لودريان» أن بلاده «ستتحمل مسؤولياتها كاملة في هذا الصدد».

تنديد بريطاني

وفي سياق متصل، دعت بريطانيا إلى ضرورة فتح تحقيق دولي عاجل في التقارير التي تشير إلى قيام النظام السوري بالهجوم الكيماوي في دوما.

وطالب المتحدث باسم وزارة الخارجية البريطانية، في بيان له، نظام «الأسد» وداعميه إلى «وقف العنف ضد المدنيين الأبرياء».

وقال البيان إن «التقارير التي أظهرت وقوع عدد كبير من الضحايا في الهجوم الكيماوي بمدينة دوما مقلقة وفي حال أثبتت صحتها ستكون دليلا آخرا على وحشية نظام الأسد وتجاهل داعميه للقوانين الدولية».

واتهمت رئيسة الوزراء البريطانية «تيريزا ماي» روسيا بأنها تعيق التحقيق حول السلاح الكيميائي في مدينة دوما من خلال استخدام حق «الفيتو» في مجلس الأمن الدولي.

وقالت «ماي»، خلال مؤتمر صحفي، إن «الحادثة في دوما تأتي ضمن صورة أوسع مثيرة للقلق، فيها العديد من أمثلة العداء والإساءة إلى الأعراف الدولية للتصدي لانتشار واستخدام الأسلحة الكيميائية».

وأضافت أن «الفيتو الروسي المتكرر خلال السنوات الأخيرة سمح بانتهاك هذه القواعد والقضاء على الآليات التي تتيح لنا إجراء التحقيقات ومحاسبة من يقفون وراء الهجمات الكيميائية في سوريا».

ودعت إلى «وضع حد لذلك»، مؤكدة أن «بريطانيا مع حلفائها ستصر على أن يبدي المجتمع الدولي مزيدا من العزم فيما يخص محاسبة المسؤولين عن هذه الهجمات البربرية ومنع انتهاك أعراف القانون الدولي».

تحذير روسي

من جانب آخر، أعرب نائب وزير الخارجية الروسي «ميخائيل بوغدانوف»، في وقت سابق الثلاثاء، عن أمل موسكو في ألا تصل الأمور في سوريا إلى مستوى التهديد باندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا والولايات المتحدة.

وأكد «بوغدانوف» أن موسكو لا تزال تجري اتصالات عملية مع واشنطن بخصوص سوريا، مؤكدا أن الطرف الروسي يأمل في أن تنتصر العقلانية في هذا البلد.

وأضاف، في سياق تعليقه على احتمال توجيه واشنطن ضربة إلى سوريا، أن «التزييف والحشو الإعلامي يستخدم لتصعيد الوضع في سوريا وهو أمر غير مقبول وخطير للغاية».

وكان مركز «المصالحة» الروسي في سوريا نفى استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في دوما بالغوطة الشرقية، معتبرا أن تلك الأنباء لا تتوافق مع الواقع.

وقال رئيس المركز اللواء «يوري إيفتوشينكو»: «نعلن استعدادنا لإرسال خبراء روس في مجال الأمن الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي إلى دوما فورا بعد تحريرها من المسلحين لجمع المعلومات التي ستؤكد أن هذه التصريحات مفبركة».

وزعمت الخارجية الروسية في بيان صحفي أصدرته الأحد، أن «الخوذ البيضاء وما يسمى بمنظمات حقوقية تتخذ من بريطانيا والولايات المتحدة مقرا لها، واستندت تقارير عن هجوم كيميائي جديد إلى شهاداتها، سبق أن ضُبطت متلبسة في التواطؤ مع الإرهابيين».

وحذر البيان من أن «أي تدخل خارجي تحت ذرائع مفبركة ومزيفة في سوريا، حيث يتواجد العسكريون الروس هناك بطلب رسمي من الحكومة الشرعية، غير مقبول إطلاقا، وقد يؤدي إلى عواقب وخيمة للغاية».

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

كيماوي دوما نظام الأسد تهديد غربي تحذير روسي صمت صيني ترامب السلاح الكيماوي