استطلاع رأي

أي من هذه الدول تمارس الدور الأكثر إيجابية في حرب غزة؟

السعودية

مصر

قطر

إيران

تركيا

أهم الموضوعات

طبقات اليمين الإسرائيلي وبصيرة دا سيلفا

عن أوهام التفاؤل الأميركي

أزمة اقتصاد مصر وانتظار الفرج من الخارج

نحو وقف الحرب على غزة

سيناريو اليوم التالي للحرب

حرب ترامب الأولى

الثلاثاء 10 أبريل 2018 03:04 ص

يتزامن نشر هذا المقال مع اللقاء الثاني بين أمير قطر والرئيس الأميركي المثير للجدل دونالد ترامب، وهذه الزيارة بدورها، وهي الأولى بالنسبة لسمو الأمير لبيت ترامب الأبيض، تترافق مع تزايد الحديث في واشنطن عن عمل عسكري في مكان ما من العالم.

فمنذ تولى ترامب رئاسة الولايات المتحدة الأميركية وهو يتجه باتجاه حرب ترفع من نسب تأييده شعبياً وتحقق بعضاً من نرجسيته، والوضع على وجه البسيطة مرشح بشكل كبير لقيام حروب متعددة وليس حرب واحدة فقط، من كوريا الشمالية إلى أوكرانيا وسوريا وإيران والخليج، في كل زاوية من العالم هناك شرارة صغيرة تتقد.

ترامب في سعيه للحرب لن يكون بدعاً من الرؤساء الجمهوريين، فكل رئيس من الحزب الجمهوري تقريباً منذ الحرب العالمية الثانية كان مسؤولاً عن عمل عسكري في مكان ما، إذا استثنينا ريغان، الذي كان مشغولاً بإضعاف الاتحاد السوفييتي عبر الحروب بالوكالة.

وبالتالي لن يكون غريباً أن يطلق ترامب عملاً عسكرياً يحافظ فيه على التقاليد الجمهورية من جهة، ويواجه فيه الضغوطات الداخلية من جهة أخرى. قبل أشهر كانت فوهات المدافع الأميركية مصوبة باتجاه كوريا الشمالية.

وبلغ التوتر مداه مع إطلاق كوريا الشمالية صاروخاً فوق التراب الياباني، وتصريحات ترامب من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة التي هدد فيها بمسح كوريا الشمالية من الخارطة، ولكن كل ذلك تبخر فجأة من خلال عمل حكومة كوريا الجنوبية مع حلفائها على تذويب فرص الحرب، وصولاً إلى لقاء مرتقب بين ترامب ونظيره الكوري الشمالي.

الاحتمال الثاني للحرب، والذي كان مطروقاً منذ حملة ترامب الانتخابية هو إيران، تبدو إيران هدفاً مناسباً لتوافقها مع دعاية ترامب السياسية حول الإسلام الراديكالي والاتفاق النووي، بالإضافة لوجود السعودية المتحمسة لضربة ضد إيران.

المشكلة في إيران طبعاً تكمن في الدعم الروسي، والتوغل الإيراني في مناطق نفوذ أميركية، والتهديد الإيراني المباشر لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، بالإضافة لحصار قطر ومغامرات دول الحصار غير المحسوبة التي أوجدت شرخاً بين حلفاء واشنطن في المنطقة.

لكن مع تزايد الضغط على ترامب تدق طبول الحرب ولا يجد هدفاً سوى إيران، لذلك سيسعى فريقه العسكري لإيجاد مساحة وسط تمكنه من محاربة إيران دون إشعال حرب شاملة معها ومع روسيا حليفتها اللصيقة.

من هذا المنطلق تأتي تصريحات وزير الدفاع الأميركي قبيل لقائه مع أمير قطر، والتي تحدثت عن عدم استبعاد ضربة للنظام في سوريا كردة فعل على تواصل استخدام النظام للأسلحة الكيماوية، مع تحميل روسيا وإيران المسؤولية.

وحتى يحدث ذلك تحتاج واشنطن إلى توافق مشابه لتحالف بوش لغزو العراق، لا يشمل تفويضاً أممياً ولكن يوفر غطاءً لأي عمل عسكري محتمل، وتهديد ترامب بسحب قواته من سوريا ما لم تلتزم دول المنطقة بتحمل فاتورة التواجد العسكري الأميركي هناك هو مقدمة لذلك.

سيحاول ترامب بلا شك الحصول على تأييد قطري لعمل عسكري محتمل ضد إيران أو حليفها بشار لقطع الطريق على محاولات خفض التصعيد وإضعاف المحور التركي، الذي بدأ يتفاهم مع روسيا وإيران حول سوريا.

كما يرغب في تحييد الأزمة الخليجية عن الموقف من إيران، قطرياً سيكون لزاماً الحصول على ضمانات بألا تنتهي هذه المغامرة كمثيلاتها في أجندة ترامب الخارجية، وأن يكون أي عمل في المنطقة منطلقاً من مصالحها وليس رغبة ساكن البيت الأبيض في رفع نسب تأييده في بلاده دون تحقيق مكاسب حقيقية على الأرض بالنسبة للسوريين.

* د. ماجد محمد الأنصاري أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة قطر.

المصدر | العرب القطرية

  كلمات مفتاحية

ترامب الحرب الأميركية القادمة إيران تحييد الأزمة الخليجية قطر تركيا روسيا سوريا