رحب الرئيس «ترامب» بأمير قطر الشيخ «تميم بن حمد» في البيت الأبيض يوم الثلاثاء ووصفه بأنه شريك للولايات المتحدة في الحرب ضد المتطرفين، وذلك بعد أشهر من اتهامه للإمارة الخليجية بأنها ممول للإرهاب، ودعمه المعلن للإمارات والسعودية في حصارهما ضد الدوحة.
شكلت الزيارة الودية تحولا ملحوظا لرئيس كان يصور قطر في وقت قريب كجزء من المشكلة، لكنها تعكس نجاحا للجهود المكثفة والمكلفة من قبل قطر والتي شملت توظيف عدد من جماعات الضغط لتحسين صورتها في واشنطن وعرضها كشريك للولايات المتحدة في الحرب على الإرهاب.
وقال «ترامب» خلال استقباله الأمير «تميم بن حمد آل ثاني»: «نحن نتأكد من توقف تمويل الإرهاب في جميع البلدان الحليفة التي ارتبطت به»، وأَضاف: «لكن هذه الدول تبذل اليوم جهودا في هذا الصدد وهذا يشمل الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وقطر».
ولم يقبل أمير قطر توصيف بلاده أنها أصبحت للتو فقط شريكا لواشنطن في الحرب على الإرهاب وأَضاف: «أريد أن أوضح شيئا، نحن لم ولن نتسامح مع من يمولون الإرهاب، نحن نتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لوقف تمويل الإرهاب في جميع أنحاء المنطقة».
وفي يونيو/حزيران الماضي، وقف السيد «ترامب» في حديقة البيت الأبيض مؤيدا وجهة نظر المنافسين الإقليميين لقطر، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ، بأن الإمارة الصغيرة الغنية بالطاقة كانت تقدم الأموال للجماعات الإرهابية، وتساند إيران وتؤوي الهاربين، مؤيدا الحصار الذي فرضه جيران قطر عليها.
وادعى «ترامب» آنذاك أن قطر كانت «ممولا للإرهاب على مستوى عال جدا»، وطالبها بقطع تدفق الأموال للجماعات المسلحة وهو ما وضع الرئيس على خلاف مع وزير خارجيته آنذاك «ريكس تيلرسون» الذي أبدى تعاطفه مع قطر بسبب المقاطعة التي تقودها السعودية.
والتقى «ترامب» مع الأمير في سبتمبر/أيلول على هامش اجتماع للأمم المتحدة ووعد بالمساعدة في التوصل إلى حل لخلافه مع جيرانه، وهو جهد لم يراوح مكانه.
ووقعت قطر التي تستضيف قاعدة العُديد الجوية التي تضم قرابة عشرة آلاف جندي أمريكي اتفاقيات مع الولايات المتحدة لتبادل المعلومات بشأن الإرهابيين وإمداداتهم المالية.
وقد أثنى «ترامب» على أمير قطر يوم الثلاثاء ، واصفا إياه بأنه «صديق عظيم».
وأضاف: «إنه يتمتع بشعبية كبيرة في بلده، ونحن نعمل على الوحدة في هذا الجزء من الشرق الأوسط، وأعتقد أننا نؤدي بشكل جيد للغاية».
